منْ لمْ يعشقْ عينيك و قد أصبحتا بيتاً للسنونو
شفتاك و قد اصطفتْ أشجارُ الكرزِ فيهما بكبرياءٍ و صمود
خصلاتُ شعركِ المنثورةِ أرجوحةُ كستنائية بأناملِ القدر
يا ولادةَ الشمسِ قد سكنَ الليلُ فيكِ
كلَ يومٍ يولدُ من رحمهِ ظلامٌ جديد
لم يبقْ فيكِ إلا بقايا بؤسٍ تعيدُ للذاكرةِ أطيافَ البارحة الخيالية فتوجعها
و ترمي بالنفسِ على جزيرةٍ الأمسِ المهجورةِ فتحزنها
ما بها تلك الحجارةُ متشردةً هنا تصرخُ ... تستغيثُ ...
لم يخفضْ صوتها رغمَ ندائها المسمعُ للأذنِ الصمَّاء؟...
ما لمآذنِ الجوامع قد حبست غصةَ الطُهرِ في حنجرتها فأدمتها دمعاً ؟...
ما لنواقيسِ الكنائسِ تُقْرَعُ بلا رنين لكنها تسمعُ مواويلَ الأعراسِ الموجعةِ الساكنةِ في
أحشائها ؟...
يا زهرةَ لم تداعبْ أطيافَ الصيفِ السرورية مداها
أوديتكِ غاباتكِ ترددُ صدىً سنديانياً يكدَّسُ ما تبقى من سنابل الحريةِ ينشرها على
طرقاتكِ المتألمة
يُسْمِعُها لحناً قدسياً قد نسجهُ من تراتيلِ القرآنِ ثم يطلقُ لها العنان لتنبتَ جيلاً جديداً
يا أنثى تكونتْ فيها كلُ الفصول
أرى ربيعك قد عرش فيه الكبرياء على معصميك فأحاطهما بطهر الزنبق الأبي
ها هو صيفك آتٍ لمحته سيد الأمنيات قد رمى بخواتمه السحرية لك جعل عينيك شاطئاً
تحومُ فيه النوارسُ