تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كتبتُ إلى حبيبتي غزة

شباب
9/5/2011
براءة باطوس

كتبتُ إليكِ و من لم يعرفك لساناً قد زين ضفائرَ الضادِ بدمدماتٍ ملائكية

منْ لمْ يعشقْ عينيك و قد أصبحتا بيتاً للسنونو‏

شفتاك و قد اصطفتْ أشجارُ الكرزِ فيهما بكبرياءٍ و صمود‏

خصلاتُ شعركِ المنثورةِ أرجوحةُ كستنائية بأناملِ القدر‏

يا ولادةَ الشمسِ قد سكنَ الليلُ فيكِ‏

كلَ يومٍ يولدُ من رحمهِ ظلامٌ جديد‏

لم يبقْ فيكِ إلا بقايا بؤسٍ تعيدُ للذاكرةِ أطيافَ البارحة الخيالية فتوجعها‏

و ترمي بالنفسِ على جزيرةٍ الأمسِ المهجورةِ فتحزنها‏

ما بها تلك الحجارةُ متشردةً هنا تصرخُ ... تستغيثُ ...‏

لم يخفضْ صوتها رغمَ ندائها المسمعُ للأذنِ الصمَّاء؟...‏

ما لمآذنِ الجوامع قد حبست غصةَ الطُهرِ في حنجرتها فأدمتها دمعاً ؟...‏

ما لنواقيسِ الكنائسِ تُقْرَعُ بلا رنين لكنها تسمعُ مواويلَ الأعراسِ الموجعةِ الساكنةِ في‏

أحشائها ؟...‏

يا زهرةَ لم تداعبْ أطيافَ الصيفِ السرورية مداها‏

أوديتكِ غاباتكِ ترددُ صدىً سنديانياً يكدَّسُ ما تبقى من سنابل الحريةِ ينشرها على‏

طرقاتكِ المتألمة‏

يُسْمِعُها لحناً قدسياً قد نسجهُ من تراتيلِ القرآنِ ثم يطلقُ لها العنان لتنبتَ جيلاً جديداً‏

يا أنثى تكونتْ فيها كلُ الفصول‏

أرى ربيعك قد عرش فيه الكبرياء على معصميك فأحاطهما بطهر الزنبق الأبي‏

ها هو صيفك آتٍ لمحته سيد الأمنيات قد رمى بخواتمه السحرية لك جعل عينيك شاطئاً‏

تحومُ فيه النوارسُ‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية