ولا مرايا أستعيرُ مَجَازَها
لأرى إلى ظلٍّ يشيخُ وراءَ روحي .
الآنَ ، والمطرُ الثقيلُ يُهَدهِدُ الطُّرقاتِ
هل يجدي الوقوفُ على طلولِ الماءِ
إنْ شربتْـهُ روحُكِ ثمَّ شفَّــتْ ؟
هل أجيدُ الحلمَ
إنْ صدئتْ حوافرُ خيلهِ؟
أم هل أجيدُ الطِّينَ بعدكِ؟؟
كانَ ينقصُـنا شتاءٌ آخرٌ
لنروِّضَ الأيَّـامَ في دربٍ سنمشيهِ سويَّـاً
نغتدي ، والطَّيرُ في وُكُنَـاتِها تغفو
وبردٌ طاعنٌ في الذِّكرياتِ يقولنا :
كم أنتِ أهدأُ من تلاوةِ ياسمينٍ عطرَهُ !
وأنا المبعثرُ
تعتريني رِعشةُ الصُّوفـيِّ بعدَكِ سُـبْحَتي من حبِّ رمَّـانٍ تفرَّطَ بينَ ثغرينا
وعكَّـازي وعودكِ ...
باردٌ جسدُ المسافةِ بيننا
والشَّوقُ قد طالتْ أظافرهُ كثيراً .
كستناءُ لقائنا اتَّـقدَتْ على حطبِ الوعودِ
وبابُ غرفتيَ المبلَّـلُ كم تثاءَبَ في انتظاركِ؟
كم سيكفي من رذاذ الضَّوءِ
كي أبتلَّ فيكِ حبيبتي ؟
أنا كُـلَّـما أشعلتُ يوماً في غيابكِ
أطفأتهُ أصابعُ الدَّمـعاتِ !
وحدي الآنَ أرسِمُ صوتكِ المبحوحَ
فوقَ زجاجِ نافذتي
لأسمعَهُ يسيلُ على الأصابعِ
كُـلَّما غبشٌ تقطَّر فوقها !
يأسي تُـحنِّـطهُ الرَّسائلُ باصْـفرارِ سطورِها
ودفاترُ الصُّورِ التي ــ إن أجهشت بالأمسِ ــ
كفكفتُ ابتسامتكِ البريئةَ !
لم أزلْ أمشي وحيداً
باحثاً عن باب ذاتي ...
فاعبري ــ لو كذبةً ــ يوماً