ونتمنى أن نأخذ منها كلّ شيء، وهنا يضيع الكثير من الناس في ضخامة الموجود أمامهم فتغريهم مقولة « كل ممنوع مرغوب».
وإن واقعنا السوري والعربي الذي نعيشه ونفخر به في حياتنا، ننساه ببساطة أمام ما يدفع الغرب من أجله ملايين الملايين لنبتعد عنه.
الهدف منها....
الفكرة بسيطة جداً والهدف الفكر والجسد بنوع من الانشغال والتشتت، وبسبب التشدد الأسري على هذا الموضوع، يستغل الأبناء غياب الأسرة أو الحرية المعطاة لهم في تضييع أكبر وقت ممكن على شبكة الأنترنت أمام هذه المواقع التي تعطيك ما تطلبه، وتأخذ منك دون أن تشعر وقتك ومالك وعقلك أيضاً، فيصل الشباب إلى مرحلة الانحلال الاجتماعي والأخلاقي والابتعاد عن الدين، وهو ما قاله جورج بوش علناً في خطابه إلى المارينز الأمريكي:» سأجعل الجنس أمراً مباحاً في الشوارع العربية»، وهذه هي الرصاصة القاتلة التي لن يستطيع الغرب بدونها، اختراق الأسس والقواعد الراسخة التي عمل أجدادنا على حمايتها زمناً طويلاً.
الوسائل المعتمدة
يقوم الغرب بترخيص المواقع والأفلام الإباحية التي تحتمي بشركات ضخمة تدعمها، ولا يخفى علينا بأنها هديّة ثمينة باعتقادهم مقدمة من يدّ بيضاء إلينا، ولو اقتصرت المشكلة على المواقع الإلكترونية فقط لكان أمراً سهلاً، ولكنهم يعززون هذه المفاهيم بشتى الوسائل، فلدينا مثلاً الأفلام الغربية التي نراها على شاشاتنا، والتي تصور الإنسان العربي بأنه مجرم وإرهابي ومتخلف، وتنشر أفكاراً تأمل أن تراها في بلادنا، فنلاحظ في الإعلام الموجه للشباب بأن الابن إذا وصل مرحلة البلوغ، يترك منزل العائلة ويعيش مع صديق أو صديقة، وكذلك المغامرات العاطفية التي تأسر لب الشباب، ويحاولون زرع فكرة أن من يقوم بتلك الأفعال يكون حراً وسيصبح ثرياً ولديه ما يريد من حفلات ومشروب وعلاقات كثيرة، ويعيش حياة رغيدة ومليئة بالإثارة، وهنا تصبح الإباحية، أمراً مشروعاً وفي نطاق الحرية الشخصية، وتبدأ المشكلة الأكبر في محاولة شبابنا تجربة ذلك بحماسة عالية، والتي تكون المرة الأولى وليست الأخيرة...
الفجوة بين الأهل والأبناء تخلق فراغاً...
لطالما بحث الغرب عن فجوة في المجتمعات العربية للدخول منها، وكانت هذه الفجوة ابتعاد الأبناء عن مراقبة الأهل بدافع الحرية، ولذا لا يجب على الأبناء اعتبار أسئلة الأهل عن الأصدقاء وأوقات العطلة وتصفح الأنترنت، نوعاً من السيطرة وتضييق الحرية.
وقد تكون المشكلة في أن الأهل يقعون في ورطة كبيرة عندما يمنعهم الخجل من إعطاء المعلومة لابنهم بدافع التوعية، أو الأصح أن نقول بأن الكثير من العائلات لا تمتلك الثقافة الجنسية التي يستطيعون توريثها وتعليمها لأبنائهم، ويقوم المتربصون بنقطة الضعف هذه على إعطاء هذه المعلومات عن طريق الأنترنت وبشكل بسيط وسهل الوصول ومغر أيضاً، فيغيرون صورة الجنس في نظر الشباب ليكون أمراً محرجاً ومخجلاً، والسليم بأن الجنس حاجة اجتماعية كالجوع والعطش والأمومة، والضخ الإعلامي الكبير للإباحية بشتى وسائلها يجعل العائلة في موقف صعب، ولا تستطيع إيضاح الفكرة السليمة لأبنائها، والعلاقة الأسرية السليمة، هي التي تملأ الفجوة بالفكر والحياة السليمة للوصول إلى مجتمع قوي وقادر على التصدي للخطة المرتبة الساعية لضرب المجتمع.
إن معرفة الهدف والوسائل المستخدمة في نشر الانحلال في مجتمعنا تسهل علينا الوقاية منها، وهي مسؤولية على عاتق كل المجتمع، بدءاً بالمراقبة المحلية لشبكة الأنترنت لنشر المعلومة المناسبة بصورتها السليمة، ودور الوعي الاجتماعي في الالمام بخطر هذه الأمور، والعمل على وجود علاقة أسرية ناجحة، ليكون دور الأهل فاعلاً في حياة أبنائهم الشباب لتقديم الثقافة والمعلومة الجنسية بالشكل الذي ينبغي أن تكون عليه، كما ويجب الاعتماد على عدم وجود فراغ أو فجوة يستغلها المستغلون.
لطالما كان العرب يقدمون للعالم علمهم وثقافتهم وآدابهم، والآن يأخذون القشور على أنها الحضارة المتقدمة، ومن الواجب على الشباب أن يكون واعياً ومدركاً بأن الغرب لم يستطع أن يدمر ماضينا المشرف، فبدأ بالعمل على هدم مستقبلنا، فلنكن واثقين بمجتمعنا لأننا خيرُ أمةٍ أخرجت للناس..