لإلقاء مزيد من الضوء على هذا الموضوع التقينا الباحثة الاجتماعية السيدة (فريال مؤقت) حيث تقول:
إن مخاوف الطفل الصغير مهما كانت غير واقعية بالنسبة له فاستمرار القول له يجب ألا تخاف لايجعله شجاعاً بل إن مثل هذا القول يزيد من مخاوفه لأن عدم إفصاحه عن خوفه في هذه الحالة يكون ناجماً من خشيته أن تعتبره طفلا،ً كماً أن الخطر من شأن خوف الطفل يمكن أن يؤدي إلى إبقاء الخوف خفياً في نفسه ما يلحق الأذى بحالته النفسية، كما أن إرغام الطفل على مجابهة مخاوفه قسراً لايجدي أيضاً، وفي الوقت نفسه فإن دفع الطفل للاعتماد على والديه اعتماداً كلياً لحمايته من مخاوف وهمية لاتساعده على التغلب عليها، أما إذا كانت بعض عناصر الخوف عند الطفل معقولة فعلى الأم أن تعترف بها، وأضرب مثلاً على ذلك فيما إذا كان الطفل يخاف من الكلاب الضخمة ففي هذه الحالة ينبغي أن تقول لطفلها إن خوفه من الكلاب الكبيرة والغريبة أمر طبيعي، أي إن لجوء الأم إلى الكلام المنطقي يساهم كثيراً في تبديد مخاوف الطفل.
ومن المهم جداً تعويد الأطفال على حل مشكلاتهم والدفاع عن أنفسهم لكل مايبعث على الخوف.
وتضيف السيدة فريال قائلة: على الوالدين أن يعلما أن الخوف هو جزء من الحياة وأن الطفل يستطيع التعامل معه إذا وجد من يدله على الطريقة الصحيحة للتغلب على الخوف وإن مخاوف الطفل الصغير تنبع إلى حد كبير من خياله النشيط ومن الصعوبة الكبيرة التي يلقاها في هذه السن للتمييز بين ماهو حقيقي وبين ماهو خيال لذلك فهو يعتقد جازماً بأن مارداً يكمن تحت سريره، والطفل في هذه السن المبكرة من حياته يقفز قفزات واسعة في ميدان الوعي والإدراك لذلك فهو غريزياً يستشعر الخطر كما أن تنامي شعوره بالاستقلال يزيد من هذا الوعي بالأخطار المحدقة وهذا الشعور يفرض على الطفل الصغير غريزياً عندما يبتعد عن أمه لمسافة خطوة أو خطوتين حيث يبدأ فهم مدى اتساع الدنيا من حوله لذلك نراه في هذه السن يتأرجح بين عالمين عالم البطولة وعالم الخوف ،ولابد لنا أن نذكر أن الطفل الصغير في عمر مابين الثالثة والرابعة يتمسك بشدة مايرى أنه شيء مخيف فهو قد يتصور خيال أمه أو أبيه خيال وحش قادم لافتراسه لذلك ينبغي على الوالدين أن يصبرا على طفلهما بغية الأخذ بيده للتغلب على خوفه.
أخيراً لابد من القول :إن هناك حالات يدّعي فيها بعض الأطفال الخوف بقصد التلاعب بمشاعر الأم والأب لمحاولة تأخير نومهم قدر المستطاع ومتابعة برامج التلفاز مع الوالدين وهنا ينبغي على الأم أن تدرك حقيقة الأمر وأن تتعامل مع طفلها على هذا الأساس ولو كانت مقتنعة بأن ادعاءه للخوف أمر غير صحيح ولكن لابأس من اصطحاب طفلها إلى المكان الذي يقول: إنه يخاف منه فتذهب معه وتتأكد من سلامة المكان وخلوه من أي شيء يدعو للخوف فتكون بذلك قطعت الشك باليقين فطمأنت طفلها واطمأنت عليه..