برنامج خطوة الذي يعرض على شاشة أبوظبي الفضائية الأولى يتخذ هذا المنحى ويحاول لملمة الصور المبعثرة أو المتكسرة لشخصيات تتشابه أو تتقاطع مشاكلها وهمومها مع الكثيرين في مجتمعاتنا العربية
التفاعل في البرنامج اجتماعي حواري يعنى بالتنمية الفردية، ويهتم بالمشاكل الاجتماعية والنفسية التي يعاني منها الفرد في مجتمعنا ويهدف إلى نقل التجارب الناجحة وتطبيقها في المجتمعات العربية لإحداث نقلة نوعية في مختلف مجالات الحياة من مستوى الفرد إلى الأسرة وصولاً إلى المجموعة.
ويعتمد البرنامج على حضور ضيوف مميزين من ذوي الخبرات المميزة ليشرحوا مدى أهمية تطبيقها في حياتنا ويستضيف حالات واقعية من مجتمعنا لعرض المشاكل ومحاولة علاجها وتغييرها للأفضل.
ويركز البرنامج على مجموعة قضايا هامة ويحاول إبرازها عبر طرح مجموعة من الأسئلة والمحاور للنقاش كونها تتعلق بالمجتمع ككل كالأسرة التي ركز عليها البرنامج في إحدى حلقاته باعتبارها المدرسة الأولى التي يتخرج منها الإنسان، فهي مهد الأخلاق و القيم وهي من تغرس بذور السمات النفسية الأولى عنده ، فكثير من الأخطاء في حياة الأبناء اليوم إنما هي نتاج تربية خاطئة قام بها الآباء ، مع عدم إغفال أن التربية لها أبعاد فطرية مغروسة في الكينونة الإنسانية كي تستمر البشرية إلا أن جل فنونها مكتسبة وليست فطرية.
ومن القضايا البالغة الأهمية التي طرحها البرنامج أيضاً قضية ايجابية الفرد (كيف تكون إيجابيا؟ )فكل شخص يتقلب بين المعاناة والحياة العادية والنجاح والتميز، لكن كيف يستطيع الإنسان أن يكون ناجحا أو إيجابيا مع تعدد مبررات الفشل وتراكم المعوقات في الحياة. وكيف يمكن له أن ينتقل من الفشل إلى النجاح ومن السلبية إلى الإيجابية من خلال التشخيص الصحيح لحياته.
إحدى حلقات البرنامج سلطت الضوء على مسألة القرار الذي يتخذه الأفراد وكانت بعنوان أنت قرار نفسك وقد كان الطرح موفقاً والنقاش مثمراً برأي المشاركين والمتابعين والنقاد لأن الكثير من الناس يربط فشله وأخطاءه بمحيطه كالأهل والأصدقاء والظروف، لكن هل ينبغي أن نلقي بفشلنا على غيرنا وننسى إننا نستطيع أن نكون قرار أنفسنا؟ إذا كان للعوامل الخارجية دور في بعض الفشل الذي نمر به ونحن صغار فان هذه الحجة لا ينبغي أن نبرر بها الفشل بعد أن نبلغ الرشد من حياتنا ، وإلا فانه لن ينجح أحد في هذه الدنيا.
وينطلق البرنامج في الحوار من نقطة يجب أخذها بعين الاعتبار بكل جدية وهي أن تطور مجتمعاتنا وتسارع وتيرة الحياة العصرية تمخض عنه تعقيدات كثيرة في ظروف الحياة ومظاهر اجتماعية عديدة منها تأخر سن الزواج وقيام البنيان الأسري بين الرجل والمرأة على إيقاع الحياة السريع دون روابط الحب والعاطفة وكل ذلك يحتاج لتوقف ومراجعة ومسألة عقوق الأبناء وخطورتها على المجتمع لما فيها من نكران للجميل تجاه من ضحى بزهرة حياته من اجل أولاد يأنسون بهم ويمثلون لهم ذخرا في كبرهم .
الحوار والتواصل بين الناس من أهم أسس العلاقات الإنسانية، وهو الأهم في إطار العلاقة الزوجية، حيث أن الأصل فيها الاستمرار والسعادة ، والحوار منطلق أساسي في نجاح هذه الرابطة القلبية والجسدية ولكن للأسف الشديد كثرت الشكاوى من انقطاع الحوار بين الزوجين هذه الأيام ، فلماذا يفشل الحوار بين الزوجين وينجح مع الأصدقاء؟ وما هي ابرز الأخطاء التي يقع فيها الزوجان أثناء الحوار؟ لماذا يميل الرجل عادة إلى الصمت السلبي بدلا من الإنصات إلى الزوجة؟ وما الفرق بين الصمت والإنصات؟ وكيف يمكن للزوجين إنجاح الحوار بينهما؟ أسئلة من بين الكثير من الأسئلة التي طرحها البرنامج وكان موفقاً في نقاشها والإجابة على العديد من التفاصيل التي تشكل ركيزة أساسية في البنيان الأسري ونجاح الخلية الأولى في المجتمع وهي الأسرة.
هي خطوة إذا في الحياة ولاشك أنها تختلف حسب هموم وتوجهات الأفراد و يجب على كل فرد القيام بها لصالح تحقيق ذاته أولا وفي سبيل تقدم وتطور المجتمع الذي يستظل بكنفه ثانياً و قبل كل ذلك من أجل إدراك وجوده كانسان وكيان يختلط فيه الروحي بالجسدي في تكامل فيه من الإبداع والرقي والجمال مايستحق أن نمشي من أجله خطوات إلى الأمام .