فمنهم من قال إنه مرض الجدري ومنهم من قال التهاب رئة وجدري فيما أكد البعض أن الوباء قد تفشى بالقطعان نتيجة /عدوى/ ويفتك بالناقة ومولودها/الحوير/ومن ثم الجمل.
في موقع البشري والمحطة الثانية والثالثة والبغالي-والكدير والهديل والتليلة التقينا المربين وحدثونا عن حالهم وأحوالهم السيئة وما اصاب الابل والنوق ومواليدها من /نفوق/جراء المرض المذكور ,ولكي نكون منصفين فقد شاهدنا العديد من النوق والجمال النافقة والملقاة في اراضي البادية والمتناثرة في الصحراء والتي اصبحت بحد ذاتها خطرة على الإنسان جراء روائحها الكريهة وكذلك طعام للوحوش والطيور الجارحة.
أحد المربين ويدعى شرابي خالد العليوي أكد لنا ان هذه المرة الاولى التي يشاهد فيها طوال حياته ما أصاب الجمال من امراض فتاكة وقال إن هذا المرض غريب ,لافتاً إلى ان قلة الأمطار وانعدام المراعي والجفاف أدى إلى تزايد الاصابات ونفوق العديد من هذه الثروة,ولفت إلى قدوم فريق طبي يتبع لكلية البيطرة برفقة أطباء من شعبة الثروة الحيوانية بتدمر وقاموا بالاطلاع على الحالات المرضية والجمال المصابة, باقي المربين اوضحوا أن الفريق الطبي اكد لهم عدم وجود علاجات او لقاحات أو دواء لهذا المرض حالياً في سورية وهم بحاجة لشرائه من أحد الأقطار العربية.
رئيس جمعية الجمال في تدمر دناح الفدعوس قال:لقد طالبنا بتأمين الدواء واللقاح الإسعافي من كافة الجهات في تدمر ولكن لم تكن هناك استجابة مؤكداً ان الأبل تموت وهي واقفة أمام أعين المربين, محمد احمد الصالح مربي جمال نائب رئيس الجمعية اشار إلى قيام العديد من المربين بشراء دواء /وقائي/موضحاً أن هذا الدواء لايصلح ولاينفع ولايشفي من الاصابات إلا أن المربين يأملون النفع من خلاله لإنقاذ ثروتهم.
المأساة واقعة في قطعان الابل والمربون ينتظرون الفرج, والحديث عن هذه النفوقات يطول والبادية التدمرية شاهدة على تناثر جثث الجمال والنوق هنا وهناك ,فلهذا نطرح السؤال بقوة لماذا ينعدم الاهتمام بهذه الثروة /سفن الصحراء/ ولماذا تنفق هذه الابل ,ومن هي الجهة المسؤولة عن ذلك...?وأين الدواء ...?