وهم ينتجون ويجمعون كميات هائلة من المعلومات والمعطيات, ويطرحون الكثير من الأفكار الجديدة.
أما الأشخاص الذين يعتمدون على الجانب الأيسر، فينظرون إلى الأمور بمنظار متقارب، فهم يستمدون طاقتهم من قدرتهم على حصر اهتمامهم في الأمور الأكثر أهمية والعمل بتركيز ودقة وبراعتهم في وضع الأمور في مسارها الصحيح. وهم يفضلون العمل في بيئة مرتبة, يغوصون في التفاصيل ويعطونها حقاً, يلتزمون بتنفيذ خطتهم اليومية بكل أمانة. ولا يضيعون وقتهم في أمور لا تخدم عملهم بشكل مباشر.
ويرى العلماء أنه من الضروري وضع يدنا على العوامل المحفزة والعوامل المثبطة في حالتي الشخص المتباعد والشخص المتقارب كل على حدة، فكلا الشخصين تنقصه القدرات البارزة التي يتمتع بها الآخر.
لذلك ينبغي ألا يكتفى بالتركيز على الاستثمار الأمثل لقدراتنا ومهاراتنا ونقاط القوة التي نتمتع بها, بل نحاول أيضاً أن نتعلم من الآخرين الذين يختلفون عنا جذرياً في أسلوب عملهم ونمط تفكيرهم ونستفيد من خبراتهم.
وبالمقارنة بين الأشخاص المتقاربين والأشخاص المتباعدين وجدوا أن الشخص المتقارب يدفع بالمسارات المختلفة لتتقارب إلى مسار واحد، يحب التحديد، ويركز على التفاصيل، ويسير في عمله بخطوات متسلسلة، ويخطط قبل أن يبدأ بالعمل، ومنطقي، ويحب الشعور بالأمان، ويبحث عن الحل الأمثل، يوصف بأنه عنيد ضيق الأفق
أما الشخص المتباعد فهو يجزئ المسار الواحد إلى مسارات عديدة، ويبحث عن التنوع، ويرى الكل المتكامل، ولا يدقق في التفاصيل، ويعمل على التوازي، وينطلق مباشرة في العمل دون خطة واضحة، ويعتمد على حدسه السليم، ويحب المساحات الحرة، ويحترم تنوع الحلول وتباينها، ويوصف بأنه فوضوي لا يمكن الاعتماد عليه
ومثال ذلك ما تقوله الباحثة آن ماك غي كوبر: أنا كشخص متباعد أتمتع بقدرات إبداعية متميزة، إنني أجد متعة كبيرة في البحث عن طرائق جديدة للتعامل مع مختلف الأمور.