ليمنح الثواب هنا، ويهدد بالعقاب هناك.. وكل ذلك تحت يافطة دعم الديمقراطية والحريات التي يتغنى بها دون ان يعي كلماتها.
اوباما وفي خطاب ألقاه بشأن المنطقة نقلته الفضائية السورية مباشرة اكد ان بلاده ستستعمل قدراتها من اجل التغيير في المنطقة، مشددا على ان مستقبل الولايات المتحدة مرتبط بمستقبل منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
خطاب اوباما عن الشرق الأوسط مساء أمس لم يحمل جديدا فيما يتعلق بسياسة بلاده ازاء عملية السلام والوضع في العراق والامن والاستقرار الاقليمي بشكل عام.
وعن التطورات والاحداث الجارية في الشرق الاوسط لم تغب عن خطاب اوباما لهجة التصعيد وسياسة المعايير المزدوجة في تناوله للاحداث في كل دولة منفردة مؤكدا دعم بلاده بكل قدرتها لاحداث التغيير في المنطقة لكونه يخدم المصالح الاميركية ويعزز الامن الاميركي.
وعن سورية جاءت مواقف اوباما في خطابه لتؤكد حقيقة التدخل الاميركي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ومنها سورية بشكل يخالف شرعة الامم المتحدة ولم يختلف موقفه بشأن الاحداث فيها عما صدر في الايام القليلة الماضية عن الادارة الاميركية فيما عدا تذكيره بتصعيد بلاده الضغوط من خلال وتيرة وصرامة العقوبات التي فرضها أمس الأول ضد سورية.
وبدت دعوة أوباما للحكومة السورية للبدء بحوار جاد من أجل عملية التحول الديمقراطي محاولة مكشوفة لصرف الانظار عن ممارسته التحريض في خطابه على العنف في سورية بقوله.. إن الرئيس الأسد ونظامه سيتعرضون للتحدي من الداخل والعزلة من الخارج اذا لم يتم ذلك.
واعتبر اوباما ان عقودا من الاستفزازات ستنتهي في ليبيا عبر الانتقال إلى الديمقراطية متجاهلا سقوط الالاف من المدنيين والدمار الذي خلفته غارات حلف الناتو على ليبيا.
وحث أوباما الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على تنفيذ وعده بانتقال السلطة قائلا ان هذا ينطبق أيضا اليوم على البحرين الشريك طويل المدى لأميركا التي نحن ملتزمون بأمنها.
واعطى اوباما الحق للحكومة البحرينية في استتباب حكم القانون مع تحذيرها بعدم استخدام القوة ووجوب احترام الحقوق المشروعة لشعب البحرين داعيا الحكومة والمعارضة البحرينية إلى الانخراط في الحوار الذي لن يكون حقيقيا مع وجود بعض المحتجين السلميين في السجون.
وعن العراق اعتبر اوباما ان هناك بوادر ديمقراطية وتعددية مشيرا إلى ان الشعب العراقي رفض العنف السياسي واتخذ سبيله إلى الديمقراطية وهو يقدم على خطوات لاستلام مسؤولية أمره بنفسه وحاله حال كل الديمقراطيات حيث سيواجه انتكاسات لكن العراق إذا ما استمر في تقدمه السلمي فسنبقى نحن جاهزين للوقوف إلى جانبه كشركاء أيضا متجاهلا الثمن الباهظ الذي دفعه العراق خلال السنوات الماضية بشريا وماديا.
وأشار اوباما إلى ان دعم أمريكا للديمقراطية يجب أن يضمن الاستقرار المالي وتعزيز فرص العمل والمساعدات على التنمية الاقتصادية لافتا إلى ان بلاده ستبدأ بتونس ومصر وستطلب من صندوق النقد والبنك الدولي أن يقدما خطة في اجتماع مجموعة السبع لكيفية تحديث اقتصاد مصر وتونس.
وقال أوباما: نحن لا نريد لمصر ديمقراطية مكبلة بالديون لذلك سوف نخفف من أعباء الديون عليها وسوف نستخدم الاستثمار في مجال خلق فرص العمل والعودة إلى الأسواق.
وكباقي الرؤساء الاميركيين اكد اوباما التزام الولايات المتحدة الراسخ وغير القابل للتزعزع بأمن اسرائيل ووقوفها ضد أي محاولة لانتقادها في المجتمع الدولي قائلا .. ان اي خطوات رمزية لعزل اسرائيل في الامم المتحدة في ايلول القادم لن تقيم دولة فلسطينية مستقلة مستجيبا في ذلك للدعوات الإسرائيلية وضغوط اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة.
واعتبر اوباما ان العمل على احلال السلام بين اسرائيل والفلسطينيين أكثر الحاحا من اي وقت مضى وان الوضع القائم لا يمكن استمراره مكررا دعوته لاسرائيل الى التحرك للوصول الى سلام دائم مضيفا ان الحدود بين اسرائيل والدولة الفلسطينية يجب ان تقوم على اساس حدود 1967 متبنيا الطروحات الاسرائيلية بشأن تبادل اراض بالاتفاق.
وأشار أوباما إلى ان أمريكا ستستمر في سياستها معتبرا أن مصالحها ليست خطرا على آمال الشعوب بل هي ضرورية لها.
وختم اوباما بالقول: إن الولايات المتحدة سعت على مر عقود من الزمن نحو تحقيق مصالح أساسية ومكافحة الإرهاب والتدفق الحر للتجارة وحماية أمن المنطقة والدفاع عن أمن إسرائيل والسعي لتحقيق السلام بين العرب وإسرائيل.