تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأثار الخطيرة للصرف الصحي باتت حقيقة واقعة...طرطوس.. تعددت مصادر التلوث والوعود هي الوعود... لامحطة للمعالجة .. ولا تصور تنفيذي !...

تحقيقات
الأحد 4/3/2007
هيثم يحيى محمد - محمد زهرة

المحافظ :التحدي الأساسي هو التلوث ولا تنمية مع التلوث...مدير الخدمات :خبراتنا المحلية ضعيفة ..والتنفيذ يعاني الهدر والتأخير...

تشكل مياه الصرف الصحي والمياه الناتجة عن معاصر الزيتون مصدراً رئيسياً من مصادر تلوث المياه الجوفية في محافظة طرطوس والتي تعتبر خزاناً هاماً لمياه الشرب في سورية حيث من المحتمل أن يتم جر مياه الشرب منها إلى العاصمة دمشق ..‏‏

‏‏

ونظراً لأهمية المياه الجوفية كمصدر دائم واحتياطي لمياه الشرب .. فقد أصبح تلوث هذه المياه مسألة تثير قلقاً شديداً حيث إن الكثير من ينابيع مياه الشرب الجوفية في المحافظة أصبحت ملوثة بالصرف الصحي والبعض الآخر في طريقه إلى التلوث إذا لم يتم حمايتها بسرعة !‏‏

إن هذا التحقيق ليس الأول حول هذه القضية.. وربما لا يكون الأخير .. اللهم إلا إذا أثمرت جهود المعنيين في وضع الحلول اللازمة .. وهذا ما يتفاءل به المواطنون هنا بعد أن سمعوا عن حماسة محافظ طرطوس الجديد.. ونيته الجادة لحل هذه المشكلة الخطيرة والتي تشكل هماً وطنياً كبيراً .‏‏

‏‏

يبلغ طول شبكة الصرف الصحي في محافظة طرطوس حوالي 1700 كم قامت بتنفيذها كلاً من مديرية الخدمات الفنية ومجالس المدن ومجالس البلديات .. وتبلغ نسبة الهدر في الشبكة حوالي15 % ويستفيد من هذه الشبكة حوالي 500 ألف مواطن أي حوالي 75% من عدد سكان المحافظة..وذلك بحسب ما أفادتنا به مديرية الخدمات الفنية بطرطوس .‏‏

وبغض النظر عمّا إذا كانت هذه الأرقام صحيحة أم مبالغ فيها..فإنه من الضروري الإشارة إلى أن العديد من مجار ي تلك الشبكة تالفة منذ زمن..وبعضها يحتاج إلى استبدال..والمياه الآسنة تتسرب منها وتؤدي إلى تلويث المياه العذبة..وإلى انتشار الأوبئة والأمراض الخطيرة..وكذلك انتشار البعوض والحشرات الأمر الذي يضر بالسياحة أيضا..بينما نجد أن المعنيين بهذا الأمر إما يقفون مكتوفي الأيدي أو يتخبطون في عملهم فيحصدون الفشل تلو الفشل .. وهم دائما يبررون إهمالهم أو تقصيرهم.. كأن يقولوا مثلا أنهم لا يعرفون المكان الذي تتسرب منه تلك المياه الآسنة !‏‏

وبحسب مديرية المياه فإن نسبة عدد الآبار العامة الملوثة إلى مجموع الآبار العامة في محافظة طرطوس تصل إلى(20%)أما بالنسبة للآبار الخاصة فتصل إلى حوالي (30%) .. طبعاً هذه الأرقام ليست دقيقة بالضبط . أيضاً بالإضافة إلى مشكلة تسرب المياه المالحة ..فإن العديد من القرى والتجمعات السكانية في المحافظة مازالت من دون شبكة للصرف الصحي..وذلك لعدم إحداث بلديات فيها حتى الآن.‏‏

أحد المهندسين قال لنا إن عدم إنشاء مجاري صرف صحي في المناطق الريفية بمحافظة طرطوس أفضل بكثير من إنشائها فهي أي المجاري السبب الأساسي في تلويث الينابيع ومياه الشرب في المحافظة .. ولولاها لظلت تلك الينابيع صالحة للشرب وغير ملوثة ..‏‏

قال لنا مواطن يسكن في إحدى القرى التابعة لمنطقة الشيخ بدر والتي لا يوجد فيها بلدية أنه اضطر منذ مدة قصيرة لإحضار صهريج لشفط المياه المالحة من الحفرة الفنية الموجودة قرب منزله..فذهب إلى بلدية طرطوس التي قامت بتحويله إلى (بلدية الشيخ بدر)..حيث أخبرته الأخيرة أن الصهريج معطل منذ أشهر عدة ولذلك فقد تم تحويل المواطن إلى بلدية القمصية..فكان جوابها انهالا تملك صهريجاً..فاحتار هذا المواطن ماذا يفعل..واتصل بعدة بلديات مجاورة فكانت الأجوبة نفسها السابقة..وأخيرا ًوبعد أن ملأت الروائح المزعجة الحارة وأصبح الأمر لا يطاق تمكن من إحضار صهريج خاص.. ليرتاح بعد ذلك من تلك المشكلة بل والمصيبة.‏‏

مصبات من دون معالجة‏‏

يبلغ عدد مصبات الصرف الصحي في كافة أنحاء المحافظة حوالي (300) مصباً يمكن تصنيفها حسب موقع مصبها :‏‏

آ مصبات تنتهي إلى الوديان والمسيلات الشتوية والأنهار والأراضي الزراعية من دون معالجة وعددها (200) مصب.‏‏

ب مصبات تنتهي إلى أحواض ترسيب (نموذج امهوف) وعددها/32/ حوضا ًوغير مراقبة‏‏

ج مصبات تنتهي إلى البحر مباشرة وعددها/42/ مصباً .‏‏

لكن حتى تاريخه لا توجد أي معالجة لهذه المصبات.. رغم أننا نسمع عن المعالجة منذ سنوات عديدة.. فهناك محطات يوجد خلاف على موقعها .. و محطات تم وضعها حالياً ضمن خطة 2007 كمحطة معالجة الشيخ بدر بحسب ما سمعنا ..‏‏

حتى إن مشروع الصرف الصحي لمدينة طرطوس كان من المفروض أن ينجز منذ أكثر من ربع قرن .. لكن أهالي المدينة الذين سمعوا الوعود تلو الوعود .. لم يروا شيئاً إلا الهدر في الأموال العامة !‏‏

يقول المهندس رحاب محمد مدير الخدمات الفنية بطرطوس: لقد بدأت معالجة للانتشار العشوائي لمصبات الصرف الصحي منذ أكثر من سبع سنوات وهي بإعداد الدراسة الإقليمية الشاملة لإزالة أسباب التلوث عن محافظة طرطوس والحوض الصباب للمحافظة والدراسة هي تجميع هذه المصبات بحيث تنتهي إلى محطات معالجة تقع في نهاية المجمعات وتقوم وزارة الإسكان والتعمير حالياً بتنفيذ هذه المجمعات تباعاً (مجمع السيسنية بعمرة العديدة مشتى الحلو الكفارين المتراس الدلبة وادي العيون مجمع الشريط الساحل الجنوبي) كما باشرت بتنفيذ محطة معالجة بعمرة وصافيتا وبدورها تقوم المحافظة بتنفيذ محطة معالجة خربة المعزة ومحطة معالجة تعنيتا وبعض المجمعات مثل مجمع (الشيخ بدر الحاج حسن).‏‏

وعن أهم المخاطر الناجمة عن تلك المصبات قال: تلويث المصادر المائية المستخدمة في تأمين مياه الشرب السطحية والجغرافية مثل (نبع جورة الحصان نبع صالح نبع كاف العسل بئر بيت الشيخ يونس..).‏‏

و تلويث بحيرات السدود المخصصة للري والشرب مثل بحيرة سد الشهيد الباسل وبحيرة سد الصوراني.. و تلوث التربة الزراعية المجاورة للمصبات. . وكذلك تلوث الشاطئ البحري بالمصبات المنتشرة على الشريط الساحلي. بالإضافة إلى انتشار الروائح والقوارض والبعوض والحشرات الضارة التي تؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة.‏‏

ينابيع ملوثة‏‏

يعتبر نبع السن قرب مدينة بانياس أغزر نبع في محافظة طرطوس وهناك خطر عليه من كل التجمعات السكنية الواقعة شرق النبع هذا ما قاله لنا أحد المهندسين في مديرية الخدمات الفنية بطرطوس والذي أكد أن حماية النبع من التلوث ليس من اختصاص المعنيين في طرطوس بل في اللاذقية لأن النبع يقع على حدودها .‏‏

ويأتي بعد هذا النبع من حيث الغزارة .. نبع الدلبة في منطقة الدريكيش .. و كان هذا النبع سيتلوث لو أنه تم إنشاء شبكة صرف صحي في المنطقة القريبة منه .. كما أكد لنا نفس المهندس أيضاً والذي سأل أخيراً لماذا لا نقوم بإنشاء حفر فنية كتيمة , كتلك المستخدمة في اليونان وقبرص مثلاً ?‏‏

بعض المهندسين في مديرية الخدمات الفنية قالوا لنا إنه لا يوجد في محافظة طرطوس صرف صناعي بالمعنى الفعلي للكلمة فالمنشآت الكبيرة (معمل الاسمنت مصفاة بانياس المحطة الحرارية) ليس لها منصرفات خطيرة .. كما أنها قريبة جداً من البحر .. ولا يوجد قربها ينابيع مياه عذبة .. وإذا اعتبرنا أن معاصر الزيتون هي منشآت صناعية وهي كذلك بالفعل فإن معاصر الزيتون هي الأكثر خطراً على المياه العذبة في المحافظة والتي تؤدي إلى إيقاف ضخ المياه الصالحة للشرب من العديد من الينابيع ومشاريع المياه كل عام .. وإلى إغلاقها أيضاً.‏‏

وكمثال عن هذه الينابيع نبع جورة الحصان والذي يقع إلى الشمال من مدينة الشيخ بدر بحوالي / 9 / كم وعلى الطرف اليميني لوادي (الذويقة) ويمكن الوصول إليه بواسطة طريق معبد اعتباراً من بلدة الشيخ بدر حيث أن هذا النبع يعتبر المصدر الرئيس لمياه الشرب لحوالي / 85 / قرية مجاورة بحيث يستفيد منه حوالي / 47000/ نسمة وهو نبع دائم على مدار العام تقدر غزارته في الشتاء ب(200 م3/ ساعة) أي حوالي (55,5) لتر/ ثا أما في الصيف فتبلغ حوالي (28 لتر / ثا) وهذا المصدر المائي مؤلف من نبعين الأول مستثمر حالياً والنبع الثاني ملوث بشكل كلي وغير مستثمر. . وتعتبر معاصر الزيتون في الشيخ بدر والصرف الصحي من أهم أسباب تلوث هذا النبع .. حيث تذهب المياه الملوثة دون معالجة في المجاري المائية والأراضي المجاورة ومنها إلى النبع .‏‏

في دراسة أعدت لنيل إجازة في الهندسة المدنية للمهندس (علي سلوم) جاء ما يلي : يوجد في منطقة الشيخ بدر عدة مصبات لمياه الصرف الصحي نذكر منها :‏‏

مصب مدينة الشيخ بدر الذي يصب في مسيل شتوي وهو نهر وادي الغميق الذي يبعد عن النبع حوالي (5 كم) شرقاً .‏‏

مصب بلدة برمانة المشايخ وتوابعها الذي يصب في نهر الصوراني إلى الشرق من النبع الملوث.‏‏

بالنسبة لنبع جورة الحصان فتبين من الدراسات أن النبع الثاني ملوث بالزيت والفوسفات والنشادر وهذا ناتج عن معاصر الزيتون ومياه الصرف الصحي لبلدة الشيخ بدر .‏‏

أما النبع الأول فنجد أنه صالح للشرب إلا خلال موسم قطاف الزيتون حيث يتم تشغيل المكابس ويصبح ملوثاً بالزيت الناتج عن هذه المعاصر.‏‏

إن كافة العينات المائية المحللة ملوثة جرثومياً وبنسب تفوق بكثير تلك المسموح بها لكن بالنسبة للنبع الأول يمكن التعقيم بالكلور والتخلص من هذه الجراثيم أما بالنسبة للنبع الثاني فإن التعقيم بالكلور غير كاف لقتل الجراثيم الناتجة عن تسرب مياه الصرف الصحي .‏‏

معاصر الزيتون والتلوث‏‏

مثال آخر نبع قرقفتي والذي يتألف من نبعين.. والنبعان الآن ملوثان بشكل كلي حيث إن هذا النبع يعد امتداداً لنبع جورة الحصان إذ يبعد عنه حوالي (5 كم) لكن التلوث في هذا النبع ليس ناتجاً عن ملوثات نبع جورة الحصان لأن المياه في الحوض المائي القادمة من جورة الحصان قادرة بعد قطع هذه المسافة على تخفيف هذه الملوثات وقد تبين أن أسباب تلوث هذا النبع هي :‏‏

أولاً : معاصر الزيتون في القرية ..‏‏

ثانياً : شبكة الصرف الصحي في وادي قرقفتي وهي قبل النبع .. وبالتالي فإن مياه هذا النبع غير صالحة للشرب .‏‏

نقمة على المعنيين‏‏

أيضاً هناك مشروع (بيت الشيخ يونس) والذي يعتبر من الينابيع الهامة ذات الغزارة الكبيرة حيث كان يقوم بتغذية قسم كبير من صافيتا وكان محققا للمواصفات المطلوبة لكن تغير نظام الصرف الصحي في صافيتا واعتماد مصبات جديدة أدى إلى تلوث هذا النبع بسرعة كبيرة حيث لاحظ الناس بعد تشغيل المصبات الجديدة وجود تغير في طعم هذه المياه وأخبرت مؤسسة المياه بذلك فعملت على أخذ عينات وإجراء التحاليل المناسبة فتبين من التحاليل ارتفاع نسبة النشادر في هذه المياه فتم إيقاف الضخ على وجه السرعة وقد أدى ذلك إلى معاناة سكان المنطقة..‏‏

من هنا نجد أهمية وضرورة إحداث شركة للصرف الصحي وإلحاقها بمؤسسة المياه تنفيذاً للمرسوم / 14 / حيث إن مجلس مدينة صافيتا قام بتغيير مصبات الصرف الصحي دون إعلام مؤسسة المياه بذلك لتضع هذا المشروع تحت المراقبة اليومية.‏‏

وكمثال آخر عن الينابيع التي تم تلويثها في المحافظة .. ما حصل لنبع (صالح) والذي يقع بالقرب من قرية بارمايا في منطقة بانياس .. هذا النبع كان صالحاً للشرب ولكن مع مضي الوقت تلوث وأصبح غير صالح للشرب وقد تبين أن النبع تلوث بالنشادر وهذا دليل على تسرب مياه الصرف الصحي إلى حوضه المائي والتي تأتي من بلدية العنازة حيث كانت مصبات هذه البلدية تلوث نبع قريب منها وهو(كاف العسل) لكن البلدية تداركت الوضع وقامت بإبعاد هذه المصبات عن نبع كاف العسل باتجاه الغرب فأدى ذلك إلى تلوث نبع صالح.‏‏

ومن بين الآبار الملوثة أيضاً نبع (بعمرة خربة المعزة الخريبات بيت عليّان النقيب / جديد / تيشور ..) .‏‏

إن التعامل مع مشكلات الصرف الصحي..والتلوث الناجم عنها يحتاج إلى حلول جذرية..لكن ريثما يتم ذلك نحتاج إلى حلول إسعافية وهذه الحلول غير متوفرة‏‏

والدليل أن العديد من المصبات تلوث مياه الشرب..وفي هذا يقول المهندس رحاب محمد : الحلول الإسعافية في مجال الصرف الصحي مردودها قليل ومنها حفر ترابية صغيرة عند نهاية كل مصب قائم .. ووضع الكلس الناري فيه وكذلك زرع بعض النباتات مثل(القصب والزان)التي تقوم بامتصاص نسبة كبيرة من المياه الآسنة وتمنع جريانها ووصولها إلى مصادر مياها الشرب.‏‏

كذبة أم لا ?‏‏

سألنا المهندس رحاب محمد أيضاً ما هو جوابكم لمن يقولون إن الدراسة الإقليمية الشاملة التي أنجزت تشكل (كذبة كبرى) وهي غير قابلة للتنفيذ على أرض الواقع .. ?‏‏

فكان جوابه إن الدراسة الإقليمية الشاملة قابلة للتنفيذ على أرض الواقع بعد تدقيق المسارات المدروسة وإجراء تصحيح على بعضها وتم ذلك فعلاً مثل إلغاء محطة الضخ على مجمع القليعة الدلبة وتعديل مسار مجمع(وادي العيون) والمشروعان قيد التنفيذ حالياً بعد أن تم إجراء تعديل وتصحيح على مساراتها.‏‏

وبالنسبة لإمكانية تنفيذ المحطات الواردة في الدراسة الإقليمية الشاملة فهذا ممكن وتم إعداد دراسة لكثير من المحطات (السيسنية بعمرة صافيتا بطارش الدلبة..وادي العيون) .‏‏

وبدأت الوزارة بتنفيذ بعضها مثل(بعمرة وصافيتا).‏‏

وعن مقترحاته لمعالجة قضية التلوث الخطيرة أجاب : يجب الإسراع في تنفيذ الدراسة الإقليمية الشاملة وتنفيذ مجمعاتها ومحطات المعالجة.‏‏

و الاعتماد على التقنية العالية في تنفيذ محطات المعالجة بسبب كثرة مصادر مياه الشرب قرب هذه المحطات من التجمعات السكنية.‏‏

و إيجاد الحلول المناسبة للتخلص من مخلفات معاصر الزيتون التي باتت تشكل خطراً حقيقياً على سلامة المياه الجوفية والسطحية.‏‏

كذلك تأهيل كوادر متخصصة بالدراسات والإشراف والتنفيذ والاستثمار للمحطات المقررة .. ويكون ذلك عبر خطة تضعها الدولة .. لأن خبراتنا المحلية ضعيفة جداً وإذا بقي الواقع هكذا فإن التنفيذ سيعاني هدراً وتأخيراً كبيرين هذا بالإضافة إلى سوء الاستثمار بعد التنفيذ ..‏‏

أيضاً ضرورة إحداث مديرية أو شركة متخصصة في مجال الصرف الصحي تهتم بهذا القطاع على مستوى المحافظة من تخطيط وتنفيذ .. واستثمارها ورفدها بالإمكانيات المادية والفنية اللازمة .‏‏

سلة مشاريع‏‏

جاء في تقرير عضو المكتب التنفيذي بمحافظة طرطوس لقطاع الإسكان الصادر في الشهر الحادي عشر من العام الماضي .. حول تتبع التنفيذ لمشاريع الصرف الصحي وتحسين الينابيع مايلي :من خلال تتبع التنفيذ .. تبين أنه يتم بشكل جيد وفق ماهو مخطط وسيتم إنجاز كافة مشاريع الصرف الصحي قبل نهاية العام علماً بأن محطات المعالجة ومجمعات الصرف الصحي يتم تمويلها مركزياً من قبل وزارة الإسكان والتعمير وتدرس هذه المشاريع من قبل شركة الدراسات وتدقق من قبل الوحدات الهندسية في جامعات القطر .‏‏

والمشاريع المباشر بتنفيذها هي مجمع (وادي العيون الدلبة الكفارين المشتى وادي العديدة مجمعات المتراس الشريط الساحلي والجنوبي).‏‏

أما مشاريع الصرف الصحي التي يتم تمويلها من الموازنة المستقلة فهي:‏‏

مجمع صرف صحي (الشيخ بدر الحاج حسن) إنشاء مجمعات (كفريخة الصومعة) (شبكات داخلية ضهر بشير بيت حيدر التوانين) (شبكة صرف صحي بالصفلية) (صيانة شبكات صرف صحي) (صرف صحي نبع الديرون) (محطة معالجة خربة المعزة) (صرف صحي بيت عليان) (محطة معالجة تعنيتا) (شبكة صرف صحي كاف الجاع) (شبكة صرف صحي الجروية مع مصب) (شبكة صرف صحي دحباش مع مصب) (إضافة مصب صافيتا الشمالي) (إطالة مصب صرف صحي الديرون) (إطالة مصب المهيري) (إطالة مصب وادي عرب) (صرف صحي مصب الفوج 53) .‏‏

وكذلك تحسين بركة عين التينة وتحسين نبع الجرينات (إصلاح قناة الري) وتحسين نبع المعيصرة , وتحسين نبع عين خليفة وأيضاً تحسين نبع الشعرة وتحسين نبع عين الجاجة .‏‏

ومن خلال اطلاعنا على محضر اجتماع مجلس محافظة طرطوس المنعقد في شهر كانون الثاني الماضي تبين أن خطة الموازنة لهذا العام لم تلحظ رصد أي مبلغ للصرف الصحي بالمحافظة علماً أن هناك مواضيع هامة جداً بحاجة لرصد اعتماد ومعالجة.. فمنذ ثلاثة أعوام تمت دراسة وكشوف لقرى (تل وعاوع حبرون أرزونة) والأهالي يعانون الكثير من الصرف الصحي والتلوث .. وتوضع الأعذار لعدم التنفيذ .. كما أن هناك ضرورة لإطالة مصب مجرى الصرف الصحي لقرى رأس الكتان قلعة الخوابي.. إلى ما بعد نبع (عورو) كي لا يلوث . .‏‏

و منطقة طرطوس الأولى الغنية بالآبار والمياه الجوفية بطريقها للتلوث, والصرف الصحي يملأ الآبار .. والنهر قرب قرية بحوزي ملوث بشكل مخيف وقد تم استملاك موقع لتنفيذ محطة المعالجة في كل من العريمة وبني نعيم .. هذا ما جاء‏‏

على لسان بعض الأعضاء الذين طالبوا برصد اعتماد لتنفيذ تلك المشاريع أو جزء منها على الأقل .‏‏

كلام صريح للمحافظ‏‏

وقد كان للسيد محافظ طرطوس الدكتور وهيب زين الدين في الاجتماع مداخلة صريحة حول هذه القضية حيث قال : بالنسبة للريف اجتمعت مع الفنيين في مديرية الخدمات الفنية واطلعت على الدراسة الإقليمية الشاملة المعدّة من قبل وزارة الإسكان والتعمير وعلى المشكلات التي تعترض التنفيذ حيث المخططات المعدة :‏‏

1 لم تؤخذ تضاريس المحافظة بعين الاعتبار وهو على الورق كحل سليم ولكن في التطبيق لا يمكن تنفيذه إذا لم يؤخذ بالحسبان الظروف المحلية والواقع الصعب والمتمثل بالطبوغرافيا.‏‏

2 طرطوس لها بحر من المياه تعتبر مهمة لسوريا بكاملها.‏‏

3 الخطة تنفذ بشكل منفصل ولتكتمل الخطة تحتاج إلى 15 سنة يكون قد حصل التلوث بالمحافظة.‏‏

وخلال مناقشتنا مع عناصر الخدمات تبين أن:‏‏

1 بعض المشاريع أصبحت نسب التنفيذ فيها 70% .‏‏

2 بعض المشاريع أصبحت نسب التنفيذ فيها 20% سنعمل على وضع حلول لهذه المشاريع وسنطرحها بإلحاح مع الوزارة وسنتابعها لأن هناك تقنية جديدة ومتطورة بالعالم ويمكن المعالجة بمحطة مغلقة لبعض القرى وستتم المعالجة بشكل أسرع وأوفر مادياً من تجميع الخطوط من عدة قرى ومحاور وتنفيذ محطة معالجة لذلك أعدكم بأنني سأتابع هذا الواقع وسأعد مذكرة بالتنسيق مع الجهات المعنية وفق التوجيهات التالية :‏‏

1 سد الأبرش : سنعمل مع الوزارة لحل مشكلة تلوثه من القرى المجاورة وسنحل النقاط الساخنة الخطرة وسنطرح البديل لكن موازنة الصرف الصحي قليلة وكما أوضح زملاؤنا بمجلس الشعب إن ما رصد لهذا البند من قبل الدولة كبير ويمكن أن يكون قد صرف , وسأتابع الموضوع مع الوزارة ولكن عندما يكون لدينا خطة مرفوعة بدراسة دقيقة سيتم إنجازها وأعدكم كمحافظ ومكتب تنفيذي وخدمات بأننا سندرس الموضوع كموضوع أساسي فالتحدي الأساسي هو التلوث ولا تنمية مع التلوث وقد ندعوكم لاجتماع استثنائي لنشرح ما تم إنجازه وقد نشكل مجموعة من الاختصاصيين بالمجلس تضاف لنا للمتابعة وباعتباري فني سأقدم جهداً إضافياً وسيتم ذلك إن شاء الله في الشهر الثالث وسندعو السيد وزير الإسكان والتعمير وعناصر من الوزارة لهذا المجلس لمناقشة هذه الأمور وبصراحة أقول إننا لا نسيطر في الخطة على أكثر من 10 % ولن نزيل التلوث بهذا الأسلوب فالتوجه العام أن تحل وتعالج الكثير من القرى بمحطة معالجة مستقلة وسنعالج النقاط الأكثر سخونة وخطورة بهذه الدراسة وفيما يخص مدينة طرطوس : فالمشكلة أكبر حيث لا يوجد محطة معالجة ولا تصور تنفيذي لمحطة معالجة, نحن نتكلم بكل شفافية والغاية وضع الحل فمحطة المعالجة درست لمدينة طرطوس خلال عام 1981 م وكانت التقانة لها توجهات تغيرت حالياً وتطورت لكن المحطة بقيت كما هي علماً أن طرطوس كبرت أكثر من 7 8 مرات.‏‏

تعليقات الزوار

Firas Younes |  firasyounes@gmail.com | 04/03/2007 08:32

تعاني طرطوس كغيرها من المحافظات من مشكلة الصرف الصحي و آثاره البيئية و الصحية هذه المشكلة التي برزت منذ عقود نتيجة أخطاء خمسينيات و ستينيات القرن العشرين حيث كان استهلاك الفرد آنذاك 15 ليتر باليوم بسبب عدم وصول مياه الشرب إلى المنازل، حتى اصبح 150 ليتر باليوم ( حسب وزارة الإسكان و التعمير ) مما أدى لصرف الكميات الهائلة من مياه الصرف الصحي غير المعالجة بحملها البيولوجي العالي و الملوثات المختلفة إلى المصبات النهائية ( مسيلات، أنهر ، بحيرات، و البحر ) علماً أن مياه الصرف الصحي تشكل حوالي 90 من مياه الشرب. تحتاج مشاريع الصرف الصحي لعناية علمية كبيرة بعيداً عن العناوين الرنانة و الشعارات و بالتالي علمياً علينا أن نعرف ما هو الهدف : و هو تأمين صحة المواطن و الحصول على بيئة نظيفة. ما هو السبيل؟ حل متكامل لمشكلة الصرف الصحي و الإبتعاد عن الحلول المجتزأة؟ أي أنه لا وجود لخط صرف صحي منفرد و لا لشبكة و لا لمحطة معالجة : بل مشروع صرف صحي متكامل ( من المنزل إلى الشبكة إلى محطة المعالجة فالتخلص النهائي ). قد يقول البعض تحتاج لتمويلات: التمويلات موجودة و كامنة: يدفع المواطن ليرتين ثمن المتر المكعب من مياه الشرب، و لا أظن أنه يمنانع أن يدفع ليرتين أيضاً ثمناً لصرف متر مكعب من مياه الصرف الصحي ( كنفقات تأسيس و نفقات تشغيل و صيانة) و ذلك ( حفاظاً على صحته و صحة أولاده). أما من الناحية العلمية التطبقية فبعد تحديد الهدف لا بد من تحديد المشكلة المراد حلها و هي التخلص من مياه الصرف الصحي بشكل سليم و آمن، يتم بعدها تحديد الحلول الهندسية الممكنة و تحديد الخيارات و البدائل، ليتم الوصول إلى الحل الأمثلي عن طريق أساليب الإدارة الهندسية بوسائل إتخاذ القرار؛ و من ثم ترجمة هذا الحل بتصميمات هندسية و وضع المشاريع بالتنفيذ. و يحتاج متخذ القرار - الذي يجب أن يكون مسلحاً بالعلم و المعرفة - لمعطيات ذات موثوقية عالية، و هذه المعطيات لا بد أن تكون بشكل قواعد معطيات تفاعلية ليتم تحليلها بشكل علمي و تقني ، كل هذا لا يمكننا الوصول إليه إلا بعد بناء كذا قواعد معطيات بشكل مسبق للبدء بتصميم أو حتى تنفيذ مشاريع عشوائية مجتزأة يمكن أن تكلف الدولة و بالتالي المواطن مليارات من الليرات يمكننا توفيرها باعتماد ا

دانيال |  dina_eye88@yahoo.com | 04/03/2007 08:54

بداية شكرا جزيلا استاذي الكريم على الدراسة الوافية للموضوع, واعتقد بان فرز احد الصحفيين لمتابعة الموضوع فكرة لاباس بها , كما انني ودت لو عرفت مؤهلات واسم عضو المحافظة مسؤول قطاع الاسكان لتقريره الدوري الروتيني الممل والمكرر منذ عقود من الزمن وحيث يذكرني بتقرير مدير مصفاة بانياس عن 2005 بان نسب التنفيذ كانت مئة وثلاثة عشر بالمئة اي افضل من الدول الاسكندنافية. مرة اخرى شكرا لجهودك المخلصة ولاتنسى الملايين التي اعطتها اليابان لمحافظة طرطوس لمعالجة مسألة الصرف الصحي فقط

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية