> عندما تزوجت كنت أعلم مسبقا أن السكن سيكون عند أهل زوجي, ولم يكن لدي مشكلة, لكن يبدو أن الواقع يختلف كثيرا عن التصور,
فلم تمضِ فترة وجيزة على زواجي حتى بدأ الغمز واللمز ونظرات الاستياء تلاحقني في حركاتي وسكناتي.. حتى ضقت ذرعا,فماذا أفعل وليس بالإمكان الاستقلال في الوقت الراهن وخصوصا أنني مازلت طالبة ولم أدخل سوق العمل?!
> > هذه واحدة من سلبيات الزواج المبكر, وكان الأولى أن تتوفر الظروف الملائمة قبل الإقدام على هذه الخطوة لأن الزواج الناجح يتطلب مستلزمات وعناصر ذاتية واجتماعية واقتصادية, ولكن والحال هذه فعلى الفتاة أن تبحث عن مخرج لها, إما بالتكيف حتى يتسنى لها الاستقلالية, أو تسعى للبحث عن مسكن بمساعدة المقربين لها..
وأتمنى التفكير ملياً قبل الإقدام على الزواج, لأنه ليس هدفا بحد ذاته بل هناك أهداف اسمى لبناء أسرة سعيدة ومستقرة..
**
فندق بالمجان
> لم أعد أدري إن كان بيتاً ما أسكنه أم فندقاً يؤمه كل من يأتي من ضيعتنا حتى أصبح سبيلا فهذا ذاهب للطبيب وآخر لخدمة العلم وثالث للدراسة, وبيتنا هو المحطة التي يتوجهون اليها لتسيير أمورهم حتى ضقت ذرعا لما أهدره من الوقت والجهد والمال وراحة البال فهل هذه هي ضريبة السكن بالمدينة..
>> مازلنا نعيش في مجتمع يتسم بالألفة والتواصل الاجتماعي ومن المعيب أن يرتاد الزائر القريب أو الصديق الفندق لقضاء بعض حاجاته فيحل ضيفا عند من استقر من أقاربه في المدينة رغم ما بات يشكله الضيف من عبء مادي واجتماعي في الآن نفسه, ويكمن الحل في الاقتصار على المقربين جدا وإشعار الآخرين بصعوبة المشكلة بطريقة لطيفة ودون المساس بمشاعرهم عسى ولعل أن تردعهم شهامتهم وتحل المشكلة..
**
حمى الشراء
> هل حقا ما أقوم به يطلق عليه ( حمى الشراء) فالأمر خارج عن إرادتي وزيارة السوق اليومية من الصعب جدا تجاوزها فهي أهم حدث في حياتي يجب أن اشتري اشياء ربما احتاجها أو لا احتاجها, ما يسبب لي خلافات دائمة مع أسرتي وأتهم بالاسراف ( والمسرفون اخوان الشياطين) لكن الأمر خارج عن إرادتي فهل من حل لمشكلتي?!
>> التسوق من سمات هذا العصر وخصوصا بين النساء فالمغريات كثيرة والاعلانات تسوق لهذه السلع بطريقة مشوقة ومن الصعوبة بمكان مجاراة الموضة وأحدث الازياء والتقنيات لذا لابد من وضع ضوابط واولويات تتفق مع الامكانات الاقتصادية للفرد ودخله والوقوف عند حدود الضروري منها والاكثر حاجة له دون مبالغة أو إسراف لأن التجدد مستمر والسوق عروضه لاتنتهي ..فهل نعيش حالة سباق معه لنصل في النهاية إلى ما لا يحمد عقباه.
**
لا أحب طعم الحصرم
> رنا طالبة جامعية تعيش مع والدتها المطلقة وتعاني من إهمال والدتها لها وخصوصا أن الوالد قد شغل بعائلته الجديدة ونسي مسؤولياته السابقة تجاه ابنته وباتت كمن يبحث في السراب فلا الأم مدركة لدورها في رعاية ابنتها والأب مشغول وقد نسي عالمه الأول ..فكيف السبيل?
>> هذا مظهر سلبي للمشكلات الزوجية والطلاق على وجه الخصوص وصدق من قال: ( الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون)..
وما سلوك الأم إلا ردة فعل لما ارتكبه الزوج بحقها وليس بالتأكيد كرها لابنتها وهي عملية انتقام غير مباشرة..
فعلى الفتاة أن تمتلك وعيا كاملا في الأسباب والنتائج وتقيم علاقات متوازنة بين الأب والأم وتحاول أن تنتبه لدراستها وتتفوق, ما يعزز مكانتها عند أبويها مع الحرص على كسب رضاهم دون تحيز لأحد الجانبين, ما ينعكس إيجابا على وضعها النفسي والاجتماعي..