|
سليمان العيسى وصفوان بهلوان.. في وداع الموج الأزرق شؤون ثقا فية حتى ملأ البحر سفناً من صنع يديه. ويوم ضمت قلعة أرواد نخبة من المبدعين والوطنيين, التقى بهم صانع السفن المبدع البارع, وعرف منهم فارس الخوري وبدوي الجبل وسواهما. وفيما بعد عرف الشاعر سليمان العيسى ,وتوطدت آصرة المودة واللقاءات الشعرية والبحرية, فغدا كلُّ منهما صديق الآخر صداقة لاتنفك عروتها.. سماه نسر أرواد, وقبله سمته السفن التي أبدعتها يداه نسر البحر وشيخ الصانعين البحارين. رحل منذ يومين نسر أرواد إبراهيم بهلوان والد الفنان صفوان بهلوان فصار الوداع قافية , في ملحمة الموج الأزرق التي بدأها الفنان صفوان بهلوان والشاعر سليمان العيسى ,والشاعر القبطان مصطفى عثمان, وفنانون وشعراء آخرون من سورية ومصر والمغرب وبعض البلدان العربية الأخرى. نسر أرواد سليمان العيسى: (إنه أهم صانع سفن في العصر الحديث.. صديقي الرائع الذي رحل منذ أيام الأخ إبراهيم بهلوان, الذي زرع البحر الأبيض المتوسط سفناً من صنع يديه المعجزتين , على امتداد مايزيد عن نصف قرن.. أقدم هذه الأبيات تحية رضى لصديقي الكبير الراحل إبراهيم بهلوان والد الصديق الفنان المبدع صفوان بهلوان: يانسر أرواد تنهالُ السنون على مهابةِ الريش أمواجاً وتنحطم إذا حكى البحر يوماً عن روائعه إلى أنامل إبراهيم يحتكم ياأزرق الموج طوى شراع التحدي نسر أروادِ ياأزرق الموج;هل تدري: من الغادي? هذا الذي كان يُضفي من أنامله عليك روعة آياتٍ وأمجادِ العبقريةُ لالوحٌ ولاقلمٌ وفوق شعري قد كانت وإنشادي ياأزرق الموج: إبراهيمُ كان هنا فاترك روائعه أُحدوثةَ النادي اترك على الشطِّ ذكراه مخضّبةً بالعطر يزهو بها تاريخ أرواد أهديتُه ذات يومٍ همسَ قافيتي ولم تبلَّ القوافي غُلّةَ الصادي ياأزرق الموج سلِّم لي على رجلٍ لم يطوهِ موتُه إلاّ لميلاد) وفي أحاديثه وحياته وتعاطيه مع البحر والأشرعة والخشب كان إبراهيم بهلوان فناناً: (قماش الشراع يفهم جيداً كيف تتعامل معه أنامل الصانع أولاً وأنامل البحار ثانياً.. والخشب الذي نختاره ليكون جسد السفن والقوارب يحتاج فناً تعلمناه أنا والأرواديون وأبناء الشواطىء في طرطوس واللاذقية والبسيط وبيروت , من سيرة الأجداد الفينيقيين وعبقريتهم, إذ عبروا البحار وبلغوا المدن البعيدة منذ القديم.. أشعر بالرضى تجاه فن صناعة السفن والأشرعة وأخشاب السواري, وأشعر بالرضى أكثر تجاه الأصدقاء الوطنيين والشعراء الكبار الذين عرفتهم في أرواد وقلعتها, ووقفت معهم, وحملت من أجلهم المشقة. وحملت من أجلهم السفن التي صنعتها الأحبة والزاد والمتاع والتحيات والأسرار... .. هذا ما أكده إبراهيم بهلوان الذي عمّر مئة وعشر سنين /110/ وأكدته رحلته مع البحر والبحارة والسفن والقباطنة وأكدته أرواد الجزيرة الأعجوبة النائمة على كنوز من ذكريات وأسرار السفر والانتظار والغياب والرجوع , وأكدّه الكثيرون من البحارة وصانعو السفن والفنانون والشعراء , الذين جاؤوا إلى أرواد لوداع نسرها. والفنان صفوان بهلوان الذي بدأ ملحمته البحرية ب داور يابحر الهوا دوار, حيث عاش وجع الغياب بفقد شقيقه البحار, الذي أخذه البحر في سفرٍ طويلٍ ولم يعده عاكفٌ الآن على أوبريت بحرية قيد الانتهاء من خواتيمها , إذ كان رحيل والده قافية حنونة وحزينة.. ( سأقدم أوبريت البحارة, أرواد طفلة البحر الهرمة والباكية على أحبابها الغائبين , والمنتظرة رجوع الباقين كحشرجة في نداء البحر . ولا أنسى فن صناعة السفن من الخيط الأول في قماش الشراع إلى آخر الخشب وأعلى السواري وأبعد الذكريات والأسرار.. سأقدم عملاً موسيقياً وشعرياً وغنائياً مصاغاً على قالب السماعي, وغيره من القوالب الموسيقية. وقد تعاطيت مع هذا العمل الفني الكبير بمنهجية عالمية, عبر أربعة أصوات , حتى يكون بمقدوري ومقدور الفنانين الآخرين المشاركين أن نُحلّق في فضاءات إبداعية غير مألوفة هي قريبه من السوناتا ومن السماعي.. أوبريت متعددة الأصوات والأداء والمقاطع, تعبيراً عن زخم العلاقة مع البحر وأحواله وحياته.. التصادق معه والعتاب.. التلاقي والغياب.. وسيشاركني في عملي هذا صديقاي الشاعران سليمان العيسى والقبطان مصطفى عثمان بالتعاون مع فرقة الفنان المصري المعروف (عبد الحليم نويره) والمايسترو (صلاح غوباشي) وفنانون وشعراء آخرون من مصر والمغرب..
|