|
المذيع محمد السعيد: هذه مرحلة البحث عن هوية فضائيات
> برنامج / حوار خاص / من تقديمك استقطب العديد من الشخصيات السياسية الهامة . هل يوجد هامش من الحرية في اختيار الضيوف وتوجيه الأسئلة? >> لا نحن نعمل في مؤسسة حكومية وتوجهات المؤسسة الإعلامية الحكومية تختلف عن مؤسسات إعلام القطاع الخاص نحن بالمحصلة إعلام جاد ملتزم بقضايا وطنية وقومية ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون المؤسسة الإعلامية الحكومية كالإعلام الخاص الذي له أهداف ربحية تجارية اقتصادية بينما الإعلام الحكومي هدفه تقديم إعلام جاد.. نظيف..متزن وبالتالي اختيار الضيوف يكون ضمن هذه العناوين. > برأيك وجود محطات خاصة سورية ممكن أن يغير هذه المعادلة? >> تحدثوا كثيرا عن مسألة أن الإعلام الموازي قد يكون بديلا من الإعلام الحكومي أي مؤسسة خاصة في سورية بتمويل خاص وتسوق لسياسة الحكومة التي تتبع لها المحطة ولكن فاجأنا الإعلامي فيصل القاسم في حواري معه بقوله: ( أن يقع على عاتق الإعلام الخاص مهمة تطوير الإعلام هي كذبة كبيرة) وذكر مثالا التجربة الفرنسية: خمس محطات تلفزيونية فرنسية هي بتمويل حكومي واستطاعت أن تحقق مالم يحققه الإعلام الخاص. الموضوع يتعلق بالإرادة والرغبة في التطوير والتحديث استقطاب كوادر ومواهب جيدة إفساح الحرية أكثر وهامش الحرية لدينا لا يكفي مع أن الوضع الآن أفضل من ذي قبل بكثير نحتاج مزيدا من الحرية, الإعلام الحكومي إذا ما كرس له المزيد من الاهتمام والدعم سوف يستقطب جمهوراً واسعاً ويكون له تأثير أكبر في الشارع. > إعلامنا المرئي تنقصه النكهة..أين الخلل ..وما الحل? >> قد تكون هذه المرحلة دخلت في دائرة التخبط.. بالبحث عن الهوية الفضائية السورية!. هل هي محطة إخبارية أم منوعات أم بين .. بين? لم يعد أحد يعلم ما هي هذه الهوية واعتقد أنها ضاعت, كثير من البرامج الأخبارية ونشرات الأخبار وبرامج سياسية وبنفس الوقت نبحث عن برامج منوعات و برامج اجتماعية , هذه البرامج موجودة ولكن ما نسبتها قياسا بالبرامج السياسية من نحن هذا هو السؤال? هناك حديث عن أن القناة الثانية ستتحول إلى محطة أخبارية خاصة قادمة قريبا..لننتظر ونرى. > يبدو أن هناك ميلاً إلى التركيز على البرامج السياسية في هذه الدورة, برأيك هل البرامج السياسية ترفع من سوية التلفزيون ? >> البرامج السياسية لا ترفع من شأن التلفزيون, وبنفس الوقت برامج المنوعات والبرامج الثقافية والاجتماعية لا تكفي, المشكلة تكمن في التنسيق بين نسبة البرامج السياسية, والبرامج الأخرى مثلا عندما يبث برنامج سياسي يفترض أن يتبعها محطة /ترفيهية/ إذا صح التعبير كأن نبث برنامجاً فنياً منوعاً حفلة غنائية أي فاصل ترفيهي ولكن التنسيق هو المشكلة, أحيانا يصادف بعد نشرة الأخبار برنامج سياسي أو إعادة, ثم نشرة أخبار وهناك ما يعاد بعد الثانية ليلا من برامج النهار وبالتالي المساحة المفردة للبرامج المنوعة الخفيفة تكون نهارا, وبالتالي لا يمكن للمشاهد رؤيتها.. > الإدارات ( المفاصل) هل يبدأ الخلل منها في طريقة تعاطيها مع كادر العمل الإعلامي , هل يوجد هوة بين المطلوب وأسلوب تأديته أم الخلل في طريقة التعاطي مع الإعلامي كموظف ? >> الكل مسؤول, العمل الإعلامي يشبه العمل الفني, جهد جماعي يتطلب روح الفريق ولكن نشعر أحيانا أنه لا يوجد فريق عمل, هناك حالة من الأنانية تسود بعض الاعلاميين والإداريين, أكرر ما قلت النجاح لا يقع على عاتق شخص فالمدير له دور والمحرر له دور والمذيع حتى الموظف الإداري له دور في تهيئة جو ملائم لإنجاح العمل الإعلامي.. > ما مقومات المذيع الناجح.. وكم ثقافته واطلاعه يمكناه من أدواته الإعلامية? >> المذيع الناجح هو ثلاثة عناصر ( شكل - صوت - مضمون) أما الشكل والصوت فهما نعمة إلهية قد يهرم الشكل والصوت قد يتعب ولكن ما يبقى هو المخزون الفكري والثقافي الذي حصل عليه هذا الإعلامي خلال فترة عمله.. برأي المذيع الناجح - ثقافة ومخزون- قبل أن يكون شكلاً وصوتاً. > في بداياتك قدمت الإعلان التجاري منتجات لشركات وحتى الآن نسمع بعض الإعلانات بصوتك هل يتعارض هذا مع كونك مذيع أخبار ومقدم برنامج سياسي? >> عندما بدأت مشواري بدأته بالإعلان ولهذا أسباب. في بداية التسعينيات أتى من يقول لي صوتك جميل لماذا لا تستثمره كانت أبواب الإذاعة والتلفزيون مغلقة في وجهي فما كان مني إلا أن اتجهت إلى باب جانبي - الإعلان- وللصدفة كانت ثورة الإعلان السوري وقتها في أوجها قدمت نفسي لبعض شركات الإعلان وأعجبهم الصوت وكانت البداية.. صدقيني ما اتجهت للإعلان إلا لأتحرش بالإذاعة والتلفزيون... أن اسمعوني أنا موجود بينكم على مقربة منكم ولكن ما من أحد سمع أو استجاب بكل الأحوال تقديم - الإعلان - قلب حياتي رأساً على عقب من الناحية الاقتصادية قدم لي مردوداً مادياً جيداً وأنا لا أملك إلا أن أكون وفياً لعالم الإعلان كما عملت في محطة MBC إذاعة وسجلت بعض البرامج واستعانوا بصوتي في الإعلان ايضا لا اتنكر لهذا- وبعدها سنحت لي الفرصة ودخلت عالم التلفزيون- بعض الإعلانات التي أقدمها بصوتي هي بإصرار بعض الشركات التي تربطني بهم صداقة أو كما يقال ب(المونة) ومع ذلك خففت كثيرا من تقديم الإعلان إلا ما له علاقة بصناعة وطنية مهمة أو مشروع إنساني أو منتج وطني.. تقديم الإعلان ليس عيبا فهو فن قائم بذاته ويعيب علي البعض أني أقدم نشرة الأخبار وأقدم الإعلان المسألة هي في التنسيق فعندما دخلت عالم الأخبار وظهرت على الشاشة لم أسجل ولا إعلان كلها إعلانات قديمة بثت فيما بعد أقول وبصدق الكثير من الإعلانات والفواصل التي تظهر في البرامج تطلب مني بدافع الصداقة والزمالة.
|