تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إقصاء «ستروس كان» عن طريق ساركوزي

نوفوستي
ترجمة
الأثنين 23-5-2011م
ترجمة د. إبراهيم زعير

بدأت فرنسا تفكر من سيكون رئيسها القادم، وماذا ينتظرها من صاحب قصر الإليزية الجديد؟ الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية ستبدأ في 22 نيسان عام2012 ،

وفي حزيران القادم ستجري الانتخابات العامة لمجلس الأمة الفرنسية البرلمان، ورغم أنه لم يتبين حتى الان، هل سيمر الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي مرة ثانية ليصبح سيد الإليزية لفترة رئاسية ثانية أم لا ، إلا أن لدى البعض الشكوك بذلك، ولدى البعض الآخر توقعات بأن ساركوزي سيتمكن من تجاوز المرحلة الثانية من الانتخابات، ويبقى رئيساً لفرنسا لفترة أخرى.‏

واذا ماصدقنا الصحافة الفرنسية التي تحدثت حول المحيطين بساركوزي، الذين لايتعبون من تقديم النصائح له، بأن يكون اكثر اتزانا وان يتصرف ويتعامل مع الاخرين كرئيس وليس كأي شخص اخر، وان يكف عن اللف والدوران مع الصحفيين وان ينتبه لكلماته اثناء حديثه معهم، ويتوقف عن مهاجمة الجمهور.‏

ويعتبر المنافس الرئيسي لساركوزي في الحملة الرئاسية القادمة، السيد مارين لي بن، زعيم الجبهة اليمينية المتطرفة، اما الاشتراكيون سيحددون مرشحهم في الخريف القادم، ويمكن القول: إن في قائمة المرشحين الاقوياء لزعامة قصر الاليزية، الاقتصادي والمحامي المشهور السياسي دومينيك ستروس كانا رئيس صندوق النقد الدولي، والذي يخشاه ساركوزي اكثر من اي مرشح اخر، ولم يوفر ساركوزي مناسبة الا ويطال لسانه كانا، ويأتي بعد كانا مباشرة زعماء الاحزاب الفرنسية مارتين اوبري وفرنسوا اولاند، وكذلك منافس ساركوزي في انتخابات عام 2007 سيغولن رويال، وكان من الواضح انه اذا اراد الاشتراكيون الفوز، وهم يريدون بطبيعة الحال فمن الافضل لهم اختيار ستروس كانا مرشحهم للرئاسة.‏

وبينت جميع استطلاعات الرأي الاخيرة، ان كانا هو المرشح الوحيد القادر على هزيمة ساركوزي واذا ما قرر الترشيح فان ساركوزي لن يعيش حتى الدورة الثانية للانتخابات، اي ان كانا سيحظى بالأغلبية التي تؤهله للفوز في الدورة الاولى، لاسيما وان اخر استطلاعات للرأي وقبل فضيحة ستروس كانا، بينت ان ستروس سيحصل على 30٪ من الاصوات ،اما فرانسوا اولاند السكرتير الاول السابق للحزب الاشتراكي سيتمكن من الحصول على22٪ من الاصوات، ومارتين اوبرن الزعيم الحالي للحزب الاشتراكي على 21٪ اما ساركو فقد ايده 20٪ ولدى ساركوزي وكانا سمات مشتركة كثيرة وعلاقات صداقة، كان دائما يشوبها شيء من الحساسية والحسد، وساركوزي نفسه هو الذي اقترح ان يشغل كانا مدير صندوق النقد الدولي، والهدف الخفي لهذا الاقتراح ومن ثم انتخابه رئيسا للصندوق، هو إبعاده عن المنافسة الرئاسية للعام 2012، ولكن كانا فاجأ ساركوزي بانه سيخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، مماهز كيان ساركوزي وجعله ينط يمنة ويسارا وبات هاجسه الرئيسي كيف يمكن إبعاد هذا الشبح الذي يهدد مكانته وسمعته وازاحته عن كرسي زعامة الاليزية، التي يعشقها ساركوزي.‏

لاسيما وان كانا صرح بانه سيقدم استقالته من رئاسة صندوق النقد الدولي، ليهتم بشؤون بلاده الاقتصادية في هذا الظرف الاستثنائي وكذلك شؤونها السياسية، وخاصة المتعلقة بأحداث الشرق الاوسط والتورط الفرنسي في ليبيا، وغيرها من المشكلات التي يتحمل مسؤوليتها ساركوزي شخصيا، وكانا له سمعة جيدة في الاوساط الاقتصادية الفرنسية لاسيما وانه شغل منصب وزير الاقتصاد بين عامي 1997-1999 وخلال مسؤوليته هذه شهد الاقتصاد الفرنسي نموا ملحوظا ما ترك انطباعا ايجابيا لدى الرأي العام الفرنسي والرسمي، خاصة وانه ساهم في تخفيض نسبة البطالة في فرنسا وزيادة موارد الميزانية العامة، وارتفاع الدخل وهو الذي ادخل الى فرنسا الـ 35 ساعة عمل اسبوعيا.‏

والتي ألغيت فيما بعد من قبل ساركوزي نفسه، وساركوزي لم يحظ بسمعة طيبة لدى المواطنين الفرنسيين من اصول غير فرنسية، خاصة اسلوبه القمعي والبوليسي للمهمشين في ضواحي باريس اثناء انتفاضتهم عام 2005، اذ شغل ساركوزي آنذاك رئيس بلدية باريس، ومما يفقد كانا اصوات شريحة من الناخبين وخاصة العرب و المسلمين، كونه ينتمي الى عائلة يهودية من اصول الاشكيناز، ولكن ساركوزي فقد شعبية واسعة خاصة مايتعلق بسلوكه الشخصي وتبديل زوجاته ومغامراته الخارجية، وانحيازه الاعمى للرئيس اوباما، وساركوزي لديه دم يهودي عن طريق والدته، اما المرشح الهنغاري الاصل نيقولا بول ستيفان، هو الاخر من ام يهودية، وهو مهاجر ولكنه يتمتع بمواهب صنعت له ليكون مقبولا من قبل الفرنسيين.‏

امام هذه اللوحة كان هم ساركوزي الاساسي اقصاء كانا عن طريقه بوصفه المنافس الخطر الوحيد لساركوزي، ويعتقد الكثيرون من المعلقين والاعلاميين، ان الفضيحة الجنسية التي الصقت به، ربما تكون من تدبير اصدقاء ساركوزي الاميركان وقد يكون ذلك بالتنسيق المسبق معه، ولكن هل سيساعد ذلك ساركوزي في ولوجه الدرب نحو الاليزية مجددا، علما ان الكثير من العثرات التي مازالت تقف امامه، وقد تكون حاسمة في عرقلته بتحقيق احلامه، بأن يكون الزعيم المتجدد لفرنسا، كل شيء على الاغلب يتوقف على شخصية المنافس الجديد لساركوزي من الحزب الاشتراكي، وهذا ماسيتحدد في مؤتمر الحزب الاشتراكي خريف هذا العام.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية