تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحرب الاستعمارية على ليبيا والتضليل الإعلامي

عن Le Grand soir
ترجمة
الأثنين 23-5-2011م
ترجمة: منير الموسى

ثمة متتالية وتوافق في الأحداث تخضع لمنظومة واحدة ذات مصطلحات واحدة واستراتيجية مشؤومة هدفها التفرقة والتقسيم وإثارة النزاعات وزرع الحقد وثقافته والفتنة في الأمم المستهدفة.

والشيء الخاص في الأمر أن بعض الانتفاضات الشعبية العربية هي حقيقية وعفوية وشرعية وعلى العكس بعضها الآخر حدث تبعاً لمخطط وأجندة يهدفان إلى السيطرة والاستعمار ويستهدف البلدان المناهضة للامبريالية والسيطرة والصهيونية ولاسيما سورية وليبيا اللتان تحركت ضدهما آلة دعاية تقودها قنوات ناطقة بالعربية وقنوات غربية خدمة للاستخبارات الأميركية والبريطانية M16 والفرنسية DST.‏

ما يجري في ليبيا اليوم غدا واضحاً وبيناً وبعد أكثر من 45 يوماً من العدوان والقصف من قبل تحالف بلدان استعمارية سابقة تدعمها الولايات المتحدة ودول عربية خليجية يتضح حجم التدمير في البنى التحتية وعدد القتلى في السكان المدنيين من كل فئات المجتمع بمن فيهم الأطفال والرضع.‏

ومنذ بداية النزاع لم يقدم الإعلام الغربي والناطق بالعربية والخليجي أي شيء عن أن أناساً مدنيين يطالبون برحيل القذافي ولم يكن بمقدور أي قناة أن ترينا الناس يتظاهرون ضده لأن كل التظاهرات كانت مؤيدة له، وقد أعلنت ليبيا تحدياً رسمياً للمجتمع الدولي بتنظيم استفتاء شعبي بهذا الخصوص تحت رعاية الأمم المتحدة ولكن لقي رفضاً.‏

والصورة الوحيدة للمحتجين الذين ظهروا في تلك المحطات الفضائية عرضت عصابات متمردة يحمل أفرادها أسلحة خفيفة وثقيلة، إضافة إلى صور ملفقة عن أحداث لم تقع وتبث الأخبار عنها على الشريط الإخباري بعنوان «عاجل» أو نقاشات موجهة بطريقة رعناء تضلل المشاهدين الساذجين.‏

ولم يتم على هذه الفضائيات بث صور عمليات القتل التي التقطت بالعشرات لأشخاص من جنود الجيش الليبي النظامي وهي عمليات قتل تمت بالذبح بالأسلحة البيضاء ثم جرى تعليقهم من أقدامهم وأحرقوا ولا ذاك الشريط المصور الذي يبين رجلاً ملتحياً ينتزع قلب أحد الضحايا ليحمله نحو فمه، ولم تتحدث عن اغتصاب النساء والفتيات من قبل العصابات المسلحة التي تحميها طائرات حلف الأطلسي، فالدعاية الغربية غير الأخلاقية لا تعرض هذه الصور المريعة وتلك الوقائع التي حدثت بشكل خاص في مصراته على حين أن أياً من الاتهمات التي نسبت إلى الجيش الليبي وخاصة اتهامه بقصف المدنيين بطائراته لم يجر التحقق منها ولايقين من الأحداث بحسب المراقبين والصحفيين الذين حضروا إلى ليبيا حتى الآن.‏

والقراران 1970 و1973 صدرا في مجلس الأمن على عجل وبغير مشروعية وبناء على تقارير لوسائل الإعلام المتواطئة مع البلدان المعتدية دون التحقق من صدقيتها وصحتها على أن نصوص الأمم المتحدة تقتضي التحقق منها ما يجعل هذين القرارين باطلين بطلاناً مطلقاً.‏

وكان الهدف من القرار 1973 الذي ينص على منطقة حظر جوي على ليبيا لحماية المدنيين موارباً أريد منه تقديم الدعم للمتمردين الذين كادوا يهزمون شر هزيمة على يد الجيش النظامي الليبي.‏

وبصراحة ما الغرض من قصف طرابلس والبنى التحتية الأساسية والمناطق المدنية والثكنات والمدارس والمشافي والسكان على الرغم من التزام الحكومة الليبية بهذا الحظر بمجرد صدوره؟!‏

وبدا جلياً أن على الأرض الليبية ليس ثورة بل تمرد يضم مرتزقة يحاربون على الأرض نيابة عن الغرب، وأن طيران الأطلسي هو الغطاء الجوي لهؤلاء المتمردين أي إن في ليبيا حرباً عليها تشنها قوات مرتزقة تجري عمليات برية مع غطاء جوي لها، إضافة إلى قطع البحرية التي تحاصر الساحل الليبي ويبدو أن الدول الغربية تعلمت من حروبها في العراق وأفغانستان أن تتجنب تعريض شعوبها وجنودها للقتل في حروبها وأن الحظر الجوي ليس لحماية المدنيين.‏

وأظهرت وسائل إعلام روسية أن المدنيين الذين سقطوا قتلى بعد التدخل الأطلسي كانت أعدادهم أضعافاً مضاعفة مقارنة بالذين قتلوا خلال ملاحقات المتمردين.‏

وصحيفة (كومسمو مو لسكايا برافد) الروسية نشرت تقارير عن مواطنين روس غادروا ليبيا قد أكدوا أن الطيران الليبي لم يقصف قط أي مناطق مأهولة بل قالوا: إن القصف الأطلسي هو الذي استهدف السكان.‏

وحتى الأكثر نباهة وبصيرة انساقوا وراء تلك الحملة العالمية الرهيبة الملأى بالتضليل الإعلامي والفوضى والخبل المنظم والمخطط لها وكثيرون ناصروها وأذعنوا للمؤامرة الإعلامية الدولية بذريعة وقف المجزرة في ليبيا ورقصوا فيها مع الغرب.‏

والتعابير «كتائب القذافي» و«مرتزقة القذافي» لم تكن إلا من أجل الدعاية والقول إن الجيش تخلى عن قائده وللتغطية على قيام التحالف بدعم المرتزقة المتمردين والواضح أن الأمر يتعلق الآن بحرب هدفها «استعماري» ولوضع حكومة تابعة مثل حكومة الملك إدريس التي قوضها القذافي عام 1969 حرب يقودها بشكل خاص فرنسا وانكلترا وايطاليا تعاونها الولايات المتحدة والتي تسنى لها وطء الأراضي الليبية بمؤازرة «لمامة» من العملاء الليبين للاستخبارات الغربية ووزراء سابقين مطرودين بسبب فسادهم وبعض العسكريين المارقين ومجموعات إرهابية سلفية وسجناء سابقين معفى عنهم وشبان متعطلين أميين وشبان مخبولين حملوا الرشاشات حيث دربتهم عليها جهات غربية، لسرقة النفط الليبي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية