يكفي القول: إن إدوارد فتيز جيرالد اعتبر من أهم شعراء الإنكليز في القرن التاسع عشر ليس لأنه كتب الشعر إنما لاعتباره ترجم الرباعيات بلغة شعرية عالية لافتة رفعته إلى مصاف مشاهير الأدب الإنكليزي.
وعمر الخيام هو غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام، الرواية الغالبة في ولادته أنها كانت في أيار في نيسابور الإيرانية ما بين 1038 -1048م وتوفي عام 1131م. لقب بالخيام لأن والده كان يعمل في صناعة الخيام.
تلقى علومه في المدينة التي ولد فيها نيسابور عاصمة خرسان ثم كان أن رحل إلى سمرقند للتعمق في دراسة الجبر.
تروى عنه حادثة أثناء الصبا، فترة تلقيه العلوم، إذ مضى في دروسه مع صديقين حميمين هما نظام الملك الطوسي وحسن الصباح على أن من تفتح الدروب أمامه ويصل إلى مرتبة مرموقة عليه بمساعدة الآخرين وعندما أصبح نظام الملك وزيراً للسلطان ألب أرسلان خص الخيام بمبلغ مالي سنوي أمن له العيش بطريقة وفرت له الوقت اللازم والتفرغ المطلوب للبحث والعلم.
عرف شاعراً ذاع صيته إثر نقل رباعياته إلا أنه كان صاحب إنجازات علمية في مجال الرياضيات والفلك منها:
حل معادلات الدرجة الثانية بطرق هندسية وجبرية، اخترع طريقة حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع المخروط، ساهم بتعديل التقويم الفارسي القديم إثر دعوة السلطان السلجوقي ملك شاه له للقيام بهذا العمل.
إسهامات الخيام العملية جاءت مكملة لتلك التي بدأها البيروني، لم تعرف كثيراًَ بسبب إحراق كتبه.
قارئ الرباعيات والتي هي عبارة عن مقطوعات شعرية تتألف من أربعة أشطر، الشطر الثالث مطلق بينما الأخرى قصيدة يمكن له استنتاج أنها تتراوح ما بين الإيمان والإلحاد مابين الدعوة للتمتع بملذات الحياة إلى أقصاها وبين طلب المغفرة من الخالق والتوبة.
تأخرها في الظهور دام ثلاثة قرون ونصف بعد رحيل الخيام وكانت ترجمة فيتزجيرالد أول نقل لها إلى اللغة الانكليزية عام 1859م نال اهتماماً وهو العام الذي عرف فيه كتاب (أصل الأنواع)، بمعنى أنها نشرت في زمن الانفتاح على أفكار جديدة وثقافات مختلفة في انكلترا.. وما وصل منها كان كافياً ليشكل انحرافاً ملموساً في الثقافة الأوروبية باتجاه ثقافة الشرق وإعادة النظر بها.
عربياً..
تأخر اكتشاف الرباعيات إلى العشرين حين نقلها وديع البستاني بتصرف.
أهم ترجماتها الشعرية كانت لأحمد الصافي النجفي عن الفارسية وأيضاً ترجمة أحمد رامي عن الفارسية، تلك التي غنت منها أم كلثوم بعضها من ألحان رياض السنباطي.
تختلف المواقف من الخيام.. لكن المتفق عليه أن رباعياته كانت ذات أثر لايخفى حتى إن المستعرب الإسباني خسوسيه ميجيل بويرتا في مقالة له يتحدث عن التأثيرات المبكرة التي يمكن تلمسها لرباعيات الخيام في شعر لوركا.