فأنف هذه الأسواق سرعان ما يزكم عند أول نزلة برد تصاب بها هذه البيئة، حيث تسارع المؤشرات إلى الانخفاض وتكتسي شاشات التداول باللون الأحمر، بل كثيرا ما تنسى الاخضرار ليس على مستوى الأداء الفردي للشركات، بل على مستوى الأداء القطاعي في أغلب الأحيان.
ولعله من حسن الطالع أن سوقا مالية غرة (بكسر الغين) كسوق دمشق للأوراق المالية نجحت بعض الشيء في كسر هذه القاعدة خلال الشهرين الماضيين، فهي وأن لم ترفع أداءها على نحو لافت، إلا أنها لم تتراجع بالقدر الذي يشكل رسالة سالبة لأطراف السوق فرادى أو مجتمعة.
فعند النظر إلى قيم التداولات خلال الشهر الجاري على سبيل المثال، فإنها وصلت في الأسبوع الأول منه إلى 146 مليون ليرة سورية، لترتفع في الأسبوع الثاني إلى 237 مليونا، وفي الثالث إلى أكثر من 258 مليونا، ما يعني أنها اقتربت من مضاعفة أدائها تقريبا.
وثمة نقطة أخرى حرية بالاهتمام، وهي تقلص عدد الشركات التي كانت فيما مضى تخرج خارج التداول، وإن كان ذلك عبر حركات بسيطة على أسهم بعضها، ولكن لا يخفى الأثر النفسي لهذا التحرك على أطراف السوق، حيث لا يختلف اثنان على أهمية الجانب النفسي والمتمثل بما يسمى (غريزة القطيع) لدى المستثمرين في البورصات.