وهنا لا بد لنا من أن نحاول- منطلقين من واجبنا كإعلام- بمحاولة سد الفجوة الموجودة بين البورصة السورية والمواطن، الذي ما يزال لا يعلم كل شيء عنها ولا كيف يستثمر فيها أو متى يشتري ومتى يبيع والآلية التي تسير فيها هذه العمليات.
وما تزال مصطلحات البورصة ومفردات سوق الأسهم جديدة وغير مفهومة على عوام الشارع الذي لا بد أن تتوجه إليه البورصة لتكسب شعبيتها وبالتالي نجاحها على المدى الطويل. اذا فالبداية انطلقت من ضرورة شعبية البورصة والوصول بالمدخرين السوريين لاختيار البورصة كفرصة للادخار والتجارة مبتعدين ولو قليلا عن المصارف التقليدية معتمدين على ضمان رأس المال مهما صغر حجمه وعلى سعر الفائدة التي تؤمنها هذه المصارف.
لا بد ان يعرف المستثمر اولا وقبل كل شي أن البورصة هي تجارة سلع مثلها مثل أي نوع آخر من التجارة فالسهم هنا هو السلعة قابل للربح وللخسارة وهذا يعتمد على عوامل كثيرة سنأتي على ذكرها لاحقا .
أول الطريق
(نعيم د) مدخر صغير لا يتجاوز رأسماله المائة ألف ليرة سورية وهو يحبذ استثمار مبلغه هذا في بورصة دمشق لقناعته بأن الأسهم لديها فرصة الربح وبالتالي تضاعف المبلغ، وحساب الخسارة وارد لكنه متفائل ويريد خوض التجربة وهنا تساءل بالبداية من أين أبدأ؟
مازن غراوي وهو احد المستثمرين في البورصة يجد ان الطريق الى الاستثمار ميسر وسهل فالاجراءات بسيطة ولا تحتاج حتى الى سؤال فكل ما على المستثمر فعله هو فتح حساب لدى احدى شركات الوساطة او في مكتب للوساطة ويبرم العقد معهم وبالتالي سيدخل الى عمليات البيع والشراء وبامكانه ان يدير هذه العملية بنفسه أوأن يوكل الشركة او المكتب بها حسب ما يراه مناسبا، ويرى غراوي ان من يريد الدخول الى مجال تجاري لا بد أن تكون لديه المعلومات الاساسية والاولية عن التجارة التي سيخوض فيها وبالاسهم مثلها مثل أي تجارة اخرى لا بد ان يعرف المستثمر الجديد خلفية كافية عن الاقتصاد وعن حركة سوق الاسهم وادواته.
فتح الحساب بالمجان
ويؤكد مدير الإدراج والعمليات في سوق دمشق للأوراق المالية انس جاويش ان اجراءات الدخول الى سوق الاسهم اليوم سلسة واسهل بكثير من المرحلة السابقة اذ تسعى السوق دائما الى تبسيط العملية الاستثمارية امام عملائها فمثلا الغيت جميع الرسوم على فتح الحسابات لدى شركات الوساطة ويقول : « الانطلاقة لأي مستثمر صغير او كبير يبدأ من شركات الخدمات والوساطة المرخصة والتي تتبع لتعليمات الترخيص الخاصة وهذه اهم نقطة يجب ان ينتبه لها المستثمر ان تكون الشركة التي سيتعامل معها مرخصة اصولا ومدرجة على موقع السوق الالكتروني او هيئة الاوراق المالية، وهذه الشركات موجودة كافة المعلومات عنها على المواقع الالكترونية للسوق وللهيئة، ويبدأ المستثمر بفتح حساب التداول وابرام العقد مع الشركة ومن ثم تقوم شركة الوساطة بكل الاجراءات والتدابير المطلوبة للبدء بالتداول وتحتسب لنفسها ما نسبته بين 5 بالالف و 7 بالالف من القيمة السوقية للصفقة، ويصبح الحساب جاري المفعول وجاهزا للدخول في عمليات البيع والشراء بعد 24 ساعة من فتحه.»
ويؤكد جاويش على ضمان العمليات وضمان شفافية المعلومات المتاحة أما جميع عملاء السوق دون استثناء ليتسنى لكل من يرغب بالاطلاع والمعرفة والمراقبة ومن ثم القرار، وبامكان المستثمر اما ان يدير اسهمه بنفسه ا وان يوكل للشركات المرخص لها ادارة الاموال بادارة قرارات البيع والشراء وهذا يعود لرغبة المستثمر وما يجده مناسبا لنفسه.
وهنا يؤكد مازن غراوي على ضرورة نشر ثقافة البورصة ويرى ان على شركات الوساطة والبورصة وهيئة الاوراق المالية والاعلام العمل معا لنشرها والعبء الاكبر يقع على عاتق الاعلام الذي يجده قصر في شرح تفاصيل العملية الاستثمارية والدخول الى البورصة .
ولكن عزيزي المستثمر الجديد عليك أن تحدد اولا هل ستمتلك اسهما ام ستبقي حسابك بالمال اذ يجب ان تكون الاموال تحت مظلة شركة الوساطة ولا عليك من أي مخاوف فهيئة الاوراق المالية تراقب الملاءة المالية للشركات والسوق تراقب التداول وعليك أن تحدد ما إذا كنت مضاربا أو مستثمرا: حيث إن هناك فارقا بين النوعين، فالمضارب دائما يسعى خلف الأرباح الرأسمالية للورقة المالية الناتجة عن الارتفاع في القيمة السوقية، ولا يهتم عادة بعائد السهم الناتج عن أرباح الشركة المصدرة للسهم، أما المستثمر فيريد الاحتفاظ بالأسهم، ويهتم بالتي لها عائد يأخذه كربح من نشاط الشركة المصدرة للسهم.
والفارق بين الاثنين هو مقدار المخاطرة المرغوب في تحميلها عند إدارة الأموال. ويمكن لك أن تجمع بين صفات المضارب والمستثمر عن طريق تنويع محفظتك الاستثمارية.
اذا عليك أن تحدد حجم المبلغ الذي تريد أن تستثمر فيه، وهل أنت تريد أن تغامر بكل رأس مالك في المضاربات، وهو أمر يلزمه استعداد نفسي؟ أم تتدرج في استثمار المبالغ المالية، بما يجعل أمامك فرصة للتعديل في حالة مخالفة السوق لتوقعاتك؟ هل الوقت مناسب لبدء الاستثمار في السوق المالية أم لا ؟ بمعنى هل أنت في وقت ترتفع فيه أسعار الأسهم، أم يتم فيه جني أرباح أو تصحيح سعري للسوق وتنخفض فيه أسعار الأسهم ونحن سنكون معك وسنكون دليلك الى عالم البورصة.