ولكنها لم تنجح في ثني سورية عن مواقفها الوطنية والقومية الثابتة والرافضة لكل مشاريع الهيمنة والتقسيم في المنطقة، وقد جددت أحزاب وشخصيات لبنانية وأردنية ومؤتمر الأحزاب العربية وقوفها أمس الى جانب سورية في مواجهة ما تتعرض له من مؤامرات ومخططات تستهدف النيل من مواقفها ودورها المقاوم مشيرة الى أن الرؤية الأميركية للشرق الأوسط تتماهى وتتكامل مع المشروع الاسرائيلي الرامي الى تفتيت العالم العربي وتحويله الى كيانات متناحرة.
فقد أكد الرئيس اللبناني السابق اميل لحود ان سورية تتعرض لمؤامرة خارجية تستهدف أمنها واستقرارها بسبب وقوفها ضد المخططات الاسرائيلية ودعمها لحركات المقاومة الوطنية في المنطقة.
واعرب لحود في حديث لصحيفة الشروق التونسية نشرته أمس عن ثقته بقدرة سورية قيادة وشعبا على تجاوز الازمة وافشال المخطط الخارجي مؤكدا ان سورية ستخرج من الازمة أكثر قوة ووحدة وطنية.
وشدد لحود على ان القيادة السورية متمسكة بالاصلاح الداخلي وهي اتخذت خلال السنوات الماضية الكثير من الخطوات الاصلاحية وقال: ان القضية بالنسبة للغرب ليست قضية اصلاح بل قضية ضغط على سورية لتنفيذ املاءات خارجية تخدم مصالح اسرائيل وواشنطن بالمنطقة.
من جانبه أكد وزير الدولة اللبناني يوسف سعادة أن سورية عصية على كل المؤامرات والمشاريع التي تحاك ضدها مشيرا الى أن استقرارها هو حاجة للبنان.
وقال سعادة في كلمة القاها في احتفال بالبقاع ان ذنب سورية أنها دولة حاضنة للمقاومة ولا ترضخ للاملاءات الخارجية.
وفي هذا الاطار قال وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية حسين الحاج حسن: ان المشروع الاميركي في المنطقة لن يكتب له النجاح مشيرا الى أن الرئيس الامريكي باراك أوباما ركز في خطابه الاخير على سورية التي تدعم المقاومة في لبنان وفلسطين وذلك في محاولة للنيل من دور سورية المقاوم والوقوف في وجه كل من يعارض السياسة الاميركية ويهدد امن وتفوق اسرائيل.
وأضاف الحاج حسن في كلمة له في بعلبك أمس ان أحدا لن ينسى دور الادارة الاميركية في قمع وقهر الشعوب ودورها في تسليح اسرائيل لقتل الشعوب كما لن ينسى أحد الشهداء في العراق على يد الجيش الاميركي ولن ينسى أحد الصواريخ الاميركية الصنع التي أطلقتها اسرائيل على لبنان والدول العربية.
بدوره رأى محمود قماطي نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله في كلمة القاها في اقليم الخروب بمناسبة ذكرى التحرير أن سورية مستهدفة بسبب دعمها للمقاومة وتمسكها بالثوابت العربية موضحا أن مشروع القضاء على المقاومة لم يتغير انما تغيرت الاساليب والادوات والشخصيات ومشيرا الى أن المقاومة ماضية في مشروعها في حفظ الوطن والحقوق والهوية وتأكيد ارادة الشعب التي يجب أن تنتصر على الاجنبي.
من جهته رأى زاهر الخطيب الامين العام لرابطة الشغيلة أن سورية مستهدفة لحصانتها ومناعتها الوطنية والقومية ودورها الحاضن للمقاومات العربية لافتا الى أن هناك تضليلا بالنسبة لما يجري في سورية من أحداث.
بدوره أكد الشيخ أحمد القطان رئيس جمعية قولنا والعمل خلال محاضرة في زحلة وقوفه الى جانب سورية لانها داعمة للمقاومة وترفض التنازل عن مبادئها والرضوخ للاملاءات الخارجية.
من جانب اخر رأى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين أن الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة الاميركية يهدف الى أن تكون المتغيرات في العالم وفق مصالحها ومطابقة لاهوائها ورغباتها ومخططاتها.
ورأى صفي الدين خلال لقاء في بنت جبيل أن ما تقوله أميركا هو مجرد خطابات رنانة وأن ما تحدث به أوباما ليس الا مجرد خطابات لا معنى أو مدلولا لها على المستوى السياسي لافتا الى أن الادارة الاميركية لا تمتلك الاخلاق بأن تعتذر من الشعوب العربية التي ظلمتها.
وقال عضو الهيئة التنفيذية لحركة امل الدكتور طلال حاطوم ان ما تتعرض له سورية يندرج في سياق المخطط الذي يستهدف قوى المقاومة وفي مقدمتها سورية التي احتضنت وحمت مشروع المقاومة في مواجهة المشروع العدواني الاسرائيلي مؤكدا أن الرؤية الاميركية للشرق الاوسط رؤية تتماهى وتتكامل مع المشروع الاسرائيلي الذي يريد التشظي والتفتيت للعالم العربي وتحويله الى كيانات طائفية متناحرة.
وقال حاطوم في كلمة له في الجنوب ان المقاومة رسخت عناوين قوة لبنان وممانعته في مواجهة المشروع الاسرائيلي واستطاع لبنان أن يكرس معادلة أن قوة لبنان في مقاومته وفي وحدة شعبه محذرا من المخطط الرامي الى اجهاض القضية الفلسطينية وتقويض الحلم الفلسطيني وحقوقه في العودة واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
من جهته اعتبر النائب اللبناني علي فياض عضو كتلة الوفاء للمقاومة أن الادارة الاميركية تسعى لجعل حدود لبنان الجنوبية حائط أمان للعدو الاسرائيلي وحدودنا الشرقية نافذة استخدام ومعبر استهداف للنيل من أمن سورية مشددا على أن هذه اللعبة مكشوفة ولا تنطلي على أحد ولن تنجح في زج لبنان في هذه المؤامرات.
وأشار فياض في كلمة له أمس الى أن خطاب الرئيس الاميركي باراك أوباما جاء ينضح بكل معايير الانتقائية والازدواجية والانتهازية وهذا النوع من أنواع الرشا لا ينطلي على شعوبنا العربية حيث بات الجميع يدرك أن كل ما يهم الولايات المتحدة هو مصلحة اسرائيل وأمنها.
بدوره شدد مسؤول منطقة البقاع في حزب الله محمد ياغي على فشل المحاولات المعادية التي يقوم بها من يتربصون بقوى المقاومة ويستهدفون سورية من أجل ان تقبل بشروطهم وإملاءاتهم لافتا الى أن سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد متمسكة بدعم المقاومة في فلسطين ولبنان رغم كل الضغوط والمؤامرات التي تتعرض لها.
من جهته أوضح رئيس المكتب السياسي لحركة أمل جميل حايك أن بعض القوى في لبنان باتت تتماهى مع المشروع الاميركي الذي يحاول استخدام لبنان كمنصة للتصويب على سورية داعيا الاحزاب وحركات التحرر العربية والمنظمات الشبابية وهيئات المقاومة الى عقد لقاء من اجل وضع خطة لمواجهة المشروع الاميركي الاسرائيلي الذي يحاول النيل من دول المقاومة وفي مقدمتها سورية.
وأكد أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون مصطفى حمدان أن الادارة الاميركية تحاول تحريض بعض اللبنانيين على سورية كما كانت تقوم بذلك في السابق.
وفي عمان أكد أمين عام حزب البعث العربي التقدمي في الاردن فؤاد دبور أن الاحرار العرب يقفون الى جانب سورية في مواجهة المؤامرات والمشاريع المعادية للامة كما يدعمون المقاومة التي تواجه العدوان والتي تعمل على تحرير كل الارض العربية واستعادة كافة الحقوق المشروعة.
وشدد دبور في تصريح صحفي على أن سورية وقوى المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق لن تخضع للسياسات الاميركية وترفض الديمقراطية الاميركية المزعومة لانها تتمثل في الخضوع للسياسات الاميركية العدوانية والقبول بمشاريع الشرق أوسطية والاستسلام امام ما يحقق أمن الكيان الاسرائيلي.
كما أكد أمين عام مؤتمر الاحزاب العربية عبد العزيز السيد وقوف القوى والاحزاب الوطنية والقومية العربية الى جانب سورية بقيادة الرئيس الأسد في التصدي لاجراءات الولايات المتحدة الغاشمة وما ينجم عنها من تآمر فاضح على الشقيقة سورية وارادة شعبها.
ولفت السيد في رسالة مفتوحة وجهها الى الرئيس الاميركي باراك أوباما الى أن الادارة الاميركية تقوم بالتدخل في الشؤون الداخلية لسورية بما يهدد امنها واستقرارها في اصرار على تجاهل كل القوانين والاعراف الدولية في وقت بدأ فيه الرئيس الأسد الخطوات العملية في مسيرة الاصلاح التي أعلن عنها.
واعتبر السيد هذا السلوك السياسي بمثابة اعتداء على سورية ومواقفها المدافعة عن الحقوق العربية المغتصبة من قبل اسرائيل مستنكرا المواقف الاميركية المؤيدة لاسرائيل وعدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني واحتلالها للارض العربية في فلسطين والجولان وجنوب لبنان.
لقاءات تضامنية امام السفارة السورية في بيروت
نظم مئات العمال والطلاب السوريون في لبنان لقاءات تضامنية امام السفارة السورية في بيروت أمس تاكيدا لعمق انتمائهم الى وطنهم الام ورفضهم ووقوفهم في وجه المؤامرة التي تستهدف سورية وامنها واستقرارها.
ورفع المشاركون في اللقاءات الاعلام السورية ورددوا هتافات تؤكد تأييدهم للقرارات الاصلاحية التي اتخذتها القيادة السورية منددين بالاعمال الاجرامية والارهابية التي تمارسها المجموعات المسلحة بحق المواطنين وممتلكاتهم والمؤسسات الحكومية .
وفي منطقة الجناح في بيروت نظم مئات السوريين واللبنانيين تظاهرة تضامنية اكدوا خلالها ان سورية لن تركع وستظل صامدة في مواجهة كل الضغوط والمؤامرات التي تستهدف ثوابتها الوطنية ووقوفها الى جانب المقاومة واحتضانها لها.
كما تجمع عشرات الطلاب والعمال والمواطنين السوريين امام مبنى قناة المنار في محلة بئر حسن ببيروت للتنديد ولادانة اعمال القتل والتخريب والاجرام التي مارستها عناصر الجماعات التخريبية المسلحة ضد المؤسسات الحكومية والخاصة في سورية.
كما عبر المشاركون في التجمع عن التفافهم حول قيادة السيد الرئيس بشار الاسد وتأييدهم لعملية الاصلاح الشامل التي يقودها واستنكارهم للحملة التحريضية الامريكية والغربية ضد سورية.
في غضون ذلك عبر عشرات العمال السوريون في زحلة بالبقاع عن وقوفهم بوجه المؤامرة التي تستهدف امن سورية واستقرارها.
وعلت اصوات المشاركين في لقاء زحلة بهتافات وشعارات تستنكر الهجمة الامريكية الاسرائيلية على سورية مؤكدين ان هذه الهجمة تهدف الى ثني سورية عن سياستها الداعمة للمقاومة.