لم لا وهم يستطيعون ذلك دون استئذان هو وطنهم الذي طردوا منه بتواطؤ غربي وعالمي مخالف لكل القيم التي يتشدقون بها علموا وآمنوا بأن الحق لا يسترد إلا بالقوة شربوا الكرامة والإباء من منابعه ،عرفوا قيمة المقاومة وآمنوا بها وهاهم ينطلقون عبر حدود وهمية ليقتلعوا الحواجز والأسلاك الشائكة التي فصلت جزءاً عزيزاً علينا في مجدل شمس عن موقع عين التينة المحرر وكانت المواجهة مع عدو غاشم لا يعرف سوى الإجرام ليعلنوا فجر جديد عنوانه العودة أقرب في مجدل شمس المحررة على أيديهم صنعوا العودة ورفعوا الأعلام السورية والفلسطينية خفاقة وكأنها تقول لا فرق بين أي جزء من سورية الطبيعية والتي تشكل فيها فلسطين جزءها الجنوبي إنهم شباب المستقبل
،الشاب علاء محمد 16 عاماً اندفع مع رفاقه نحو الحاجز ليثنوه ويضعوه أرضاً ليندفع رفاقهم نحو الوطن المحتل وكان ذلك رغم قنابل الغاز المسيل للدموع والطلقات الحية ولتجتمع حناجرهم مع أهالي مجدل شمس بالهتاف ناهيك عن استقبالهم كالأبطال وتقديم ما يريدونه وما تشتهي أنفسهم من طعام وشراب وبعبارات مليئة بالحنين والدعوة أن يجمعهم الوطن.
أما الشاب موسى معمر 17 عاماً فقال: إنه ورفاقه اتجهوا للحاجز غير عابئين بالمخاطر وأزيز الرصاص والاشتباك مع العدو ومن مسافات قريبة.
الشاب لؤي حجو طالب ثاني ثانوي علمي فقد اقتصر دوره وبعض رفاقه على نقل الجرحى واسعاف المصابين ومنهم الشاب فراس عبد الغني طالب ثاني ثانوي بعد أن أغمي عليه نتيجة الغازات السامة ونقله إلى مجدل شمس لتلقي العلاج وانعاشه وعندما استفاق وجد شباب وشابات المجدل حوله يرحبون به وبرفاقه ولينضم إلى رفاقه بالهتاف لفلسطين والجولان عبر أغنيتهم المحببة على قلوب الطرفين «يا الجولان يلي ما تهون علينا».. وغيرها من الأغنيات التي ألهبت الجماهير ثم لتتجه إلى ساحة الشهداء الرئيسية في مجدل شمس وهناك وضعت الأعلام السورية والفلسطينية وسط زغاريد النساء وحبات الرز عليهم.
أما الشاب سليمان طلوزي فقد أشاد بما قدمه أهلنا في الجولان من دواء وبصل لتلافي آثار القنابل السامة والدخانية التي انهمرت عليهم من الآليات والطائرات المروحية والقناصة وتبادلوا الزي الوطني في موقف أكد على متانة الصلات بين الشباب الجولانيين وتحدث عن إصابة صديقه فراس بالإغماء ونقله إلى بيت أهلنا في الجولان الذين قدموا كل ما يحتاجه لا بل كانوا عوناً وسنداً لهم بإلقاء الحجارة وتأمين احتياجاتهم حتى أن شابة جولانية قدمت جهاز الكمبيوتر والجوال لطمأنة أهله لكن العدو عطل الاتصالات.
الشاب صالح محمد موعد يعمل في القطاع الصحي تحدث عن هذه العلاقة بين الأهل وكيف كانوا عوناً وسنداً لشباب الوطن حيث قال:
بمجرد وصولنا إلى بناء في مجدل شمس ونحن نحمل بعض الإصابات وجدنا شباب المجدل قد أقاموا مشفى ميدانياً في البناية مجهزاً بكل شيء حتى أجهزة المراقبة والانعاش والقادر على العمل على حالات بسيطة وأظنه مقدم من هيئة الإغاثة العربية هناك وبمجرد وصول المصاب تقدم له كافة العلاجات مثل السيروم وإعطاء الأدوية المضادة للدموع وكورتيزون وريدي وحليب لمنع التسمم والأدوية المضادة للنزوف ناهيك عن الشهداء وسط زغاريد النساء وتحية مشايخهم إضافة للماء والكولا والغذاء وعندما عرفوا بعملي في القطاع الطبي طلبوا مساعدتي في المراقبة وتعليق السيروم للمصابين والأدوية.
غير أن ما أثارني هو ذلك المصور الصهيوني الذي بدأ بتصوير ما يراه مناسباً وتبعاً للمصلحة الصهيونية.
الشاب باسل أبو اصبع 15 عاماً ، فتحدث عن أن هذا اليوم قد صادف عيد ميلاده وكان فعلاً عيد ميلاد سعيد بين أهله في مجدل شمس وسط ترحيبهم ومحبتهم التي وصفها بالشيء العظيم وتمنى أن يكون العيد القادم الجولان في قلب سورية.
وهكذا نرى أنه إذا كان الشهداء الأربعة قد عمدوا بدمائهم الطاهرة وأنات الجرحى والمصابين طريق العودة لفلسطين والجولان بهمة الشباب وتصميمهم فلابد من التذكير بأن الزمان لم ينته وأن الاحتلال وإن كان جزءاً من الماضي والحاضر فلا متسع له في المستقبل من هنا لابد من استلهام الأجيال الشابة لهذه التضحيات والوفاء لها من خلال تمكينهم من وعي دورهم المهم والقيام بواجباتهم والنهوض بمسؤولياتهم لتوظيف كل الطاقات في الاتجاه الصحيح مع أصحاب الضمائر الحية ومعاً لفجر جديد عنوانه سورية الكبرى.