تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أغاني الشباب الصاخبة في الشوارع..موضة أم هروب من الواقع ؟!

شباب
23 / 5 / 2011
كامل حسين

تسير بالشارع في أمان الله محتفظاً بهدوئك وتوازنك تلقي السلام على هذا وترد التحية على ذاك وفي لحظة مفاجئة تمر من أمامك سيارة فارهة

أوسوزوكي وكأنها تطير في الهواء تكاد أن تقصف ما تبقى من عمرك ولولا تدخل العناية الالهية لكنت من المسحوقين ...عندها لاتدري أتلملم نفسك المتهالكة من جور الفجيعة التي كانت ستلحق بك أم تصغي للأصوات الناعقة والموسيقا الصاخبة التي تصدر من تلك السيارة.‏‏

وممالاشك فيه أن فضولك الانساني سيقودك للاحتمال الثاني وهو الانصات لتلك الأصوات المصاحبة للموسيقا التي تكاد ترج الشارع.‏‏

فتقف حينها محتاراً متسائلاًعن هوية هؤلاء الشباب ومن الذين مكنهم من القيادة بهذه السن ومن أين يأتون بمثل هذه الموسيقا الصاخبة وهل أسرهم تعلم بذلك؟ ثم تتساءل وكلك حيرة هل هؤلاء الشباب يفهمون كلمات هذه الأغاني؟ أم أنهم يدندنون ويتمايلون على صوت الموسيقا فقط؟ولماذا كل هذا الانشداد والانجرار وراء الموسيقا الغربية الصاخبة ، أسئلة كثيرة تدور في ذهنك وأنت تعيش في لحظة شرود وتأمل في حال مثل هؤلاء الشباب ...‏‏

حول هذه الظاهرة سيصب استطلاعنا هذا باحثين عن الأسباب والدوافع التي جعلت من شبابنا يتهافتون على سماع هذه الأغاني وماالذي يدفع بالآباء لتسليم سياراتهم لأبنائهم في هذه السن وما النتائج الاجتماعية المترتبة على سماع الموسيقا الصاخبة؟‏‏

وهل هناك أضرار صحية مترتبة على سماع الموسيقا الصاخبة إضافة إلى العديد من التساؤلات التي سنتناولها من خلال ماتوصلنا إليه بالحصيلة الآتية:‏‏

لماذا أولاد...؟‏‏

في البداية توجهنا بتساؤلاتنا إلى عدد من الشباب والشابات والمواطنين عن رأيهم بهذه الظاهرة ...‏‏

هشام محمد- طالب في جامعة البعث : إن تهافت الشباب للاستماع للأغاني الأجنبية عبر مكبرات الصوت هو تقليد أعمى للشباب الغربي وينم عن فشل تربوي وأخلاقي وانحطاط أصاب هؤلاء الشباب وهذه التصرفات يلاحظها عموم المواطنين يومياً في الشوارع... كما يؤكد أن من يسمع هذه الأغاني هم من أولاد المسؤولين على مختلف المستويات الصغيرة والكبيرة أوالأغنياء فتجدهم فارغين بدون عمل وأياديهم تلعب بالأموال... خاصة أولئك الذين يملكون السيارات الفارهة يجوبون الشوارع بها وصوت الموسيقا العالية ودقات الطبول تهز الشوارع وتخيف المارة من المواطنين نتيجة الأصوات المنبعثة من مكبرات الصوت لهذه السيارات .‏‏

يؤكد هشام أن هذا السلوك يأتي محاولة لتقليد الثقافات الغربية والسلوكيات المستوردة، فيستمع هؤلاء الشباب للإيقاعات القوية والموسيقا الصاخبة التي تشد الانتباه،كما أن البعض أصبح يحفظ هذه الأغاني ويتمايل بجسده طرباً لها .ولكنه لايدري مامعناها، والغرض من ذلك التباهي أمام زملائه بأنه يسمع آخر مانزل من الأغاني الغربية ، وبالتالي هي رغبة في الاستماع للطرب الأجنبي الذي يقابله أيضاً انحطاط في الأغاني العربية الحديثة.‏‏

فتيات مراهقات‏‏

أما الطالبة أريج-كلية التربية جامعة تشرين تؤكد أن السماع للموسيقا الصاخبة والأغاني الأجنبية لايأتي إلا من شباب طغى عليهم الثراء أو البطالة أو تدني المستوى التعليمي ويحبون أن يلفتوا أنظار كل المارة بالشارع بسياراتهم وأحياناً والغريب أكثر نجد بعض الشبان يضعون مسجلات للصوت على دراجاتهم النارية هل أنهم يعلمون ويفهمون كلمات وموسيقا الأغاني الصاخبة والتي تكون بالعادة غربية أوهندية أو حتى من الأغاني العربية الحديثة.‏‏

وتواصل أريج حديثهابالقول: أرى أن الأخطر ليس الأغنية الصاخبة - الكاسيت - ولكن الأخطر من ذلك الأغاني فيديو كليب المصورة المضغوطة على أقراص السيديهات والتي تمثل فساداً أخلاقياً من خلال بعض المشاهد والتي تهدف إلى إفساد شبابنا.‏‏

وتضيف: إن الحديث بدأ يأخذ مساراً أكثر خطورة عندما تتحدث الفتيات في سن المراهقة عن استماعهن ومشاهدتهن لمثل هذه الأقراص والتي تكون عادة مصاحبة لها صور شبه عارية وترافق الموسيقا الغربية عادة لقطات مثيرة تهيج الغرائزو...و... أما الشباب الذكور فحدث ولاحرج.....‏‏

للموسيقا فوائد‏‏

خالد القادري صاحب محل بيع كاسيتات وأقراص الموسيقا قال:الحقيقة أن هناك إقبالاً متزايداً في الفترة الماضية والحالية على أشرطة الكاسيت الغربي وكذا أشرطة الأغاني الشبابية العربية والشعبية السورية وأرجع ذلك إلى أن الشباب يعتبرون ذلك موضة أخذت في الانتشار بشكل كبير مثلها مثل موضة الثياب وقصة الشعر ...والخ‏‏

والشباب بطبيعتهم مراهقون يحبون الأشياء المثيرة والتي تلفت الانتباه وخاصة مع انتشار واتساع القنوات الفضائية المتخصصة بمثل هذه الأغاني والموسيقا الصاخبة.‏‏

ويضيف خالد: الاستماع لهذه الأغاني الصاخبة يعد ترويحاً عن النفس سواء أكان ذلك عن طريق المسجلات العادية أو مسجلات السيارات أوعن طريق الكمبيوتر أوالقنوات الفضائية والغالبية من المراهقين يفضلون المسجلات العادية والمكبرات للصوت كي يستمتعوا بالأصوات العالية والموسيقا ودقات الطبول المتناسقة والرقص الغربي سواء في البيوت أومع الأصدقاء أو في السيارات لغرض لفت أنظار الآخرين. ويقول : لاتخلو هذه الأغاني من الفائدة فالمستمع لهايستمتع بالأصوات الموسيقية المختلفة، أما الكلمات إذاتمترجمتها ستكشف أن المستمع لها غبي فهي عبارة عن كلمات عادية ولاتشكل جملة مفيدة لأن لكل شعب خصوصية وهذه تختلف تماماً عن خصوصيات الأغنية العربية.‏‏

جيل...!‏‏

أما المهندس محمد سليمان فيرى أن انجرار الشباب وراء هذه الأغاني ماهو إلا حصيلة ماتروج له القنوات الفضائية الماسخة نتيجة للتطور التكنولوجي في الصناعات كصناعة مكبرات الصوت أو الالكترونية المختلفة وC.D وغيره.‏‏

ويضيف البطالة والفراغ الذي يعاني منه الشباب وغياب دور الأسرة التربوي والأخلاقي وعدم المتابعة منها وراء انتشار هذه الظواهر اللاأخلاقية وكذلك الشللية والأصدقاء والواقع الذي يعيشه الشباب سواء من الناحية المادية أوالمعنوية ، كل ذلك يجعل الشاب يهرب ويتجه إلى سماع هذه الأغاني للترويح عن نفسه... كماأن الإعلام العربي والفضائيات والثقافات على شاشاتها خاصة تلك التي هي ماسخة للشباب ولافائدة منها لكنها تكسبهم العداء والانحطاط والانحلال والقضاء على الثقافات والعادات والتقاليد العربية الأصيلة سواء في التعامل والرجولة والحياء والاستحياء كما تؤدي إلى ظهور جيل منحط أخلاقياً.‏‏

وائل - صاحب محل استديو قال: يكثر الطلب على هذا النوع من الأشرطة في الآونة الأخيرة من كلا الجنسين ذكوراً وإناثاً وأعتقد أنه يرجع لعاملين الأول أن الأغاني الغربية تكون مزعجة بالأصوات والموسيقا المثيرة وبعض الشباب يفضل هذا النوع من الأغاني ، والثاني ....برغم أن المستمع غالباً لايعرف ماذا تقول الأغنية ولكن يرغب في أن يتماشى مع الموضة ويحاول قضاء وقته في سماع هذه الأغاني وليس بالضرورة أن يفهمها.‏‏

ويؤكد أن أغلب الشباب يطلبون الاشرطة الأجنبية لاقتناعهم أن هذه الأغاني تعتبر موضة العصر والوقت وأن الغرض من سماعها هو مسايرة الموضة والعصر فقط.‏‏

أسباب نفسية‏‏

إن الشباب الذين لديهم دوافع لسماع أو اقتناء الأغنية الأجنبية هم من فئة عمرية معينة وبالأخص سن المراهقة هذا مابينته الدكتورة النفسية أحلام السالم موضحة أنه يمكننا القول إن لدى هؤلاء الشباب أسباباً نفسية لسماع الأغنية الأجنبية كما تأتي هذه الأسباب من دوافع لدى الشخص نفسه، والتي قد تكون لغرض لفت انتباه الآخرين من جنس آخر يؤكدون فيه أنهم يحبون سماع الأغاني الأجنبية أو سماع فنان أجنبي أوأنهم يرغبون في إظهار أنفسهم أمام الآخرينأنهم يتحدثون بلغة أجنبية فيتخذون هذه التصرفات سبلاً للوصول إلى دوافعهم.‏‏

تتابع :عندما نتحدث عن الشباب فإننا نتحدث عن مرحلة طيش وعنفوان في حياة الانسان عامة فليست الأغنية الجديدة وحدها محبوبة عند الشباب،ولكن هناك التقليد للملبس الغربي وفي كثير من السلوكيات كقص الشعر وغيرها إلاأن الأغنية الغربية قد تكون هي الأكثر انتشاراً من سواها.‏‏

أسباب صحية‏‏

وعن الأضرار الصحية المصاحبة للاستماع للموسيقا الصاخبة يوضح الدكتور حسن صالح طبيب أذن وحنجرة بالقول:‏‏

معظم الناس يتعرضون لمشاكل نابعة من مرض الأذن أو الأنف أوالحنجرة ولاشك أن الطبيب قادر على معالجة أكثر هذه الأمراض إذا تم اللجوء إليه في الوقت المناسب قبل أن تزداد الحالة تعقيداً.‏‏

ولقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الضجة المرتفعة سبب رئيسي لإصابة الآذان بالالتهاب والتغيير الانحلالي في العصب السمعي وأمراض الأذن الوسطى ،وكذلك الأصوات المزعجة تصيب عصب السمع وينصح الأطباء بوضع كمامة الأذن للذين يعملون على الآلات التي تصدر أصواتاً مزعجة وعالية.‏‏

والاستماع إلى الموسيقا الصاخبة ينتهي بالمرء إلى الصمم وفي هذه الحالة لايأتي الصمم دفعة واحدة بل شيئاً فشيئاً وقليلاً قليلاً ... ولاخوف من الطنين الذي يسمعه الإنسان فأسبابه سطحية ولايؤبه بها ومنها تعاطي حبوب الاسبرين بإفراط...‏‏

التأثير الإعلامي‏‏

وعن اتجاه الشباب نحو هذه الأغاني والتي تؤثر في نمط حياتهم يوضح حسين جنيدي -إعلامي:‏‏

بأنه قد يكون بسبب غياب الحضور للأغنية العربية وابعاد الشباب عنها ماأدى إلى الانجرار أو الانجذاب للأغنية الغربية وهذا بفضل التأثير الإعلامي في عصر القنوات الفضائية، كما يلاحظ للأسف الشديد انتشار الأغنية الأجنبية في هذه القنوات الفضائية بشكل كبير مماجعل الأغنية العربية تنزلق ووصل الأمر إلى أن تقتبس الأغاني الأجنبيةفي اللحن والتصوير أوالتفاهة أوحركة الأداء كما يجر الأغنية العربية إلى الانحطاط الذي أثر بدوره على السلوكيات ووضعهم في هذا الوضع المشين.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية