فعيناي الليلة حزينتان
ولتدع لروحي الفرصة
لترتشف بعض السكينة
من كأسك الفضية
وتترع لها المحبة الأمينة
إذاً دعني من أضواء المدينة
ودعنا نحن الاثنين وحدنا
نسامر هذا الليل الحزين
ونسمع الآه والأنين
خلف الجدران والحيطان
بين الثنايا والأحشاء
بين الجزر والشطآن
واسقني من راح حبك
الحنان وليس خمرة العناقيد
واترك لي نورك
فهو وحده ثروتي الثمينة
فأنا وردة يتيمة
لا أريد الجواهر
لا أعشق المظاهر
لا أريد سواراً يقيد يدي
لا أريد عقداً يعقد عنقي
لا أريد خاتماً يختم فمي
جل ما أريده
القليل من الضياء
في هذه العتمة المهينة
دعني من أضواء المدينة
فقد ضجرت من الكتابة
ملّ قلمي الرتابة
أيها القمر العالي
إذا تهت في بحر آمالي
لن أنظر لأضواء المدينة
لن تخدعني المظاهر الثمينة
حسبي نورك يرشدني
إلى جزر الأمان يوصلني