تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ورشة عمل...كيف تكون قائداً؟..مهارة تتطلب الثقة بالنفس والحب

شباب
23/ 5/ 2011م
علاء الدين محمد

من العناوين المهمة في مجال نشر ثقافة ريادة الأعمال يأتي موضوع «كيف تكون قائداً؟» كجانب يحتاج إلى تدريب وتطوير المهارات والقدرات فالقائد هو

من يتسلق قمة الشجرة الأطول ويرى الحالة من كافة‏

جوانبها، لكن من الخطأ أن نعتقد قمة الشجرة هي قمة المنظمة لأننا بإمكاننا ممارسة القيادة أياً كان موقعنا، وفي هذه الحالة تختلف الطرق والأساليب في الممارسة للوصول إلى ذلك، علماً أن أي قائد تنفيذي لأي مشروع أو منشأة صناعية أو تجارية أو تعليمية أو... هو قائد.‏

‏‏‏

حول هذا الموضوع أقيمت ورشة عمل تفاعلية وتشاركية في مقر عيادات العمل - مشروع شباب أدارها المهندس يوسف سليمة مع مجموعة من الشباب والشابات حيث جرى بينهما حوارات ونقاشات مطولة بلغة بسيطة وسهلة خالية من التعقيد في صياغة المعلومة وأسلوبية تداولها بين قائد الحوار ومريديه، ثم تم التركيز على المهارات المهمة لكيفية القيادة، وتتجلى في القدرة على الإصغاء والاستماع الجيد لحديث الآخر والمحيط بك داخل وخارج العمل، لذلك على الشخص ألا يطيل في تسويق نفسه وألا ينسى التركيز على ردم الهوة وكسب اهتمام الآخر، والمهارة الأخرى هي التفكير بأفعال القيادة وليس بالقيادة، لذلك قالعالم الاجتماع العظيم ماكس ويبر (إن المنظمات التي سوف تبقى وتزدهر هي التي تبنى أفعال قيادية من خلال نظامها، وليس تلك التي تكرس قادة موجودين في أعلى هرمها فقط).‏‏‏

لذلك القادة العظماء يصبحون قادة ليقوموا بشيء ما، وليس ليكونوا أحداً ما، في جميع الاختصاصات والقضايا التي تهم البشر، ففي حالة العمل عليهم التواصل مع كل شخص لتولد حالة من التفاعل والتناغم فيما بينهم، ومن الضروري أن يروي القادة العظام قصصهم وخاصة المهمة التي تتمحور حول من هم؟ من أين أتوا؟ ماذا يساندون وماذا يتوقعون؟ وأيضاً قصص مهمة عن منظماتهم ما مهامها وأهدافها؟ لماذا هي مكان رائع للعمل، للاستثمار فيها، للشراء منها، كل هذا الطرح من أجل أن يأخذ الشباب دروساً وعبراً في فن القيادة ويسقطوها على أرض الواقع لتخدمهم في حياتهم العملية والحياتية.‏‏‏

القيادة سيرة حياة‏‏‏

في ظل التقنيات الحديثة لتعلم المعلومة اعتمد المهندس يوسف سليمة على لغة التبسيط وسهولة المفردة وطرق تداولها وطرح تساؤلاً هل القيادة مرحلة أم سيرة حياة وأردفها قائلاً: سئل كاتب عظيم ذات مرة كم قضيت من الوقت لكتابة روايتك، فأجاب حياة بكاملها، بالتالي يحتاج الناس أن يعرفوا من أنت وماذا تساند، قبل أن يوافقوا أن تقودهم، القيادة اتفاق، أنت تقود بعد الموافقة، إن لم تكن قصتك الشخصية صادقة ومبنية على الكرامة، فالناس سوف ينسجون القصص ولن يعطوك الموافقة لقيادتهم في معظم الأحيان سيخفون عدم موافقتهم، عندئذ تكون القيادة مزيفة، لذلك لو توجب على إدارة شركة بثلاثة مقاييس فستكون هذه المقاييس رضا الزبون ورضا الموظفين وتوفر السيولة المادية.‏‏‏

حيث عرض سليمة ثلاثة مفاتيح للقيادة من كتاب لرودي جولياني العمدة السابق لنيويورك أولها أن يكون الشخص متفائلاً وإذا لم تكن فمن الصعب أن يكون الاتباع كذلك وثانياً إن لم تكن تحب الناس اذهب وافعل شيئاً ثالثاً كن بشكل أكيد واضحاً بما تساند وأيضاً لهذه المفاتيح خصال وهي المزاج الجيد والصداقة والثقة والشفافية والأمل والعدالة والشجاعة والتسامح والتميز والفخر.‏‏‏

وأكدت الورشة الحوارية على أهمية طرح الأسئلة وعدم اتباع أسلوب إصدار التعليمات والأوامر، حيث أظهرت الدراسات أن طرح الأسئلة الجديدة تكشف الحقيقة وتجعل الآخرين يجدون الحلول بدلاً من الاعتماد عليك، ففي حياتنا العملية نلاحظ أن الأغلبية من القادة يصدرون التعليمات أكثر من الأسئلة، وأيضاً هناك أخطاء في مفهوم القيادة توقع القائد بمشكلات وهي حاجته للظهور كمعصوم عن الخطأ وأيضاً مفهوم أن القائد صائد مشاكل أم حلال مشاكل، وهناك مشكلة ثالثة وهي أن القائد لا يحب سماع أجوبة لا تعجبه.‏‏‏

قادة أم مديرون‏‏‏

الورشة توقفت مطولاً عند إبراز سمات كل من القائد والمدير وتوقف المحاضر عن ابتداع أبراهام زلازنيك أسطورة أن المديرون ليسوا قادة جيدين، علماً أن القادة يعملون أكثر وأفضل لأنهم يصنعون الاستراتيجيات أما المديرون يقومون بالتفاصيل، والابتعاد عنها ليس علامة قيادة بل انفصال عن الحقيقة.‏‏‏

لذلك قال لي بوب دايلان دائماً لا يوجد أي نجاح مثل الإخفاق والإخفاق ليس نجاحاً، مر زمن قبل أن أفهم ذلك، القادة بحاجة لأن يسقطوا ومن ثم النهوض والمضي ثانية، ليست المشكلة في الإخفاق ولكن المشكلة إن لم تستطع النهوض والمضي مجدداً، ولكي نتعلم من أخطائنا علينا أن نكون واثقين أن الناس تكبر وتتعلم من الأخطاء، ولكن لا نقبل أن نقع في نفس الخطأ مرتين.‏‏‏

القيادة مثل السباحة لا يمكن تعلمها بالقراءة ولكي تكون قائداً ولو في لحظة اتخاذ قرار ما لا يتجاوز دقيقة واحدة علينا أن نرجع بتفكيرنا لأفضل وأسوأ مدير عملنا معه، وأن نضع قائمة بالأشياء التي تعاملنا بها على مضض، وأيضاً قائمة بالأشياء التي تعاملنا بها من قبل الآخرين بحب ونعاملهم بها، مهارات تحتاج إلى صبر وترو في تعلمها وأيضاً إلى أجواء يكتنفها الحب وتحديداً أثناء النقاشات والحوارات التي تتمحور حول الموضوع المطروح بالحب والصدق والثقة بأنفسنا نتعلم المهارات ونعلمها أيضاً.‏‏‏

علاء الدين محمد‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية