ربما هذا أهم ما يمكن الخروج به من مناقشات مؤتمر المثقفين.. ربما كان المشروع الذي تقدم به الروائي حمدي أبوجليل واحدا من هذه المشروعات: «المشروع القومي لتوزيع الفنون»... أبرز ما جاء في المشروع: «أن تتحول وزارة الثقافة إلي ساحة متسعة لكل الفنون، ولا تمنع من عروضها إلا ما يدعو للعنصرية والإرهاب، وتتحول إلي قاعات لعروض المسرح التجاري والسينما التجارية والأغاني وحتى التقليعات الشبابية الرائجة باعتبارها قاعات مؤجرة..
ويضيف أبو جليل: « الثقافة الجماهيرية بمواقعها وكوادرها وإمكانياتها وخبرتها الطويلة مهياة تماما لهذه النقلة، بل إنه لا توجد مؤسسة كبرى تليق أو حتى تقدر علي تنفيذها سواها، ولو أسس لها جيدا وسنت القوانين واللوائح اللازمة ستنقل الثقافة الجماهيرية من دور المنتج كأي منتج للآداب والفنون إلي الساحات الكبرى المحتضنة لكل الآداب والفنون. يضيف أبوجليل: لتكن البداية بالكتاب أساس أي حضارة، مشروع قومي لتوزيع الكتاب يبدا بالقاهرة ثم يمتد إلي الأقاليم في كل واقع الثقافة الجماهيرية ولا ينبغي أن الكتاب المقصود قاصر على انتاج الثقافة الجماهيرية أو مطبوعات وزارة الثقافة بل مفتوح لكل دور النشر المصرية وفي كل المجالات..
ومن جانبها اعتبرت المخرجة عبير علي أن المثقفين يتحركون دائما كرد فعل تجاه الأزمات الثقافية التي تواجه البلاد، دون أن يكون لديهم رؤية واضحة أو فكر وسياسة ثقافية. وطالبت بالتنسيق لعمل مشروعات تخدم فكرة الدولة المدنية من خلال الشراكة بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، وأن يتم عمل مجلس أمناء الدولة المدنية من وزراء الثقافة والتعليم والكنيسة والأزهر والجمعيات الأهلية لوضع هذه الإستراتيجية الثقافية.
من جانبه طالب المخرج ناصر عبد المنعم بإعلان سنة 2014 عاما للثقافة الجماهيرية، يعاد فيه طرح مفاهيم وركائز الدولة المدنية، وطرق دعمها ودعم المواطنة كركيزة أساسية لها، مؤكدا أننا عندما نمتلك مشروعا ثقافيا للدولة المدنية سنصطدم بعقبة، وسؤال: من الذي سينفذ هذا المشروع لكن لابد من التحرك للأمام دون الغرق في هذه المشكلة الضخمة.
كما طالب مسعد قاسم عليوه بتفعيل دور أكثر ايجابية لهيئة قصور الثقافة: وطالب الروائي قاسم مسعد عليوة بألا تكون نتائج المؤتمر مجرد توصيات، بل لابد من الخروج بمجموعة من القرارات الملزمة، واقترح عمل تنظيم شعبي لقيادة الحركة الثقافية، بعيدًا عن الأطر البيروقراطية المتحكمة في وزارة الثقافة، وطالب بتخليص الحركة الثقافية من مضار البيروقراطية العقيمة المعوقة لتقدمها وتغيير السياسات المكبلة لحريات التعبير والبعد عن السياسات القامعة أو الموجهة للمثقفين، وأن يتحول المؤتمر إلي معمل لصياغة مستقبل العمل الثقافي في مصر صياغة علمية من خلال المثقفين الحقيقيين».
وقال المخرج المسرحي محمد عبد الفتاح كالابالا:» إن ما عانى منه الشباب المبدعون على مدي سنوات خلت لم تمنع رغبتهم في خلق حالة ثقافية ثرية أثبتت ريادتها ووجودها الفاعل على الأرض، مؤكدا أن الدور الذي قام به المبدعون في العمل المستقل كان محل اهتمام محلي ودولي. وأضاف عبد الفتاح الشهير بكالابالا، خلال الندوة، التي عقدت على هامش مؤتمر ثقافة مصر في المواجهة، إن وزارة الثقافة المصرية لم تكتف فقط برفع يدها عن دعم شباب المبدعين طوال تلك السنوات بل مارست إرهابا متعمدا كي لا تكتمل مشروعات الشباب المبدع بعيدا على حظيرتها، موضحا أنه تعرض لتهديد مباشر بفصل الكهرباء عن المهرجان المسرحي الذي يقيمه كل عام بمجهوده الفردي كما تلقي تهديدات مباشرة من قيادات من أمن الدولة.وطالب عبد الفتاح خلال المرحلة المقبلة أن تتحول وزارة الثقافة من حالة اللامركزية والبيروقراطية المفرطة التي صارت تتميز بها وزارة الثقافة خلال السنوات المقبلة.
و اقترحت الفنانة ريم سيد حجاب، ضرورة إلزام القطاع الخاص بدعم المؤسسات الأهلية بنسبة محددة تصاعدية تتحدد من الأرباح تحت بند إلزامي في إطار الخدمات المجتمعية التي يتحدد للفن جزء منها ينفصل عن التنمية ويتساوى في الأهمية. كما أكدت علي ضرورة إنشاء صندوق يصب فيه الدعم غير المباشر الآتي من الشركات الخاصة والمنبعث من إلزام ضريبي، مع تخصيص بعض مسارح الدولة ومنابعها الفنية بشكل عام للعمل المستقل وللفنانين غير الموظفين في الدولة.
Yomn.abbas@gmail.com