و كانت استطلاعات الرأي خير برهان صادق و تعبير واضح عن رأي الاميركيين بسياسة ادارتهم نحو مجمل هذه القضايا و خصوصا في سورية .
فاستطلاعات الرأي و آراء الكثير من الكتاب و الصحفيين بدأت تقدم اوباما مرة كرجل متردد ومرة ينظر اليه كرجل حرب لانه وافق على شن اكثر من 400 غارة بدون طيار على معاقل القاعدة في الباكستان و اليمن و الصومال ولم تنجح مبادراته الدبلوماسية الاولى خاصة فيما يتعلق بالتسوية الفلسطينية - الاسرائيلية ثم جاءت سورية التي هدد فيها باستخدام صواريخ « توم هوك « و الاسلحة الفتاكة من البحر و الجو قل ان ينزع اتفاق جنيف بين جون كيري وزير خارجيته و نظيره الروسي سيرغي لافروف فتيل الازمة .
وقد انتقد ماكس فيشر في صحيفة «واشنطن بوست « اوباما ووصفه بغير المتناسق حيث قال ان اوباما حاول في خطابه بالامم المتحدة حشد الدعم الدولي ضد سورية الا ان منطقه بدا متناقضا و مترددا .
و تؤيد انتقادات الكتاب الاميركيين لسياسات اوباما استطلاعات الرأي و منها استطلاع نشرت نتائجه « نيويورك تايمز « اظهر ان 49 بالمئة من الاميركيين غير راضين عن الطريقة التي يدير فيها اوباما السياسة الخارجية فيما دعمت نسبة 40 بالمئة طريقته و كشف الاستطلاع الذي اجرته الصحيفة مع شبكة سي بي اس أن نسبة الامريكيين من مختلف مشاربهم لا يدعمون الطريقة التي يدير فيها اوباما السياسة الخارجية قد زادت بشكل واضح حيث ارتفعت نسبة غير الراضين بين اعضاء حزبه الديمقراطي الى 8 نقاط و 10 في الحزب الجمهوري و 13 نقطة بين المستقلين كما قالت نسبة 53 بالمئة انها لا تدعم الطريقة التي تعامل فيها الرئيس مع موضوع سورية و بالنسبة لايران دعمت نسبة 39 بالمئة اسلوبه و عارضته نسبة 44 بالمئة .
و نقلت الصحيفة عن ناخبة مستقلة قولها ان الرئيس يبدو ضعيفا و قادنا الى موقف خطير في سورية و قالت ان لديها ابنا في الجيش و عندما لا يتعلق الامر بحماية الامن على ترابنا فاعتقد انه من غير المبرر استخدام القوة العسكرية في بلد اخر .
ومعظم استطلاعات الرأي التي اجريت في الآونة الاخيرة اظهرت رفض الاميركيين للطريقة التي تعامل فيها اوباما بشأن الازمة في سورية و التي لم ترق للكثير منهم فمنهم من خرج متظاهرا و القسم المتبقي عبر عن رأيه عبر استطلاعات الرأي التي تؤكد منذ بداية التهديد الاميركي بضرب سورية رفض الشعب الاميركي للحل العسكري او دخول بلادهم في حروب جديدة مع العالم .
و اظهر مسح سنوي للرأي العام في الولايات المتحدة و اوروبا في وقت سابق ان الاوروبيين و الاميركيين يعارضون بشدة تدخل دولهم عسكريا لحل الازمة في سورية .
و في استطلاع جديد آخر للرأي اظهر ان 52 بالمئة من الاميركيين يعارضون الطريقة التي يتعامل بها الرئيس الاميركي باراك اوباما مع الوضع في سورية و معارضتهم لسياسة اوباما الخارجية و الجهود التي يبذلها بهذا الخصوص .
و قبل هذا و ذاك كشف استطلاع للرأي اجرته وكالة اسوشيتد برس الهوة الكبيرة في الشارع الاميركي بين الشعب ورئيسه باراك اوباما بفعل سياساته الخاطئة ليس فقط تجاه سورية بل تجاه العديد من القضايا المصيرية التي تتعلق بالاميركيين و اكد الاستطلاع الرفض الشعبي الواسع لتوجه ادارة اوباما نحو العمل العسكري ضد سورية ما افقد اوباما بريقه في بلاده امام شعبه الذي لم يعد يثق به بسبب ممارساته و رعونته و النكوص بوعوده التي قطعها للشعب الاميركي .
و اشار استطلاع وكالة اسوشيتد برس انه اثناء الحديث عن احتمال تصويت الكونغرس الى ان 60 في المئة من الاميركيين يريدون من الكونغرس الاميركي التصويت ضد أي عمل عسكري تقوم به الولايات المتحدة ضد سورية ..
و اظهر الاستطلاع ان 53 في المئة من الديمقراطيين و 59 في المئة من المستقلين و 73 في المئة من الجمهوريين قالوا انه يجب على الكونغرس ان يصوت ضد خطة اوباما ضرب سورية .
كما بين استطلاع اميركي حديث للرأي ان عدم حماسة الشارع الاميركي للاستجابة لطلب اوباما بشأن شن عدوان على سورية مرده الى شخصية اوباما نفسها و كان استطلاع اجرته مؤسسة غالوب اظهر انخفاض الثقة بالرئيس الاميركي اوباما حيث رأى 55 في المئة من الاميركيين انه صادق و جدير بالثقة بانخفاض من 63 بالمئة في آذار عام 2008 عندما كان مرشحا للبيت الابيض .
كما اظهر استطلاع لشبكة «سي ان ان « الاخبارية الاميركية بالتعاون مع « ا وار سي « للاستطلاعات نشر مؤخرا ان الاميركيين منقسمون مناصفة حول شخصية الرئيس و اذا ما كان قائدا قويا و صادقا و جديرا بالثقة .
و شرح رئيس دائرة استطلاعات الرأي في ال» سي ان ان « نتائج المسح بالقول :» احد اسباب القلق هو الساعي نفسه» في اشارة الى الرئيس مضيفا :» الرأي العام منقسم بشأن اوباما . و ما اذا كان قائدا قويا و صادقا و جديرا بالثقة و يوحي بها «.
و اظهر الاستطلاع ان واحدا من كل خمسة من المستطلعين قالوا انهم على دراية كاملة لسياسة اوباما حول سورية وفي المقابل افاد نحو 3 من 10 بان سياسة الرئيس « غير واضحة تماما « او «لا يفهمونا على الاطلاق «.
واوضح اكثر من النصف بانهم « على نحو ما « مدركون لتلك السياسة .
ووصف 6 من كل 10 حرب العراق بانها « خطأ» و هو الوصف نفسه الذي استخدمه اكثر من نصف المستطلعين على حرب افغانستان .
و كنتيجة لذلك يرى ثلاثة ارباع المستطلعين بان «على اميركا عدم لعب دور شرطي العالم «.
و شمل الاستطلاع عينة من 1022 اميركيا و جرى في الفترة من 6 الى 8 ايلول الجاري مع هامش خطأ 3 نقاط في المئة .
و بعد كل هذه النتائج التي تؤكد رفض الشعب الاميركي لتوجهات ادارة اوباما لا يزال هذا الاخير و بعض بقايا المحافظين الجدد في ادارته يسيرون عكس التيار الذي يجري داخل بلدهم و الذريعة دائما حريات الشعوب و حقوق الانسان فالى متى الدجل على العالم و على الشعب الاميركي نفسه ؟!.