تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بنو سعود ومحاولة التملص من جريمة دعم الإرهاب

شؤون سياسية
الخميس 13-3-2014
منير الموسى

يستنتج أي متابع للأزمة التي افتعلت في سورية، أن دول حلف العدوان الإقليمية راحت تبدو في حالة انعدام وزن وفي حالة تخبط لا يعرف أحد ما تداعياتها على الأنظمة

التي تحكم تلك الدول وخاصة تركيا والسعودية وقطر التي تغدو في حالة تناحر متبادل، ولاعلى الجماعات والكتل السياسية التي تدور في فلكها في لبنان وتونس وليبيا. وغدت تقنية الشاطر ينفذ بريشه شعارأ لديها.‏

فنظام أردوغان التركي الذي يدعم تنظيم الإخوان المسلمين أينما حلّ في العالم خدمة لدول حلف الأطلسي الاستعمارية، غدا بين فكي كماشة، الشعب التركي والمعارضة التركية من جهة، وجماعة عبد الله غولن التي تدعمها السعودية هذه الأيام من جهة أخرى.‏

وحصل الشقاق بين قطر والسعودية وحليفاتها الخليجيات وخاصة البحرين التي يحتلها آل سعود، على خلفية دعم النظام القطري لجماعة الإخوان المسلمين ولا سيما أن السعودية وحليفاتها في مجلس التعاون الخليجي، تشعر بأن السحر قد ينقلب عليهم من خلال دعم الغرب لهذه الجماعة التي لها خلاياها القوية على أرض الحجاز، والتي قد تضحي بنظام بني سعود على خليفة فشله في إحراز أي تقدم على صعيد إسقاط سورية.‏

ويعرف القوميون والوطنيون العرب منذ خمسينيات القرن الماضي ما أدوات الإمبريالية الأنكلو ساكسونية في ضرب كل من يناهضها، وأول هذه الأدوات الأنظمة العربية الرجعية التي تشكل سلاحاً بيدها لتكون في طليعة الهجوم على الدول التي تقاوم الاستعمار وثانياً القاعدة وفروعها، وثالثاً الإخوان المسلمون الذين شكلوا البنية العسكرية للتنسيق بين الجماعات الإرهابية في سورية، وهي البنية التي وافق عليها بنو سعود وآل ثاني والولايات المتحدة وفرنسا وتركيا وبريطانيا.‏

وبهذا تكون منظمة الإخوان المسلمين قد لعبت دوراً رئيسياً في محاولة تقويض سورية كأداة إرهابية تقود الإرهابيين الأجانب الذين أدخلتهم استخبارات تلك الدول مجتمعة إلى سورية، إضافة إلى أن هذا التنظيم يهيمن على المجلس المسمى معارضة وقد قدم الكوادر القيادية والغطاء السياسي والدبلوماسي والتكتيكي على الأرض وتجنيد الإرهابيين وتنظيم صفوفهم وقيادة العمليات التجسسية، ولم يخف قادة الإخوان في وسائل الإعلام تعبيرهم عن التصاقهم بالكيان الصهيوني ووعده بالتطبيع معه وتصفية القضية الفلسطينية إن استطاعوا تفتيت سورية، إضافة لبياناتهم العديدة بشأن ضرورة التدخل الغربي العسكري في سورية ومساهمتهم في خلق الذرائع لتمرير هذا التدخل.‏

وبنو سعود الذي تأكد لهم، ربما بعد فوات الأوان، أن الغرب لا يؤتمن على حلفائه وشعروا بقرب الانتصار النهائي للجيش العربي السوري على قطعان المرتزقة الأجانب قرروا التملص من دعم الإرهاب كي لا تلاحقهم محاكم دولية في ظل نظام الثنائية القطبية الصاعد، على غرار محاكم نورمبرغ التي حاكمت القادة النازيين على ما تسببوا به من مآس في الحرب العالمية الثانية. ولذلك صدرت القوانين السعودية التي تحارب الإرهاب لإبعاد الشبهة عن أنفسهم وللقول إنهم ليسوا من دعم الإرهاب في سورية بل جمعيات سعودية خاصة ستتم محاسبتها بالقوانين الصادرة حديثاً على خلفية وضع الإخوان المسلمين وداعش وجبهة النصرة على لائحة الإرهاب السعودية، وبهذا يريد بنو سعود تحميل وزر دعم الإرهاب في سورية والعراق وغيره من البلدان العربية لأردوغان التركي وآل ثاني القطرييين. ويسابق آل سعود الزمن من أجل التكور والعودة إلى حجمهم الطبيعي في الرجعية والتآمر على العرب المقاومين.‏

وفي الفيزياء يحكى عن قوة جاذبة وقوة نابذة تجعل من جزيء المادة يتوازن، فلا هو يتكوّر ويفقد طاقته ولا هو يتمدد فيحرق ما نفسه وما حوله، والسعودية فيها الأمران ولكن بقوة جذب للإرهابيين ثم نبذهم إلى الخارج أي تصديرهم، وهي الآن تسعى للتخلص من القوة النابذة الإرهابية وغسل يديها منه، ولكن إيديولوجيتها الإرهابية إن تكورت وانفجرت إلى الداخل فلن تكون دون تداعيات دراماتيكية على النظام السعودي. ولن يفيدهم إن حذوا حذو أميركا التي تزعم كلما راق لها ذلك أنها تحارب الإرهاب وتضع بعض فروع القاعدة على القوائم، مع أن واشنطن هي المشغل الحقيقي للقاعدة والإخوان المسلمين ولبعض أنظمة الخليج.‏

وبحكم أن نظامهم المتخلف نشأ وترعرع سفاحاً في مرحلته الجنينية مع توءمين آخرين هما الصهيونية وجماعة الإخوان المسلمين في رحم الإمبريالية البريطانية في عشرينيات القرن الماضي، فهو مهما تستر على ضلوعه في الإرهاب يظل صنواً لهما في نشره ودعمه على مساحة العالم العربي والإسلامي على مدى قرن من الزمن منذ أن تزاوجت وتشابكت أيدي عبد العزيز آل سعود، وحسن البنا، وممثل الصهيونية العالمية في عام 1928!. ولكل ذلك لن يستطيع بنو سعود التملص من أنهم دعموا داعش وجبهة النصرة وحتى الإخوان المسلمون توءمهم الروحي، ودعمهم للإرهاب في سورية ثابت بالأدلة القطعية، ولن يفلتوا من محاكمة الشعوب لهم على الأقل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية