تهديد إيران بحرمان أوروبا من نفطها خلال الأيام المقبلة وتهديدها أمريكا بإغلاق مضيق هرمز أثار حفيظة الولايات المتحدة التي هددت هي الأخرى إيران إلى حد تلويحها باحتمال توجيه ضربة عسكرية لها وأكثر الدول الأوروبية اعتماداً على النفط الإيراني في صناعاتها هي دول جنوب أوروبا فهي تعتمد اعتماداً كبيراً على النفط الإيراني لتزويد معاملها بالوقود 0 الاتحاد الأوروبي الذي سيبدأ بتطبيق عقوباته على إيران في بداية شهر آب القادم وأعطى مهلة لليونان وإسبانيا وإيطاليا لإيجاد بديل لها عن النفط الإيراني .
مسؤولون في مدريد واثينا وروما قالوا:إنهم سيعملون على إيجاد البديل عن النفط الإيراني وذلك بالاعتماد على النفط السعودي والروسي والعراقي بعد الطلب من هذه الدول المذكورة تزويد ايطاليا واسبانيا واليونان بنفطها 0 عماد حسيني المتحدث باسم البرلمان الإيراني والخبير الاقتصادي قال: إن إيران ستقطع كامل علاقاتها الاقتصادية مع أوروبا التي عرضت عقوبات على إيران لإجبارها على تقديم معلومات كافية بشأن برنامجها النووي حسيني قال: إن الحكومة الإيرانية ستحاول استصدار قرار من البرلمان الإيراني الذي يمنع تصدير النفط لدول الاتحاد الأوروبي خلال أيام قليلة في خطوة استباقيه من قبل إيران قبل بدء تنفيذ العقوبات الأوروبية عليها في الصيف القادم ، الكثير من صانعي القرار في إيران طالبوا الحكومة الإيرانية بأن تكون السباقة في قطع إمدادات النفط عن أوروبا فإيران ليس لديها أي مشكلة في تصريف إنتاجها النفطي وهي لديها زبائن مستعدون لشراء نفطها كالهند التي ستتجاهل العقوبات المفروضة على إيران .
إذاً إيران لاتكترث بالعقوبات المفروضة عليها وهي قادرة على تسويق نفطها لدول أخرى وإيجاد أسواق بديلة من الأسواق الأوروبية 0 إحدى الصحف الإيرانية الناطقة باسم الحكومة دعت أعضاء البرلمان الإيراني للتصويت في أقرب وقت على قرار يمنع تصدير النفط لدول الاتحاد الأوروبي وعلى حد قول الصحيفة لماذا تنتظر إيران حتى آب المقبل حيث تبدأ العقوبات الأوروبية وسياسة الحذر على المنتجات النفطية الإيرانية، إيران لوحت باتخاذ مثل هذا القرار والتصويت عليه ولكنها أرجأت هذا الأمر 0ايران غير عابئة بالعقوبات الأوروبية فهي تبيع أوروبا أقل من 20 % من نفطها ومن الممكن بيع هذه الكمية لدول أخرى وهي تحاول تخيير الأوروبيين بين توقيع عقود طويلة الأمد معها وبين قطع إمدادات النفط عنها فورا.
إيران التي قررت أيضا زيادة على صرف عملتها مقابل الدولار وقامت برفع نسبة الفائدة في تعاملات بنوكها هذه الخطوة الإضافية لردع العقوبات شكلت للرئيس الإيراني أحمدي نجاد قوة إضافية في الشارع الإيراني وزيادة الفائدة على الودائع في البنوك الإيرانية من شأنه أن يعطي فرصة أخرى للفقراء لتحسين أوضاعهم المعيشية0 القرار الذي صدر عن البنك المركزي الإيراني ووزارة الاقتصاد بعد تعثر واضح في معاملات البنوك الإيرانية وانخفاض الريال الإيراني والتي كان لها تأثير واضح في الشعب الإيراني 0 هذه الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها إيران مؤخراً والتي تأمل الحكومة منها أن تنشط الحركة التجارية والاقتصادية في البلاد كما يأمل رجال الاقتصاد الإيرانيين أن يكون لها تأثير ايجابي في أسواق الذهب أيضا 0 إيران التي تحاول قدر الإمكان الالتفاف على مسألة العقوبات الأوروبية والأميركية متجاهلة تأثيرها الاقتصادي على أسواقها وتأثيرها المادي على شعبها حيث انخفض نسبة الدخل نوعا ما 0 والقوانين الجديدة ربما تستطيع الحد من الأزمة وإعادة الانفتاح على الأسواق ورفع نسبة الدخل 0 فإيران دولة غنية بمواردها الطبيعية التي تؤهلها لتجاوز أزمة العقوبات المفروضة عليها 0
بقلم جيفر بلاس