تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«حماة» الديمقراطية

نافذة على حدث
الأربعاء 15-2-2012
حسين صقر

اجتماعات ومؤتمرات ومؤامرات والتفاف على المشهد.. ارتباك وتخبط وغرق.. عمى وصمم وقلة مروءة.. فلا أحد يعلم ماذا يصيب الجامعة « العربية» عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرار حول الشأن السوري، ولا أحد يعرف ما الذي يصيب القطريين والسعوديين حتى يستقتلوا ويناقضوا أنفسهم لاستصدار قرار يضر بالشعب السوري بحجة حمايته.

والسؤال كيف تدعّي حماية شخص وفي الوقت ذاته تصوّب بندقيتك نحوه؟.. وكيف تحرص على لقمة عيشه وتحرق له حقله أو حانوته ولو استطعت لقطعت عنه الماء والهواء؟!‏

فالمحاصرون والجائعون ليسوا في سورية.. أم أن السعوديين والقطريين لا يعرفون جغرافيا الوطن العربي وشماله من جنوبه لأنهم سكارى ظناً منهم أنهم يعيشون نشوة النصر؟.. نعم إنهم لا يعرفون لأن الجائعين والمحاصرين فقط على بعد أمتار قليلة عنهم في بيوت الصفيح بمملكة آل سعود وعلى بعد كيلو مترات منهم في الضفة والقطاع والقدس، فإذا كانوا فعلاً أصحاب نخوة ومروءة فليشمّروا عن سواعدهم ويغيثوا إخوانهم في فلسطين، وإذا كانوا فعلاً غيورين فليجتمعوا لإنقاذ المسجد الأقصى من تدنيس الصهاينة له.‏

فلتقل لنا الجامعة ومن يدفعها للتهلكة من مشايخ شاءت الصدف أن يكونوا حكاماً، كم مرة حرصت على حماية ومصالح العرب من استغلال الأميركيين والصهاينة؟ ألا تعلم أن ما تفعله ضد سورية يخدم أعداء العرب جميعاً.‏

بالفعل تعجز قواميس اللغة والسياسة والأعراف والعادات عن توصيف الحالة التي تدفع الجامعة لارتكاب كل هذه الأفعال المشينة بحق السوريين، وتدفعها لتوفير الغطاء الباهظ الثمن‏

كي يقتل الأخ أخاه والأجير سيده، وتصبح سورية العروبة مرتعاً للغاصبين والمحتلين وأرباب السوابق والخارجين عن القانون، وتنتهك الأعراض والكرامات ويصبح السوريون ضيوفاً في عقر ديارهم.‏

إذا لم تستح فافعل ما شئت.. عبارة باتت تصلح يومياً عنواناً لمواقف بعض العرب المتخاذلة والخانعة، ومحطة رئيسية تتطلب الوقوف عندها كثيراً، بعد أن غرق أولئك العربان وتماهوا في المشروع الأميركي الغربي الصهيوني في المنطقة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية