الغريب في الأمر أن هذه الصحف لاتعترف أبداً بشيء اسمه مؤامرة أبداً ولاترى مانشر وماينشر حول ذلك...
الوثائق إن تكلمت عنوان مغر جذاب ولكن من جهة أخرى من منشوراتهم هم...
مجلة الثقافة العالمية الكويتية الشهيرة في عددها السابع /السنة الثانية/ تشرين الثاني 1982م تنشر وعلى غلافها عنواناً عريضاً يقول:
وثيقة سياسية.. الخطة الصهيونية للشرق الأوسط بقلم: أودد ينون نقلها إلى الانكليزية إسرائيل شاهاك..
لن نذهب بعيداً أبداً في التحليل، فقط سوف أنقل بأمانة بعض ماجاء في هذه الوثيقة وللقارئ أن يعود إلى هذا العدد فهو محفوظ في المكتبات العامة...
مصر الممزقة ..
جاء في الوثيقة ص15 وأسطورة الزعيمة القوية للعالم العربي جرى تحطيمها عام 1956م وبالتحديد لم توجد في 1967 م ولكن سياستنا مثل إعادة سيناء قد خدم في تحويل الأسطورة إلى حقيقة ،وعلى أي حال فالواقع أن قوة مصر بالنسبة لكل من إسرائيل وحدها وبالنسبة لبقية العالم العربي قد انخفضت إلى مايقرب من 50٪ منذ عام 1967م، ومصر لم تعد القوة السياسية القائدة في العالم العربي وأصبحت من الناحية الاقتصادية على حافة الأزمة، وبدون المساعدة الأجنبية فإن الأزمة ستحل بها قريباً ... ومصر في وضعها السياسي الداخلي الحالي قد أصبحت بالفعل مجرد جثة، إن تجزئة مصر إقليمياً إلى مناطق جغرافية متميزة هو الهدف السياسي لإسرائيل في الثمانينات على جبهتها العربية.
إن مصر مقسمة إرباً إرباً إلى عدة مراكز قوى، فإذا ماتجزأت مصر فإن بلاداً مثل ليبيا والسودان بل وحتى الدول الأكثر بعداً عنها لن يكتب لها البقاء على صورتها الحالية وستلحق بمصر عند سقوطها وانحلالها.
والرؤيا المتمثلة في دولة قبطية مسيحية في صعيد مصر بجانب عدد من الدول الضعيفة ذات قوى محلية وبدون حكومة مركزية كماهي الحال حتى الآن، هذه الرؤيا هي المفتاح لتطور تاريخي أصيب بنكسة بسبب اتفاقية السلام ولكنه يبدو حتمياً على المدى البعيد.
سورية ولبنان...
وترى الوثيقة أن الجبهة الغربية هذه التي تبدو ظاهرياً أكثر إشكالاً هي في الواقع أقل تعقيداً من الجبهة الشرقية، وتجزئة لبنان بأكمله إلى خمس مقاطعات من شأنه أن يخدم كسابقة للعالم العربي بأجمعه ، بمافي ذلك مصر وسورية والعراق ،وشبه الجزيرة العربية، بل هو بداية مسيرة في هذا الاتجاه ، وتجزئة سورية والعراق في مرحلة لاحقة إلى مناطق عرقية أو دينية خالصة.. كماأن إنهاء القوة العسكرية لهذه الدول يعتبر هدف إسرائيل الأول على المدى القريب ، وستنقسم سورية إلى عدة دول طبقاً لبنيتها العرقية والدينية ، وبذلك هناك دولة شيعية علوية على طول الساحل السوري، ودولة سنية في منطقة حلب، ودولة سنية أخرى في دمشق معادية لجارتها الدولة السنية في الشمال، وكذلك الدروز الذين سيقيمون دولة لهم، وهذا الوضع هو الذي سيكون الضمان للسلام والأمن والمنطقة على المدى البعيد ، وهذا الهدف غدا اليوم ضمن مانستطيع أن نصل إليه.
العراق قوة يجب أن تمزق
وتضيف الوثيقة: والعراق بمافيه من ثروة نفطية من ناحية، ومافيه من تمزق داخلي من ناحية أخرى ، قد أصبح مرشحاً مضموناً لإسرائيل، وتجزئته أكثر أهمية لنا من تجزئة سورية، فالعراق أقوى من سورية وعلى المدى القريب فإن القوة العراقية هي مكمن التهديد الأكبر لإسرائيل. إن حرباً عراقية إيرانية سوف تمزق العراق إلى أجزاء وتؤدي إلى سقوطه داخلياً حتى قبل أن يصبح قادراً على تنظيم صراع واسع النطاق ضدنا، وكل نوع من أنواع المجابهة العربية الداخلية مابينهم سوف تساعدنا على المدى القريب وسوف تختصر الطريق إلى الهدف الهام المتمثل في تقسيم العراق إلى طوائف مثل سورية ولبنان، أما تقسيم العراق إلى مقاطعات وفق تقسيمات عرقية دينية كماحدث في سورية أثناء العهد العثماني أمر ممكن، وهكذا فإن ثلاثاً «أو أكثر» من الدول يمكن لها أن تتواجد حول المدن الرئيسية الثلاث: البصرة وبغداد والموصل وسوف تنفصل المناطق الشيعية في الجنوب عن السنيين والأكراد في الشمال...
الجزيرة العربية... انشقاقات
وبالتأكيد حسب الوثيقة فإن شبه الجزيرة العربية بأكملها مرشح طبيعي للتجزئة نتيجة لضغوط داخلية وخارجية وهذا أمر حتمي وبخاصة في السعودية، وبغض النظر عماإذا كانت قوتها الاقتصادية القائمة على النفط ستظل على حالها لاتمس أو أن هذه القوة ستتقلص على المدى البعيد فإن الانشقاقات الداخلية والانقسامات هي تطور واضح وطبيعي على ضوء البنية السياسية الحالية.
الأردن هدف استراتيجي ...
وتضيف الوثيقة : أما الأردن فهو يشكل هدفاً استراتيجياً مباشراً ولاتوجد أي فرصة أمام الأردن ليستمر في البقاء على بنيته الحالية لزمن طويل ، وسياسة إسرائيل سواء كان ذلك في الحرب أم في السلام ينبغي أن توجه نحو تصفية الأردن وليس من الممكن أن نستمر في العيش في هذه البلاد في ظل الوضع الراهن دون أن نفصل مابين الأمتين ، العرب يذهبون إلى الأردن واليهود إلى المناطق غربي النهر، والتعايش والسلام الحقيقيان لن يسودا الأرض إلاإذا فهم العرب أنه بدون حكم يهودي مابين نهري الأردن والبحر فلن يكون لهم بقاء أو أمان، ولن تكون لهم أمة خاصة بهم ولن يكون لهم أمن خاص إلا في الأردن.
وماذا بعد...؟!
لن نسأل الآن أحداً عن رأيه وعن مناسبة إعلان يهودية إسرائيل ولماذا مزق السودان، وانكسرت مصر وشغلت وما الذي حدث للعراق... وما الذي يراد لسورية وأعد لها ...
وهؤلاء العربان ينتظرهم الدور.. فقط مقارنة بين ماقدمته الوثيقة وماحدث ويحدث ،ولكن ماذا عن خطط إسرائيل في تسعينيات القرن الماضي ... قد نعود إلى ذلك..