متى سيتَحمَل من لايزال يتعاطى مع ما يشهده الوطن من محاولات للي ذراعه ،وكسر إرادة مسؤولياته؟ مؤكداً بذلك سوريته وانتماءه .
في الوقت الذي نشهد فيه كل يوم انطلاق مبادراتٍ خلاَقةٍ لشبابٍ دافعهم ذاتيٌ أخلاقي، وهدفهم إذكاء الروح الوطنية ،والتصدي لحربٍ إعلاميةٍ كونية ،ومد كل من طاله شر الحاقدين مادياً ومعنوياً و..و..نرى العديد من إدارات مؤسساتنا الحكومية اتبعت سياسة النأي بالذات إلى حد السلبية والانهزاميَة إزاء ما نشهده من تطوراتٍ تقتضي أن نكون فاعلين.. مؤمنين بقدراتنا.. داعمين لها.. لاحجر عثرة في وجه مبادراتٍ أقصى ما ينشده مقدموها دوام عمل منشآتنا بأقل التكاليف الماديَة ،وبخبرات كوادرٍ وطنية سبق وأثبتت كفاءتها، وكل ما تأمله اليوم الثقة فيها ومنحها المزيد من الفرص لبناء الوطن .
المشهد لا يحتمل مزيداً من رحابة الصدر لذا بات لزاماً التعاطي بحزم ومسؤولية مع إداراتٍ مصرة على تفريغ مؤسساتنا من طاقاتها بتيئيسها وكف يدها عن القيام بأي دورٍ فاعلٍ تحت مبرراتٍ ،وقرارات لجانٍ إن أصابت الهدف اعتُمدت وبوركت ،وإلا يعاد تشكيل سواها لتكون النتيجة تفويت وفوراتٍ مالية على وزاراتنا ،وتعطيل إمكانية تفعيل دور كوادر سئمت تقاضي الأجور بلا عمل .
ويبقى الوجه المشرق في كل ما سبق إصرار أصحاب المبادرات على جدواها وضرورة تبنيها حتى ولو اضطروا إلى تقديم تعهدٍ لإداراتهم يؤكدون فيه استعدادهم لتحمل كامل المسؤولية المالية بحال عدم النجاح ،وخير مثالٍ ما طالعناه مؤخرا عن المهندس الذي تكفل مع فريق عملٍ معالجة وتنظيف خزانات النفط من الرواسب والبرافينات،وما يحققه ذلك من وفرٍ كبيرٍ بالقطع الأجنبي على الدولة .ليبقى السؤال ما الذي يدفع هذا الفريق على إلزام نفسه بتعهداتٍ ماليةٍ في الوقت الذي يسارع سواه لهبش المزيد منها إن لم يكن الوطن وصالحه هاجسه ؟
إذاً حان الوقت لنؤمن بما لدينا من خبرات ،ومن لايستطيع مجاراتها لابدَ من إيجاد مكان آخر له.