وتنظيم القاعدة حتى عن استنكار هذه العمليات الارهابية التي راح ضحيتها مئات السوريين بين شهيد وجريح وهذا ما يدعو للسؤال عن مغزى هذا الموقف الامريكي وفيما اذا كان ذلك اشارة واضحة الى أن واشنطن راضية عن سلوك القاعدة في سورية.
وجاءت تصريحات الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية العراقية عدنان الاسدي حول انتقال ارهابيين من القاعدة وتهريب أسلحة من العراق الى سورية لتؤكد ما كشفه مسؤولون أمريكيون مؤخرا حول مسؤولية تنظيم القاعدة عن التفجيرات الارهابية في سورية ولتكشف زيف ادعاءات واشنطن وحلفائها في الحرب على الارهاب وذلك بعد أن قتلت وشردت مئات الاف العراقيين خلال ثماني سنوات في محاربة تنظيم القاعدة لتثير بذلك العديد من التساؤلات حول العلاقة التي تربط بين واشنطن وتنظيم القاعدة حيث يرى مراقبون أن صمت أطراف المؤامرة على سورية بزعامة واشنطن تظهر حقيقة التوجه الذي يسلكونه لجهة توظيف القاعدة ودعم الميليشيات المسلحة لاسقاط سورية وتغيير هويتها واغراقها في الفوضى تمهيدا لتهيئة أرضية مناسبة لتدخل عسكري خارجي في سورية بذريعة محاربة القاعدة وارهابييها.
وينظر الكثير من المراقبين إلى تجاهل أطراف المؤامرة على سورية للتفجيرات الارهابية والاحجام حتى عن ادانتها أو استنكارها على أنه تحريض واضح لتقويض الاستقرار في سورية وسفك دماء السوريين رغم ادعاءاتهم بصداقة الشعب السوري وتسابقهم الي تشكيل ما يسمى ائتلاف أصدقاء سورية والتباكي أمام مجلس الامن والامم المتحدة على السوريين ودمائهم رغم تأكيد العديد من التقارير المتطابقة على تسليح الميليشيات المسلحة ودعم المعارضة السورية لرفض الدخول في الحوار مع القيادة السورية.
ومن الملاحظ أن الدعوات المشبوهة لتشكيل جمعية أصدقاء سورية في هذا التوقيت بالذات للتدخل في سورية من خارج مجلس الامن تشبه بشكل كبير السيناريو الذي تم اتباعه في العراق حيث ادعت الادارة الامريكية وقتئذ امتلاك أسلحة دمار شامل قبل أن تعود لتعترف على لسان وزير دفاعها بعلمها المسبق أن لا وجود لمثل هذه الاسلحة حيث قامت خلال الاشهر الاولى من تدخلها العسكري في العراق باستقدام مرتزقتها من تنظيم القاعدة إلى العراق لتنفيذ عمليات ارهابية ولتأخذ هذه العمليات ذريعة لاستمرار احتلال العراق مدة وصلت إلى 8 سنوات كانت كافية لتدمير المؤسسات الحكومية العراقية وقتل وتشريد مئات الاف العراقيين. وتؤكد مختلف التجارب السابقة أن الولايات المتحدة وأتباعها تتعامل بازدواجية مع تنظيم القاعدة حيث تقوم باستقدام هذا التنظيم إلى الدول التي تحتلها لتبرير تواجد قواتها وهذا ما حصل في أفغانستان والعراق للادعاء بأنها تحارب الارهاب لكن سرعان ما تعود إلى تصدير الارهابيين إلى دول أخرى تمهيدا للتوجه إلى التدخل فيها بذريعة محاربتهم وفي هذا السياق يرى مراقبون أن التقارير المتطابقة حول اطلاق سراح قوات الاحتلال الامريكي خلال احتلالها للعراق 400 ارهابي من السجون وتسليحهم وارسالهم إلى سورية يأتي في سياق توظيف ارهابيي القاعدة لخدمة مصالحها والتدخل في الشؤون الداخلية لسورية.
وتأكيدا على تقارير متطابقة سابقة حول دعم واشنطن ولندن وباريس وأنقرة ودول خليجية لمجرمين وارهابيين ومرتزقة لتجنيدهم لشن هجمات على الاراضي السورية يأتي التجاهل الامريكي والغربي والخليجي للارهاب الذي يطول السوريين على ايدي المجموعات الارهابية المسلحة وتنظيم القاعدة الذي تحدث عنه مسؤولون أمريكيون في تصريحات نشرتها صحيفة ماكلاتشي الامريكية استنادا الي تقارير سي أي ايه عندما أشاروا إلى مسؤولية تنظيم القاعدة فرع العراق عن التفجيرات الارهابية في حلب بأمر من أيمن الظواهري الذي لا يزال يتمتع بنفوذ على أذرع القاعدة في العالم وتأكيدهم بأن تنظيم القاعدة في العراق بدأ فعليا بالانخراط في سورية بناء على تعليمات الظواهري الذي يحاول فك القيود عن تنظيمه عبر بدء عمليات في سورية.
وفي المحصلة يرى مراقبون أن الولايات المتحدة وأتباعها من المتامرين على سورية كشفت عن وجهها الحقيقي الداعم للارهاب الذي تمارسه التنظيمات الارهابية ومتاجرتها بدم السوريين من خلال تجاهلها لجرائم تنظيم القاعدة ودعمها لجماعات متشددة ومرتزقة ومجرمين دوليين وتوظيفها لخدمة المشروع الامريكي الغربي الاسرائيلي على المنطقة والنيل من صمود سورية وشعبها المتمسك بسيادة قراره ووطنه ورفضه التحول إلى أداة بيد واشنطن واسرائيل.