تحت عنوان «كل يوم يمضي يزيد من احتمال نشوب حرب أهلية في سورية»، يتحدث الكاتب المذكور في هذا النبأ، على أن مدينة حمص هي ستالينغراد الثورة السورية المزعومة. ومن المعلوم ان الجيش الفاشي الألماني المحتل كان وجهاً لوجه مع الجيش الأحمر السوفييتي الذي يدافع عن وطنه في مدينة ستالينغراد.
حسناً من هم «الطرفان المتواجهان» في مدينة حمص السورية؟.
تقف الإمبربالية الأميركية - التي تريد إزالة العائق السوري من الوسط من بعد أفغانستان والعراق وليبيا - بالإضافة الى آخرين مرهون وجودهم ومستقبلهم بنجاح الولايات المتحدة الأميركية مثل قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وعلى رأسه رجب طيب أردوغان وشيوخ العرب في دول الخليج ومنظمة الاخوان المسلمين المرعية والمدعومة من قبل الامبريالية العالمية من جهة، بينما من جهة اخرى يقف النظام الشرعي في سورية الذي يدافع عن وطنه في وجه الهجمات، والحصار والمؤامرات الامبريالية التي تستهدف وجوده. في هذه الحالة اذا انطلقنا من التشبيه الذي تقدم به الكاتب المذكور على صفحات نيويورك تايمز الأميركية والتي تصدر باللغة التركية، نجد في مدينة حمص السورية ان الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها هم من يعادل الجيش الهيتلري في مدينة ستالينغراد.
بعد أن قمنا بتحديد الأطراف ومواقعها بهذا الشكل علينا الآن القيام بتحديد ماذا تعني حمص المشبهة بستالينغراد بالنسبة لكلا الطرفين.
كانت مدينة ستالينغراد من ناحية الجيش الهتلري المعتدي هي كل شيء. في المصلحة بعد أن هُزم الجيش المعتدي هنا، توقف التقدم العسكري للفاشية الهتلرية وبدأ بالتراجع. وبالنسبة للسوفييت كانت مدينة ستالينغراد مهمة ولكنها لم تكن كل شي لو أن الجيش الأحمر فقد مدينة ستالينغراد، كان يمكن أن ينسحب إلى الوراء قليلاً ويقوم بتشكيل خط دفاعي جديد على الفور... كما كان يحصل على الدوام، قبل سنة ونصف من دخول الجيش الهتلري حدود السوفييت في ذلك الوقت.
الدفاع السطحي
صحيفة نيويورك تايمز تقول مدينة حمص ولكن تعالوا نحن لنقول سورية بأكملها. فعلاً سورية هي مدينة ستالينغراد بالنسبة للإمبريالية الأميركية. في حال هزيمة أميركا في سورية أي في حال عدم نجاح الاخوان المسلمين الذين وجهتهم أميركا على سورية بقيادة رجب طيب أردوغان في تركيا وقيادة قطر، هذه الهزيمة ستكون نقطة بداية النهاية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، كما تمثل الانسحاب الألماني الى الوراء والذي انتهى بانتحار هتلر في أحد الملاجئ في مدينة برلين الألمانية.
لكن لنقل إن كل شيء سار كما أرادته الولايات المتحدة الأميركية، واستطاعت أن تتجاوز العائق السوري، أي أنها سيطرت على ستالينغراد لن يحصل تغيير في كثير من الأشياء.
ان الجبهة الواقفة في وجه الولايات المتحدة الأميركية «يقف في يومنا هذا في الصفوف الأمامية لهذه الجبهة كل من إيران وروسيا والصين. هناك دول كنيوزيلندا، وكوبا، والبرازيل، والهند، ولبنان، والعراق، والجزائر مع وقوف القوى المعادية للإمبريالية في كل أنحاء العالم» في حال هزمت في سورية، ستكون قد انسحبت الى الوراء قليلاً، لكنها ستحارب في مواقع جديدة مثلاً في إيران أو في العراق وربما في تركيا أيضاً.
إذا أردنا القول بالمأثور الشهير، «فإن هناك دفاعاً سطحياً وليس خط دفاع».
من ناحية أو زاوية الجبهة الواقفة في وجه الولايات المتحدة الأميركية.
كما كان عليه الحال في الحرب العالمية الثانية تماماً.
الولايات المتحدة الأميركية هي نفس هتلر تماماً مضطرة للتقدم.
لكن، بالنسبة للقوى الواقفة في وجه الامبريالية العالمية المتمثلة بالولايات المتحدة الأميركية هذه، يوجد لديها جبهة خلفية عميقة جداً وطويلة جداً.
إن الامبريالية العالمية المتمثلة في الولايات المتحدة الأميركية في كل كيلو متر واحد تتقدم فيه من تقدمها الاضطراري ستفقد بعضاً من قواها.
بينما القوى المعادية الواقفة في وجه الامبريالية هي موجودة فوق أراضيها وعلى ترابها، وهي مستندة للمقاومة ضد الاعتداءات المستهدفة لكيانها، واقفة للممانعة بمعنويات عالية تزداد يوماً بعد يوم.
يمكننا القول: إن الزمن في هذه المرحلة يدور بعكس ما تريد الولايات المتحدة الأميركية.
إنه لمهم جداً الموقف الذي اتخذته كل من روسيا والصين الى جانب سورية بشكل علني وبوضوح في المباحثات التي جرت في مجلس الأمن الدولي بتاريخ 31-1-2012.
المالكي يُمتّن ويركز مكانته في النظام العراقي. والآن قد تشكلت جبهة تضم كلاً من إيران والعراق وسورية ولبنان ويوجد على الجبهة الخلفية كل من روسيا والصين.
بينما يبقى الخط الوحيد للولايات المتحدة الأميركية، هو أموال دولة قَطَر مع الدعم المقدم للجموعات المسلحة في سورية من قبل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.
لكن أميركا من بعد هزيمتها وانسحابها من العراق، الآن تستعد للانسحاب بعد هزيمتها في أفغانستان أيضاً.
والولايات المتحدة الأميركية على الدوام تعيش أزمات اقتصادية وأمام هذا لم يخطر على بالها كإجراء سوى تقليص عدد جنودها من أجل خفض الإنفاق العسكري.
أميركا الآن بحالة عجز وحيرة مقابل روسيا والصين اللتين اتخذتا موقف واضح وجلي بموضوع سورية وبئر سورية الذي نزلت به اعتماداً على حبل أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية التركية، إنه لاحتمال كبير جداً أن لا تستطيع الخروج منه.
فسورية مرشحة حقاً وفعلاً لتكون مدينة ستالينغراد بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية ولرجب طيب أردوغان وقيادة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.
ترجمة عن التركية: شوكت أقصوة
Ulusalkanal.co.tr