وتبين من دراسات أجريت على ديدان أن عددا محدودا من الجينات يفقد جزءا من فعاليته نتيجة شيخوخة الخلايا.
تفرز تلك الجينات مادة بروتينية تساعد الخلايا على العمل بشكل سوي وحمايتها من الإرهاق. لكن حين تتعطل تلك المادة البروتينية, فإن النتيجة تكون كارثية, ما يساعد على فهم سبب شيخوخة الجسم والأعضاء.
هناك العديد من النظريات حول هذا الموضوع, وأكثرها انتشارا تلك التي مفادها أنه مع تقدم السن, فإن فعالية الخلايا تقل وتتراجع قدرتها على التخلص من النفايات والمواد السامة العالقة بها. ووفقا لفريق البحث جيمس لوند وزملائه في مركز ستانفورد الصحي الجامعي في الولايات المتحدة, فإنه (يمكن القول إن الشيخوخة تأتي نتيجة لسنوات من الإرهاق, وبالتالي فإن الجينات المتأثرة بالإرهاق يمكن أن تظهر عليها أعراض مرتبطة بالسن).
وللتحقق مدى صحة هذه التغييرات المحتملة, فقد أعد الفريق مجموعة من الديدان التي جرت دراستها بشكل جيد, تدعى (C. elegans). وكانت هذه الديدان أول فصيلة حيوانية يحل العلماء شيفرة جيناتها في العام 1998.
فقد سمح للديدان بالنمو لمدد مختلفة تتراوح بين ثلاثة أيام وتسعة عشر, وهو السن الذي لا يتجاوزه عادة سوى القليل منها.
بعد ذلك استخرجت مواد جينية من خلايا هذه الديدان ووضعت على رقائق أشعة دقيقة للغاية مخصصة لكشف الحامض النووي (دي ان أيه).
وقد مكنت هذه الأجهزة من تحديد ما الذي تغير في ال 19626 جينا معروفا لدى هذه الديدان, وفي أي مرحلة من حياتها حصل ذلك. وتبين من خلال عملية الفحص أنه مع تقدم الديدان في العمر, تغير أسلوب نشاط 201 جين.
تضطلع المواد البروتينية التي تفرزها جينات صدمة الحرارة بدور هام في تشكيل بروتينات أخرى ضرورية لأداء وظيفتها بشكل سوي. وإذا ما كفت هذه الجينات عن العمل بالشكل اللائق, ذلك يمكن أن يؤدي إلى تراكم بروتينات مشوهة الخلقة وذات أثر ضار داخل الخلايا, بحيث تعيق عملها وتؤدي بها إلى الشيخوخة.