لذلك يتحول القلم في يده إلى فرشاة يغمسها في قاموس الكلمات الحارة القريبة من الحياة اليومية, ولعل هذه الحالة اللغوية تفسر لنا سر صداقته وإعجابه بالشاعر صلاح جاهين , أحد المهتمين الكبار بتوثيق لغة الحياة اليومية ورصد معاناة الناس.
ولد في القاهرة, وبمكان أدق في حارة شعبية وراء مقام السيدة زينب, في أسرة مغرمة بقراءة كتب الأدب والتراث, ودواوين الشعراء القدامى, وفي مقدمتهم المتنبي.
وبعد أن أنهى مراحله التعليمية, التحق بمدرسة الحقوق, وتخرج ليعمل في وزارة الخارجية المصرية, التي رشحته ليمثلها ضمن بعثاتها الدبلوماسية, في كل من جدة واستنبول وروما وباريس, ما أتاح له تعلم اللغات : التركية والإيطالية والفرنسية , واجادتها نطقا وكتابة.
تزوج لأول مرة سنة 1942,وأنجب وحيدته (نهى), وبعد وفاة زوجته الأولى, التقى في باريس بزوجته الثانية الفنانة التشكيلية جان ميري جيهو, وكان هذا الزواج السعيد, سببا في نقله من ملاك وزارة الخارجية,فقد كان محظورا على الدبلوماسيين الزواج بأجنبيات,وعاد إلى مصر والتحق كمدير لمصلحة التجارة. وفي العام التالي 1955, أنشئت مصلحة الفنون فعين مديرا لها. وفي مصلحة الفنون تعرف على نجيب محفوظ, الذي أسندت إليه آنذاك وظيفة متواضعة, فكان محفوظ يعامله بخجل وبتهذيب شديد, فلا يجلس قبل جلوس رئيسه ,ما كان يحرج أديبنا المدير الذي رجاه أن يرفع الكلفة والشكليات. وبالرغم من ذيوع صيته الأدبي, وإلحاح رؤساء تحرير الصحف والمجلات الكبرى للكتابة عندهم, فقد اختار حقي الكتابة بصحيفتين محدودتي التوزيع والانتشار الجماهيري, وبرر ذلك بأنه يستريح في أفياء الظل, ويكره الأضواء التي يعقبها صدمة الظلام...
ترك أديبنا الراحل أربع مجموعات قصصية,لعل أشهرها (قنديل أم هاشم ), ورواية واحدة هي (صح النوم), أما أعماله المترجمة إلى العربية فقد بلغت سبعة كتب بين قصص وروايات, كما كتب في الموسيقا والتاريخ والحضارة, وفي النقد الأدبي , وقدمت الشاشة من أعماله الأدبية فيلمين شهيرين هما : (البوسطجي ) و (قنديل أم هاشم ). وقد جمعت أعماله الكاملة في 28/مجلدا .