تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مع طبيب...الوجه المتطاول والابتسامة اللثوية والنخور السنية مشكلات يسببها التنفس الفموي

طب
الأثنين 2-3-2009
ميساء الجردي

ترتفع الإصابات ببعض الأمراض بين الأطفال رغم وجود الحلول الممكنة لها والتي لا تحتاج سوى للانتباه المبكر من قبل الأهل..

فلا تزال مشكلة التنفس المعوي وتأثيراته الوظيفية والجمالية موضعياً لمعاناة الكثير من الأطفال وحتى الكبار الذين ضاعت منهم فرصة الحلول والعلاج..‏

حوار مطول حول الأسباب والتأثيرات والنتائج والعلاج مع الدكتور سعيد جاد الله أبو صعب اختصاصي بأمراض الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها.‏

 ما الأسباب الأساسية وراء التنفس الفموي عند الأطفال؟‏

  الشكل الطبيعي هو التنفس من الأنف ويمكن أن تكون الأسباب التي تمنع التنفس الطبيعي (أسباب خلقية) فالوليد الذي يعاني من انسداد أنفي خلقي ولادي ثنائي الجهة ولم ينتبه الأهل له، يمكن أن يتسبب بموت الطفل بالاختناق، إذا لم يتم إسعافه. وهناك انسداد وحيد الجانب ويمكن علاجه بسهولة إذا اكتشف مبكراً.‏

لكن بشكل عام تبدأ مشكلات التنفس الفموي بالظهور عند الأطفال من عمر سنة ونصف السنة وتتبلور بعمر السنتين ونصف السنة إلى ثلاث.‏

ويعود السبب إلى ضخامة الناميات الأنفية، وضخامة اللوزات الحنكية وهنا يجب أن نشير إلى دور الأهل في الانتباه إلى طبيعة التنفس لدى أطفالهم وإلى دور طبيب الأطفال في تنبيه الأهل لمسألة التنفس الفموي وعدم إخافتهم من العمل الجراحي إذا كان الطفل لديه استطباب باللوزات أو الناميات تحت اسم خط دفاع أول للجسم لأن التهابات اللوز وضخامتها سبب مباشر في ضيق التنفس وضيق البلع.‏

بالإضافة إلى أنه ليس «اللوز» التي تلتهب فقط هي التي بحاجة إلى استئصال، أيضاً اللوز التي تعيق التنفس.‏

نخر الأسنان‏

 ما التأثيرات والمشكلات الناتجة عن التنفس الفموي؟‏

  التنفس عن طريق الأنف يعني تنقية الهواء من الغبار والأوساخ بوساطة الأشعار والأوبار الموجودة ثم تعديل الهواء وتكييفه بما يناسب حرارة الجسم وتكون الفائدة من الأكسجين 90٪ وبالتالي التنفس الفموي أول تأثير له هو تأثير وظيفي حيث يدخل الهواء إلى الرئتين غالباً غير نظيف وغير معدل حرارياً ونسبة الأكسجين أقل بكثير.‏

من جهة ثانية ونتيجة التنفس الفموي خاصة عند الأطفال تحدث النخور السنية حيث تنشط البكتريا الموجودة في الفم بسبب مرور الهواء فتحدث مشكلات سنية كثيرة لديهم بالوقت الذي يفترض ألا تكون موجودة.‏

تأثيرات جمالية‏

 ماذا عن التأثيرات من الناحية الجمالية؟‏

  يؤثر التنفس الفموي من الناحية الجمالية في عدة جوانب أولها تأثيره على تشكيلات الوجه، نحن نعلم أنه من عمر 3 سنوات حتى عشر سنوات يبدأ تشكيل الوجه عند الأطفال والطبيعي أن يكون اللسان على سقف الفم أثناء إطباقه وبالتالي يكون الفك العلوي على شكل نصف دائرة وهذه الوضعية الطبيعية يترتب عليها أن تأتي الأسنان بشكل منتظم.‏

أما في حال كان التنفس عن طريق الفم، فاللسان يكون موجوداً بالفك السفلي ومع الاستمرار تصبح الفكية العلوية ضيقة وبشكل العدد8 «قبة الفم بشكل 8» وهذا يترتب عليه عدة أمور أهمها تراكب الأسنان عند بزوغ الأسنان الدائمة حيث لا تجد مكاناً مناسباً في الفم، ثم تطاول الوجه الذي نتيجته حدوث تطاول بالفك العلوي بما لا يتناسب مع السن الطبيعية للطفل فيصبح لديه ما يسمى ابتسامة لثوية وهذه المشكلة ترافقه حتى البكر، ومهما حاولنا تجميلها، تظهر اللثة أثناء الابتسامة.‏

وهذه المشكلات حلولها بسيطة أثناء الطفولة في حال الانتباه المبكر لتنفس الأطفال.‏

تضيق الفتحة الأنفية‏

 هل هناك علاقة بين التنفس الفموي والحفرة الأنفية الضيقة؟‏

  الأنف هو نتوء للفك العلوي، وإذا كان الفك العلوي ضيقاً نتيجة عدم وجود اللسان في سقف الفك العلوي، هذا يؤدي لوجود حفرة أنفية ضيقة، وبالتالي تنفس سيئ عن طريق الأنف.. وهؤلاء مستقبلاً لو تم التخلص من الناميات، فإن التنفس لديهم لا يتحسن لأن الحجرة الأنفية بالأساس لديهم ضيقة.‏

الأثر الدائم‏

 إذا لم تحل هذه المشكلات في سن الطفولة فما أضرارها؟‏

  كما أشرنا إليه سابقاً هذه المشكلات التي تظهر لدى الطفل نتيجة التنفس الفموي «تشكيل الوجه، الأسنان المتراكبة، بروز منطقة الأنياب وغيرها» تسمى سحنة الناميات وهي إذا لم تعالج بعمل جراحي في سن مبكرة، تترك أثراً دائماً «بصمة الناميات» بالإضافة إلى أن الطفل الذي يعاني من الناميات معرض للرشح والالتهابات أكثر من أقرانه.‏

 وفي سؤال أخير.. هل هناك تأثيرات تخص الأذن؟‏

  اضطرابات التنفس الفموية تدخل في أمراض الطرق التنفسية العليا ومن الممكن حدوث سعال خفيف دائم والطفل أثناء النوم لا يأخذ كفايته من الأكسجين، ما يؤثر على أدائه المدرسي واليومي أثناء النهار، وهي تؤثر على نفيرأوستاش الذي يؤثر على الأذن الوسطى وهناك حالات كثيرة من التهاب الأذن الوسطى المصلي والمزمن الذي يسبب نقص السمع وبالتالي العوائق التي أدت إلى التنفس الفموي هي ذاتها أثرت على نفير أوستاش وعلى الأذن الوسطى.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية