تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل تتحول ردهات المشافي ..إلى استراحات اللحظة الأخيرة ؟ ..مرافــقو المرضى..راحــة.. تسـلية..إعـاقة للعـمل

مجتمع
الأثنين 2-3-2009م
منال السماك

قد لايتمتع بعض مرافقي المرضى في مشافينا بصفات المرافق المثالي، وعوضا عن تحقيق الغاية المرجوة من وجوده كمساعد للكادر التمريضي والخدمي في رعاية المريض، يكون في بعض الأحيان عبئا ثقيلا ومزعجا،

لتجاهله الأنظمة والقواعد الواجب اتباعها فيذهب إلى المشفى محملا بالمأكولات ولوازم التسلية، ويتجول في الممرات والغرف وقد يقيم علاقات عاطفية، ظانا نفسه أنه في نزهة أو فندق وليس في مشفى ومتناسيا قدسية المكان والمهمة الإنسانية التي يتواجد من أجلها.‏

وقائع ومشاهدات‏

ولمعرفة مدى استيعاب المرافقين للدور المناط بهم وتأثيرهم على الجو العام بالمشفى سواء سلبا أم إيجابا تجولنا في بعض مشافينا وكانت البداية في مشفى المجتهد والزمن خارج أوقات الزيارة، ومع ذلك فقد كانت الممرات والأقسام تعج بالمرافقين فمنهم من جلس على كراسي الانتظار بينما فضل بعضهم أن يفترش الأرض ربما لأنها أكثر راحة بالنسبة لهم أو للعدد الهائل الذي فاق عدد الكراسي وطاقة المشفى في حين تحظر إدارة المشفى دخول الأطفال، وجد البعض ذريعة لإدخالهم وجعلهم يتراكضون في الممرات محدثين الفوضى والضجيج ولتكتمل عناصر النزهة في ردهات المشفى فقد غافل بعضهم المراقبين واستطاع ادخال الأطعمة كالمناقيش وغيرها وجعل من الكراسي موائد عامرة لهم .‏

تحسباً لحدوث طارىء‏

في انتظار العناية العامة جلس عبد الغني بانتظار الاطمئنان على والدته التي تعاني من مرض السحايا يقول: الجلوس على الكرسي لساعات طويلة مرهق جدا، ولكنني مضطر، فأحيانا يطلب الأطباء إجراء صورة شعاعية أو تحليل مخبري أو الاتيان بدواء من خارج المشفى وينوب عني أخي ليلا تحسبا لحدوث طارىء‏

للاهتمام والرعاية الشخصية‏

ونظرا لحاجة الأطفال لرعاية خاصة من قبل الأمهات فهن يتواجدن بجانب أسرتهم إلا أن البعض منهن لايتقيدن بالأنظمة المرعية، ربما لقلة الوعي أو لعدم الدراية فهل يعقل أن يتحول سرير المريض إلى طاولة طعام، تقول السيدة هدى والدة الطفل منار-مريض بالتهاب رئتين : تقوم الممرضات بدورهن على أكمل وجه من حيث تقديم الرعاية الصحية للمرضى ولكن تغيير الحفاضة وتنظيفه فهي مهمة الأم، وليلا أنام بجانبه على نفس السرير ولدى سؤالها عن التزامها بطعام المشفى بالنسبة لطفلها، قالت : غالبا ما يحضر لي زوجي الطعام من الخارج وأحيانا أطعم طفلي منه، ولكن بكمية قليلة.‏

حتى بالنسبة للمريض الكبير فوجود المرافق إلى جانبه يحقق له راحة نفسية يكون بأمس الحاجة إليها في أوقات المرض والألم، ففي مشفى المواساة جلس على السرير عبد الله خلف مريض قصور كلوي وبجانبه أخوه يتصفحان الجرائد ويتبادلان الأحاديث في حين الغرفة مكتظة بالمرافقين إضافة للمرضى حتى لتكاد تشعر بالضيق والاختناق يقول: كوني مريضا فوجود أخي إلى جانبي يخفف عني ويساعدني في الحركة وقضاء الحاجة خاصة بعد أخذ الخزعة حيث أعاني من تعب.‏

ازدحام غير مبرر‏

في حين تسمح إدارة المشفى لكل مريض بتواجد مرافق واحد أو أكثر حسب حالته الصحية يتعمد البعض إلى مخالفة ذلك والتحايل على الأنظمة مايسبب ازدحاما غير مبرر في الغرف وممرات الانتظار، مايعيق أداء الكادر التمريضي ففي انتظار العناية القلبية بمشفى المجتهد تواجد ثلاث نسوة لمرافقة المريض محمد عيد -مريض قلب- وقد جلسن لتناول وجبة الافطار وشرب الشاي والتسلية دون مراعاة لحاجةالمرضى في هذا القسم للهدوء والراحة.‏

إعاقة للعمل.. معاكسة للممرضات !!‏

أبدت الممرضة علياء- مشفى المجتهد- انزعاجا شديدا من تواجد بعض المرافقين الذين لا يتجاوبون معهم وقد شاركتها زميلتها لينا نفس الشكوى تقول: رغم ضرورة تواجدهم ولكن البعض لايتفهم الوضع وخاصة القادمين من الأرياف والمحافظات النائية فهم يصرون على التواجد بكثافة في الغرف ولايستجيبون لنا في حال الطلب منهم الخروج أثناء جولة الأطباء أو في مواعيد إعطاء الأدوية وتغيير الشراشف صباحا حيث يصعب علينا الحركة داخل الغرف مع وجود هذا العدد من المرافقين والكثير منهم يأتي مصطحبا الأطفال ويتناولون الأطعمة داخل الغرف مايسيء للنظافة العامة ويرهق عمال النظافة وهناك بعض المرافقين الذين يحرجون الممرضات ويعيقون عملهن، فمنهم من لايأتي لخدمة المريض بل لمعاكسة الممرضات.‏

طلباتهم كثيرة لاتنتهي‏

وقد يتسبب البعض منهم بارباك عمل الممرضات لكثرة طلباتهم غير المبررة تقول الممرضة هيفاء عيسى- مشفى المواساة- : يتصف بعض المرافقين بكثرة «النق» والخوف المبالغ به على مريضهم فيروحون ويجيئون إلى غرفة الممرضات ودون سبب مقنع واستدعاء الممرضة بسبب ودون سبب وأحيانا يفتعلون حجة لاستدعاء الممرضة كإيقاف السيروم مثلا.‏

تصرفات غير لائقة‏

كما يتواجد بعض المرافقين الذين يسيئون لحرمة المكان، ويتناسون السبب الذي يتواجدون من أجله وهو خدمة مرضاهم فيقومون بتصرفات غير لائقة أخلاقيا حيث تعمل إدارة المشفى وبشكل دائم على قمعها، تقول الممرضة هادية -مشفى المواساة: نعمل دائما على مراقبة الوضع ونوعية العلاقة بين المرافقين من شبان وشابات وعند ضبط علاقات مشبوهة نعمل على استبدال المرافقة بأحد أفراد أسرتها والمفارقة أن عدد المرافقين أكثر من عدد المرضى أو قد تجدين المرافق مسنا ولا حول له ولاقوة وعاجزا عن خدمة المريض.‏

ممنوع التدخين ..ولكن!!‏

ورغم وجود الاعلانات المتواجدة أينما تجولت في أرجاء مشفى المواساة، والتي كتب عليها«ممنوع التدخين» إلا أن البعض يغافل المراقبين الجوالين ليدخن في الممرات والحمامات يقول يوسف -مشرف خدمات: يستغل البعض تبديل الورديات لدخول أكثر من مرافق دون أذن من قسم القبول فنعمل على اخراجهم، كما نحرص على قمع ظاهرة التدخين من خلال العناصر الجوالة في أرجاء المشفى وقد ضبطنا أكثر من حالة والذي لا يبدي تجاوبا نخرجه من المشفى.‏

د.بوظو: مشكلة معقدة بحاجة لحل‏

فهل يمكن بزيادة الكوادر التمريضية والخدمية الاستغناء عن وجود المرافقين وخاصة بالنسبة للمرضى من الأطفال ؟ عن ذلك حدثنا الدكتور محمود بوظو -رئيس قسم الأطفال بمشفى المجتهد قائلا: نحن حريصون على وجود الأمهات مع أطفالهن فالجو الاستشفائي للطفل جو غريب لأنه يضمن الأعمال الطبية من تعليق سيروم وحقن وضمادات، وحتى لو توفر الكادر التمريضي الكافي فهذا لا يغني عن وجود الأم التي تشكل دعما نفسيا لابديل له، وفي حال وجود جسور تواصل بين المرافقين والممرضات فهذا يسهل عمل الممرضة والطاقم الطبي.‏

ولكن الصعوبات التي تواجهنا أن البعض من هؤلاء المرافقين لايتجاوب مع الكوادر العاملة وأحيانا يحصل ازدحام شديد من كثرة المرافقين وعندما يتطور الوضع ويحصل تصادم بينهم نضطر للاستعانة بعناصر الحرس والشرطة .‏

والمشكلة التي نعاني منها هي قضية نوم الأمهات ففي أقسام الكبار تحل المشكلة ببحث المرافق ليلا عن سرير خال لينام عليه وأحيانا يضطر للنوم على الأرض أما في قسم الأطفال الرضع فلا يمكن للأم أن تنام على سرير طفل رضيع وحاليا نتباحث مع الإدارة وقد اقترحنا شراء أسرة تطوى لتتم الاستعانة بها ليلا لنوم الأمهات وهي مشكلة معقدة بحاجة لحل فعال.‏

د. الخضري : الحل بزيادة مثالية للكوادر‏

الدكتورة شادية الخضري-المدير الطبي لمشفى المواساة- حدثتنا عن ضرورات وجود المرافقين قائلة: هناك حالات تستوجب وجودهم كالمرضى الجراحيين ومرضى الحوادث والكسور والأورام والمريض المسن غير القادر على خدمة نفسه بنفسه بالإضافة للحالات المرضية المتقدمة كقصور القلب والأمراض الوعائيةوالمرضى النفسيين ففي هذه الحالات يكون المريض بحاجة للمراقبة المستمرة والرعاية الشخصية وفي بعض الأحيان يكون بحاجة لأكثر من مرافق وخاصة أصحاب الوزن الزائد وحالات الكسور لمساعدته على الحركة وحمله لذلك فنحن نستعين بالأهل ريثما نصل لمرحلة يمكن توفير مراقب لكل مريض فخدمة المريض بالأمور الشخصية والاشراف على نظافته ليست من واجب الممرضة حيث يقتصر واجبها على تقديم الخدمات التمريضية من حيث إعطاء الدواء وتغيير الضمادات ومتابعة الغذاء وتسوية السرير وفي حال عدم وجود مرافق لظروف خاصة، يمكن أن يقوم المستخدم بهذه المهمة. أما في العناية ونظرا لخصوصية المكان من حيث التعقيم فحتما لايسمح بدخول المرافقين ويقوم المستخدم بدور المرافق تجدر الاشارة إلى أنه للاستغناء عن المرافقين الذين يكونون في بعض الأحيان عبئا على المشفى، لابد من توفير كوادر اضافية خدمية وتمريضية فشح العدد تشكو منه معظم مشافينا وغالبا في فترات أول الليل وأخره، ومهما زدنا الكوادر المشكلة لن تحل إلا بزيادة مثالية تحقق لكل غرفةممرضة ومستخدمها الخاصين.‏

مراعاة آداب التواجد بالمشافي‏

وعن معاناة المشفى من تجاوزات بعض المرافقين تقول د. الخضري : ينبغي على المرافق أن يكون عونا للمشفى وليس عبئا وذلك بمراعاة آداب المكان الموجود فيه فنحن نعاني من مسألة تهريب الأطعمة إلى داخل المشفى وخاصة في أوقات الزيارة ووضعها بطريقة عشوائية مايسيء لنظافة المشفى ويجلب الحشرات الضارة ومهما حاول المراقبون ضبط هذه الحالات، فالأعداد الكبيرة والضغط الهائل يجعلهم عاجزين عن قمع هذه الظاهرة كما أن التشدد في التفتيش يحدث تصادما بينهم وبين عناصر المراقبة ويوقعنا بمشكلات لاتنتهي كما أن هذه الظاهرة قد تسيء للمريض وتخل بنظامه الغذائي وجلب الطعام للمريض ليس تعبيرا عن الحب والاهتمام، هذا اضافة لدخول الأطفال علما أن المشفى حريصة على حظر تواجدهم لأن جو المشفى يحمل الجراثيم التي قد تضربهم، ولكن هناك حالات اضطرارية وإنسانية نرضخ لها.‏

التثقيف الصحي‏

وتتابع د.الخضري بقولها: المفروض أن يكون هناك وعي صحي للمرافق حتى يحمي نفسه من انتقال الأمراض الموجودة في المشفى إليه فالعادات الصحية المفروض أن يتبعها خلال عنايته بالمريض وتنظيفه مهمة جدا كما يمكن للعادات الاجتماعية السائدة لدينا لتقبيل المريض عند زيارته أن تنقل الأمراض التنفسية إليه كالكريب والانتانات خاصة إن كان من الأشخاص الذين لديهم ضعف مناعة. لذلك تحرص المشفى على متابعة أمور التعقيم على مدار الأربع والعشرين ساعة حيث تعقم الأسرة والغرف والأسطح للقضاء على الجراثيم والفيروسات.‏

ولابد من الاشارة إلى أن بعض مرافقي المرضى القادمين من المحافظات النائية يفتقرون للوعي الصحي والإلمام بأسس النظافة حيث يحملون الأمتعة ويضعونها على أسرة المرضى بما تحمله من جراثيم فالناس ليسوا كلهم بنفس الوعي وطبقات المجتمع تختلف بثقافتها ونظرتها للأمور التمريضية والطبية وكثير من المرافقين يظن نفسه أنه في فندق ويطالب بإيجاد سرير لينام عليه رغم أنه موجود هنا ليسهر على راحة مريضه وليس لينام .‏

وبدورنا نقول: إذا تقيد المرافقون بالتعليمات والتوجيهات للمحافظة على النظافة والنظام، فوجودهم في الوضع الحالي في ظل عدم توفر الكوادر الكافية قد يخفف العبء وذلك بانتظار أن ترفع مشافينا شعار «مشاف من دون مرافقين» فهل سيطول الانتظار؟!...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية