يشمل فترة النماء الإنساني من بداية العمر وحتى السنوات الأولى من المرحلة الابتدائية، ويربط مسارات تطور الطفل الجسمية والعاطفية والمعرفية.
جاء ذلك خلال افتتاحه أمس الملتقى الوطني الأول لرعاية الطفولة المبكرة تحت شعار (واقع وتحديات) مضيفاً إن رعاية وتربية الطفولة المبكرة هي أفضل مرحلة مساعدة لتأمين التوزيع العادل لفرص التعليم والنمو في الإطار الوطني، لذلك تأتي رعاية وتربية الطفولة المبكرة في صلب أولويات مقارباتنا للتنمية، كما يجب أن نرفع منزلة هذه الطفولة وتجلياتها في استراتيجياتنا الوطنية، وأن نرفع بدرجات مستوى المخصصات في الموارد البشرية والمادية المعتمدة حالياً لرعاية وتربية الطفولة، مضيفاً إن المركز الإقليمي لتنمية الطفولة يسهم على نحو مباشر في استراتيجية التعليم الوطنية التي نعمل عليها، ويستجيب للتحديات المطروحة في المنطقة.
وحول واقع الطفولة في سورية في ظل الأزمة؛ أشار وزير التربية إلى أن المستهدف الأوّل في سورية إرداةُ الإنسانِ، بل تدميرُ هذه الإرادة شأنَ الإرهابِ الذي يدمّرُ الحجرَ، ويبيدُ الشجرَ، وبالمقابل كانت لسوريّة قناةٌ لا تنكسرُ، وقوةٌ لا تنهزمُ، وثقةٌ بالانتصار لا تتردّدُ.
وأضاف ونحنُ في وزارةِ التربيةِ صامدونَ في خندقِ المقاومةِ الممجدةِ للطفولة، والمبدعةِ لها، والحاضنةِ لأحلامها وآمالها في غدٍ لا بدَّ سيكونُ مضيئاً، لافتاً إلى أن الطفولة صارت ضحية ثقافةٍ شائهةٍ ومشوِّهةٍ، ثقافةٍ تسلبُ الطفولةَ معناها، وتدفعُ بها إلى أتونِ العتمةِ فكراً، ووعياً، وسلوكاً، وتغدرُ ببياضها، وتلوّثه بالشعارات الزائفة، وترغمها على ما ليس فيها ومنها، كما لو أنّها، بل هي كذلكَ حقّاً، تبتكرُ طفولةً على هواها، بل أهوائها، وأوهامها، والزيف الذي ارتضته لنفسها، وإلى الحدّ الذي دفعت بها إلى حمل السلاح، والمشاركة في مواجهة كلّ عاشق للضوء، وكلّ مدافع عن سورية.
وأكد الوز أن هذه الثقافة لم تكتفِ بتشويه معنى الطفولة وقيمها فحسبُ، بل تجاوزت ذلك إلى تدميرها أيضاً، وليس بعيداً عن الذاكرة اللقاحاتُ الفاسدةُ التي أودتْ بحياة عشرات الأطفال السوريين من شمال ادلب، وكذلك مشاهدُ العبث برؤوس بعضِ رجال الجيش العربيّ السوريّ المدافعين عن سوريةَ الحضارةِ، سوريةَ التنويرِ، سوريةَ الوطن الباقي ما بقيتِ الحياةُ، لقد أصبحت ثقافة تغتالُ الطفولةَ، وتمضي بها إلى عالَم لا يعنيها، عالَمٍ ملوّثٍ بالقبح، والظلمةِ، والدماء، عالَمٍ لا أمنَ فيه ولا أمانَ، عالَمٍ مدجّجٍ بالفقر والجوع والحرمان. ثقافةٌ طاعنةٌ في عمائها بصراً وبصيرة، ثقافةٌ قاتلةٌ، وغادرةٌ، ومدمّرةٌ للحياة.
مبيناً أن ما أنجزته وزارة التربية فيما مضى من السنوات الجرحِ، نؤكّدُ انتماءنا إلى الحياةِ، إلى الطفولة الحقّ، إلى قيم الضوء، ونشاركَ زملاء أعزاء لنا في غير جهة رسمية وأهلية، وفي غير منظمة دولية، في تعزيز وعينا جميعاً بأهمية الطفولة، وفي ضرورة استعادة قيمها المهدورة، وفي تثمير وجودها الحقيقيّ والحقّ، وجودِها الذي يليقُ بها كما ارتضته السماءُ لها، وكما يجبُ أن تكونَ، وكما يليقُ بهذا الوطنِ أن يكون.
هذا ويتناول الملتقى رصداً لجميع البيانات والمعطيات المتعلقة بواقع الطفولة المبكرة في سورية وتوثيقها من خلال تقديم أوراق عمل من قبل الجهات المشاركة توضح المشاريع التي قامت بها في مجال الطفولة المبكرة قبل الأزمة وأثنائها، والمشاريع التي تخطط لها، ومناقشتها وصولاً إلى توصيات ومقترحات تساهم في وضع سياسات وبرامج للارتقاء بواقع الطفولة المبكرة . هذا وقد حضر الافتتاح الدكتورة كندة الشماط وزيرو الشؤون الاجتماعية وممثلون عن وزارات :/التربية - الثقافة - الشؤون الاجتماعية -الإعلام- الصحة - الأوقاف- التعليم العالي/ ومحافظة دمشق، ومنظمتي طلائع البعث والاتحاد النسائي، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات دولية في سورية /اليونسكو-اليونيسيف-الهلال الأحمر- الآغا خان /.كما يشارك في الملتقى ممثلون عن الأمانة السورية للتنمية، وهيئة التخطيط والتعاون الدولي، والهيئة السورية لشؤون الأسرة، ومنظمة آمال للمعوقين.