تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الثقافة في ذكرى إحداثها الـ 56 تخصص فعالياتها لليوم الوطني للمصالحة.. الحلقي:الثقافة باهتمامها بالفكر تشكل الحاضنة والحامية له.. خليل: استنهاض الإرث السوري بما فيه من جلال وكبرياء

دمشق - محافظات
سانا - الثورة
ثقافة
الإثنين 24-11-2014
شهدت أروقة ومسارح دار الاسد للثقافة والفنون في دمشق مساء أمس فعاليات احتفالية اليوم السوري للمصالحة الوطنية الذي اختارته وزارة الثقافة عنوانا لعيدها.

الاحتفالية بدأت بافتتاح رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي معرضا للفن التشكيلي جنبا إلى جنب مع معرض الهيئة السورية للكتاب ساهم فيه العديد من الفنانين الذين قدموا اطروحات بصرية لافتة لينتقل بعدها الحضور لمتابعة افتتاح ركن السينما في بهو دار الاوبرا.‏

وقدم مغنو وعازفو اوركسترا طلاب معهد صلحي الوادي مجموعة من الاغاني الوطنية بقيادة الفنان عدنان فتح الله واشراف المايسترو محمد زغلول حيث كانت ابرز الاناشيد التي قدمتها الاوركسترا اغنية راياتك بالعالي يا سورية.‏

واكد الدكتور الحلقي في تصريح للصحفيين ان هذه الفعالية انعكاس لحالة معافاة تمر بها البلاد ومؤشر على أنها تمضي باتجاه النصر بفضل تضحيات الجيش العربي السوري وان ما تضمنته هذه الاحتفالية التي تعيشها سورية بكل محافظاتها ومؤسساتها يعكس حضارة وثقافة سورية وينم عن انها في تنام وعطاء مستمر.‏

ولفت إلى ان وزارة الثقافة باهتمامها بالفكر تشكل الحاضنة والحامية له من الغزو الثقافي الذي أصبح ظاهرة تتجاوز الحدود وكل القيم التي تربى عليها الشعب السوري الذي عاش من خلال تمازج الثقافات والحضارات.‏

وشدد على ضرورة الاهتمام بكل ما تنتجه وزارة الثقافة وما تزرعه من قيم في هذا الجيل ولا سيما مع دخول الازمة في سورية عامها الرابع ومواجهة الغزو الثقافي والفكري التكفيري الدخيل على الشعب السوري وقال: أمامنا تحديات كبيرة وأمام وزارة الثقافة تحد كبير بشكل خاص لمواجهة هذا الفكر منوها بدورها في هذا المجال.‏

من جانبه قال وزير الثقافة عصام خليل في كلمته عندما تتعرض الامم لاختبارات المصير والوجود تستدعي مخزونها الثقافي بوصفه الاطار الاشمل والاعمق للتعبير عن شخصيتها وهويتها والاكثر قدرة على تحريض طاقتها وحيويتها للمواجهة.‏

واكد الوزير خليل ضرورة استنهاض الارث السوري العظيم بما فيه من حرية وجلال وكبرياء لمواجهة مشروع ظلامي تكفيري يهدد امن الينابيع واستقرار الغابات فنمتشق العقل ونشهر الثقافة دفاعا عن قيم و مشروع حضاري كان وما يزال ملهما للانسانية كلها بما فيه من سمو روحي وقدرة على التجديد والابداع.‏

واعتبر وزير الثقافة ان المشروع الثقافي قادر على ترسيخ وعي عام يستجيب لحاجاتنا المجتمعية ويوحد السوريين في مواجهة ما يتعرض له وطنهم ويجعلهم قادرين على تحقيق الانتصار وهنا كانت الاحتفالية يوما سوريا للمصالحة الوطنية لان الوطن بحاجة إلى ابنائه جميعا ليكونوا يدا واحدة في مواجهة الإرهاب والتطرف.‏

من جانبه اكد الدكتور جهاد بكفلوني مدير عام الهيئة العامة السورية ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية بناء على حوار منفتح وتنويري يقبل الاخر.‏

وبين بكفلوني ان مشاركة الهيئة العامة السورية للكتاب في الفعالية كانت عبر 650 عنوانا وهي كتب تعكس طبيعة عمل الهيئة فهناك قصص للاطفال والناشئة وكتب مترجمة عن اللغات الحية ومجموعات شعرية متنوعة وروايات وكتب عن الاقتصاد والسياسة وغيرها.‏

وقال الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب ان هذه الفعالية تؤكد ان مكانة الثقافة تبقى في الموقع الذي تستحقه وعندما يكون للثقافة هذه المنزلة في نفوس ابنائها فهناك تطور مهم.‏

واضاف جمعة عندما نحتفل اليوم بالثقافة السورية فنحن نحتفل بحضارة سورية التي لن تغيب عنها الشمس ونحن كلنا ثقة ان ثقافة التكفير لن تهزم ثقافة التنوير وثقافة المواطنة والانتماء إلى هذه الارض فهذه ثقافة متجذرة بالارض السورية و نجدها بهذا المكان البهي الذي يضج بالحياة والابداع.‏

الفنان والممثل كفاح الخوص قدم بدوره مشاهد مسرحية وفق اسلوب الحكواتي تضمنت العديد من الرؤى والعبارات الشعرية والزجلية التي تدعو للتمسك بسورية الوطن وبأشجار وحجارة كل مدينة وبلدة وقرية من هذه الارض التي كانت وما زالت مقصدا للفن والفنانين والمثقفين من كل بقاع العالم حيث تخللت هذه المونودراما فقرات فنية وموسيقية ولوحات راقصة صممها الفنان معتز ملاطية لي عن سيناريو واخراج الدكتور تامر العربيد.‏

وواكبت الفرقة السيمفونية الوطنية هذا الحدث المميز حيث قدمت مقطوعات موسيقية عالمية بقيادة الفنان المايسترو ميساك باغبودريان.‏

وشاركت مجموعة من الفنانين بتقديم فقرات شعرية وراقصة احتفاء بيوم الوزارة التي قدمت على مدى اكثر من نصف قرن منتوجا ابداعيا راقيا على صعيد الفنون كافة ولا سيما في مجال اصدار الكتب والفنون التشكيلية والعروض المسرحية والسينمائية اضافة لدورها التنويري في تكريس الثقافة كنمط حياة في المجتمع السوري المعاصر.‏

حضر الاحتفالية أمين عام حزب الاتحاد الاشتراكي العربي صفوان قدسي والامين العام لحركة الاشتراكيين العرب أحمد الاحمد وعضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور خلف المفتاح رئيس مكتب الاعداد والثقافة والاعلام القطري ووزراء الاعلام عمران الزعبي والشؤون الاجتماعية الدكتورة كندة الشماط والدولة لشؤون المصالحة الوطنية الدكتور علي حيدر ومعاون وزير الخارجية والمغتربين الدكتور حامد حسن وعدد من رجال الدين ورؤساء النقابات والاتحادات والمنظمات المهنية والشعبية وأعضاء مجلس الشعب وحشد من الفنانين والادباء والمفكرين والمدعوين.‏

وبهذه المناسبة خصصت مديريات الثقافة في المحافظات نشاطاتها وفعالياتها التي أقامتها أمس للاحتفال باليوم السوري للمصالحة الوطنية وذلك بمشاركة فعاليات سياسية وحزبية وثقافية ورجال دين.‏

فقد أقامت مديرية ثقافة حمص بهذه المناسبة ندوة حوارية شارك بها مدير أوقاف حمص عصام المصري وعضو مجلس الشعب خالد العبود والأب زهري خزعل عضو لجنة المصالحة.‏

وأكد عبود أن المصالحة الوطنية هي معادلة مجتمعية وليست سياسية وأن على السوريين ألا يخطئوا فيها ويجب المحافظة على تاريخ المنطقة من خلال الإصرار ثقافيا ومعرفيا على هذه المعادلة.‏

وقال العبود إن الدولة هي من رفعت أولا شعار المصالحة لكن البعض فهمها على أنها سياسية وآخرون على أنها مجتمعية علما بأنها ذات دلالة كبيرة وموضوعية مشددا على ضرورة إعادة تكريس ثقافة المواطنة وتعويم مصالحة وطنية تصوغها الدولة لا فريق بعينه مع ضرورة التفريق بين مؤسسات الدولة والمؤسسات الحزبية لأن التفريق مكون طبيعي والمجتمع يصنع نفسه بنفسه.‏

بدوره دعا مدير أوقاف حمص إلى الاستفادة مما تزخر به من كتب الثقافة المعتدلة البعيدة عن التطرف مؤكدا أن أزمتنا أزمة أخلاق وثقافة وأن جميع المذاهب هي مدارس في الدين المعتدل والأخلاق ولاسيما الإسلام الذي ليس فيه تعصب للمذهبية .‏

من جهته تحدث الأب خزعل عن ضرورة العودة للأفضل مما كنا عليه وأن نستبشر جميعا بانتهاء الأزمة بأقرب وقت موضحا أن مفهوم التسامح هو مفهوم قوة وليس مفهوم ضعف .‏

وركز خزعل على ثلاثة محاور أولها المصالحة مع الذات لكل من يؤمن بالله وبسورية وبالإنسانية وثانيها المصالحة مع الله الذي وهبنا عقلا نزن به الأمور ونميز بين الخير والشر وثالثها المصالحة مع الآخر وعدم إلغائه لأنه يكملنا .‏

وأكد مدير ثقافة حمص معن ابراهيم أن المصالحات الوطنية هي الحل الأنسب والأنجع للخلاص من الأزمة لأنها تستطيع أن تكون حلقة ترابط جماهيري واجتماعي وفكري يحقق الأمن والسلام وتسهم بالوقوف صفا واحدا في وجه المؤامرة الكبرى التي تحاول النيل من وحدة وصمود الشعب السوري.‏

وفي محافظة حلب أقامت مديرية الثقافة ندوة حوارية بعنوان المصالحة الوطنية وأهميتها في تعزيز الوحدة الوطنية لفت فيها عضو قيادة فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي عضو لجنة تسوية أوضاع المطلوبين علي حاج كلبون إلى اهمية المصالحة الوطنية وأهدافها موضحا أن الوحدة الوطنية هي إجماع كافة أطياف المجتمع تحت مظلة القانون وعمل هذه الأطياف ضمن مؤسسات دستورية لتحقيق الأهداف العليا للأمة.‏

وأشار مدير الثقافة حسن عاصي الشيخ إلى أنه لا يمكن تحقيق الوحدة الوطنية دون وجود أرضية ترتكز على المصالحة الوطنية وتنمية الشعور بالمواطنة الذي يتوجب ربطه بالعدالة والمساواة واحترام الأشخاص.‏

وتركزت الندوات التي أقيمت أمس في المراكز الثقافية في مدينة السويداء وشهبا وصلخد وبلدات القريا وقنوات والمزرعة والغارية وذيبين ولاهثة والصورة الصغيرة بمناسبة الذكرى 56 لإحداث وزارة الثقافة حول أهمية المصالحة الوطنية ودورها في مواجهة الإرهاب والتصدي للمؤامرة على سورية وتجاوز الأزمة الراهنة.‏

وقد أكد أمين فرع السويداء لحزب البعث العربي الاشتراكي شبلي جنود أن جهود المصالحات الوطنية مستمرة بالتوازي في محاربة الإرهاب والإرهابيين ونهجهم الوهابي التكفيري لافتاً إلى أن حماية الوطن والدفاع عنه مسؤولية وطنية تتطلب من الجميع تعزيز اللحمة الوطنية ودعم الدور الوطني للجيش العربي السوري.‏

وبين رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بالسويداء الدكتور فايز عز الدين أن الحرب الكونية التي شنت على سورية تستهدف النيل من مكونات المجتمع السوري وإبقاءه في علاقات ما قبل الدولة وتفتيت بنيته السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتخريبها داعياً إلى ضرورة الحفاظ على التجانس والتنوع الاجتماعي والعقد الثقافي والحضاري في سورية لمواجهة ثقافة العنف والتفتيت والطائفية.‏

وأشار عضو الهيئة التدريسية في جامعة دمشق الدكتور عادل الحرفوش إلى تجربة المثقفين في تحقيق المصالحة الوطنية لإيقاف الحرب على سورية التي شملت كافة الشرائح المحلية الرسمية والشعبية الفاعلة مبينا أن كل فرد من أفراد المجتمع يمكن أن يساهم في تحقيق المصالحة انطلاقا من موقعه كي يبقى الوطن رائدا في العيش المشترك حاضرا ومستقبلا.‏

وفي محافظة حماة افتتحت مديرية الثقافة أمس معرضا تشكيليا تحت عنوان تمازج الخبرات الفنية بين الأجيال وذلك في صالة الأسد للثقافة والفنون.‏

ولفت مدير ثقافة حماة عيسى حمود إلى أن الهدف من اقامة هذا المعرض هو فتح المجال امام الفنانين لتبادل خبراتهم الفنية والتشكيلية والتعرف على الهموم والمشكلات والآفاق المشتركة موضحا أن المعرض مستمر لمدة أسبوع.‏

وفي محافظة طرطوس أقامت مديرة الثقافة بالتعاون مع المركز الثقافي العربي بالمدينة محاضرة للإعلامي رفيق لطف تحت عنوان المصالحة الوطنية … دورها وأهميتها .‏

وبين لطف أن المصارحة هي الأساس والخطوة الأولى بالمصالحة ليعود أبناء سورية الذين ضللوا إلى حضن الوطن مؤكدا أن المصالحات التي بدأت تنتشر بمعظم المناطق السورية تسهل وتعزز عمل الجيش العربي السوري لأنها قربت وجهات النظر وبينت الحقائق للناس.‏

وأشار لطف إلى نجاح الكثير من المصالحات الوطنية بالمحافظات السورية وخاصة في حمص مؤكدا أن ملف المخطوفين هو أولوية للدولة وتعمل عليه بقوة وحكمة.‏

وافتتح فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بطرطوس على هامش الفعالية معرضا للفن التشكيلي والنحت ضم حوالي 55 لوحة ومنحوتة لأكثر من 30 فنانا.‏

ولفت رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين بطرطوس علي حسين إلى أن اللوحات ذات طابع انساني تتحدث عن الطبيعة والتراث والمرأة.‏

وبين الفنان التشكيلي والنحات محمد حمود أنه شارك بأربع منحوتات وست لوحات زيتية تتحدث عن الأمومة والتراث والثقافة مؤكدا أهمية هذه المعارض كونها رسالة للعالم تثبت صمود سورية رغم الأزمة التي تمر فيها.‏

وقال الفنان التشكيلي محمد العتال إنه شارك بلوحتين تتحدثان عن الشهيد والمقاومة مبينا أهمية إقامة المعارض الفنية لما لها من دور بإفساح المجال للفنان للتواصل مع الجمهور.‏

وفي محافظة درعا أقامت مديرية الثقافة ندوة حوارية حول المصالحة الوطنية بعنوان سوا نحافظ على وحدتنا الوطنية وتراثنا ومستقبل بلدنا وذلك على مدرج كلية التربية في جامعة دمشق فرع درعا.‏

وقال الأب جرجس رزق راعي كنيسة سيدة البشارة في درعا إن كل المحرمات وقعت باسم الدين لتفكيك الدولة حيث جهلة يقودون جهلة مضيفا إن على كل السوريين أن يعترفوا بأنهم سوريون فقط لأن الغرب لعب منذ عشرات السنين على وتر الأديان بهدف إفراغ المنطقة من المسيحيين ودليل ذلك ما حدث ويحدث في فلسطين والعراق والآن في سورية.‏

وتطرق الدكتور ابراهيم المصري عميد كلية الآداب في جامعة دمشق فرع درعا إلى دور المصالحة الوطنية في الانطلاق إلى المستقبل مؤكدا أن الآخرين بحثوا عن أرض للمعركة غير أرضهم وعن دماء تنزف غير دمائهم فاختاروا منطقتنا مشيرا إلى أن أكثر ما نحتاجه اليوم هو الإنسان الناقد وأن يمتلك الجميع القدرة على المحاكمة العقلية لما يحدث.‏

وفي محافظة إدلب افتتح المحافظ الدكتور خير الدين عبد السيد وأمين فرع إدلب لحزب البعث العربي الاشتراكي عبد السلام الأحمد فعاليات وأنشطة يوم الثقافة السورية التي أقامتها مديرية الثقافة في صالة المركز الثقافي بالمدينة.‏

وأكد السيد أهمية الاحتفالية لتعزيز رسالة التسامح والأخوة والمصالحة الوطنية من أجل أن تعود سورية كما كانت دائما بلدا واحدا وشعبا واحدا.‏

وحيا المحافظ خلال كلمته تضحيات الجيش العربي السوري الباسل الذي يدافع عن الأرض والكرامة ووحدة التراب من أجل أن تعود سورية أكثر منعة وصمودا.‏

وبين مدير الثقافة عدنان مخزوم أن فعاليات الاحتفالية تتضمن محاضرات وبرامج متعددة بمشاركة باحثين ومتخصصين وأكاديميين وتستمر لمدة يومين من خلال لقاءات حوارية ونقاشات متعددة.‏

وفي محافظة اللاذقية أقامت مديرية الثقافة ندوة بعنوان المصالحة الوطنية ودورها في تعزيز الوحدة الوطنية ومكافحة الإرهاب شارك فيها الشيخ زكريا سلواية مفتي اللاذقية والأب الدكتور أسبيريدون فياض والشيخ محمد رضا حاتم وذلك في دار الأسد للثقافة.‏

وأكد الشيخ سلواية أن شعب سورية عبر التاريخ جمعته المحبة والأخوة والإنسانية ولم يعرف عبر تاريخه الاقتتال الطائفي ولا العرقي ولا المذهبي وهو ما يعبر عنه اليوم خلال هذه الأزمة حيث لم يستطع الأعداء اختراق ما تربى عليه السوريون عبر الدهور لأن الهدف من الأزمة كان تدمير سورية وتخريبها والإساءة للدين فصدروا إليها مصطلحات غريبة عن تاريخها وتراثها وأرادوا لها حرية بلا ضوابط وديمقراطية بلا أخلاق حيث مورست السرقة باسم الثورة .‏

وأشار الأب فياض إلى أن أبناء سورية عبر التاريخ كانوا يمثلون التنوع الحضاري والقومي والثقافي والديني حيث يتمتع الشعب السوري بخليط من المكونات الدينية والاجتماعية والثقافية وقال إن سورية ورثت النصيب الأكبر من آثار التاريخ ما جعلها عرضة للأطماع الخارجية عبر مؤامرة تم تحضيرها في الخارج بهدف السيطرة على منابع النفط ومنع وجود أي كيان وحدوي مقاوم للمشروع الاستعماري وتكريس إسرائيل كذراع متقدم وجسر عبور لهذا المشروع إضافة إلى تصاعد المد الأصولي الذي يوقظ العصبيات والأحقاد.‏

ودعا الشيخ محمد رضا حاتم إلى الابتعاد عن الانتماءات الضيقة على حساب الوطن والابتعاد عن طغيان الفكر الفردي على حساب المؤسسات الوطنية وتعزيز ثقافة المؤسسات والبحث عن الكفوئين وتعزيز الوطنية بشيوع الحالة الثقافية.‏

كما ركزت الندوة الحوارية التي أقيمت في المركز الثقافي العربي بجبلة على أن طريق المقاومة بقيادة الجيش العربي السوري والمصالحة الوطنية عبر الحوار خطان يتقاطعان في نقطة واحدة هي المصلحة العامة في عودة سورية للأمن والأمان.‏

واستعرض العميد عادل دندش تاريخ النضال السوري الذي حمل هم العروبة والقضايا العربية على مر التاريخ حيث كانت دمشق خلاله محط أنظار المحتلين وبقيت صامدة إلى يومنا هذا ولا زالت تقاوم وستبقى بصمود جيشها وشعبها مشيرا إلى أهمية بناء الإنسان بدءا من العقل وصولا إلى العقيدة.‏

وأكد الدكتور فراس عبد الحليم أهمية المواطنة وضرورة رفع سويتها في الوقت الحالي ما يتطلب جهودا جبارة لإعادة البناء على أسس متينة بحيث تتحصن سورية بأبنائها على المدى البعيد.‏

وخلصت الندوة بنتائج تؤكد أهمية الحوار والمصالحة الوطنية وضرورة تفعيله لتجنيب سورية الدمار الذي أراده الغرب.‏

حضر الندوة عدد من الأدباء و المفكرين ومدير المركز الثقافي بجبلة محمد علي الذي أدار الحوار.‏

وفي محافظة دير الزور أكد المشاركون في ندوة المصالحة الوطنية ودورها في تعزيز الوحدة الوطنية التي أقامتها مديرية الثقافة في مدرج كلية الزراعة بجامعة الفرات أهمية المصالحة الوطنية في حل الأزمة في سورية ومواجهة الحرب الكونية التي نتعرض لها وذلك من خلال الوعي بأبعاد هذه الحرب وأهدافها ومحاربة الإرهاب والدول الداعمة له.‏

ولفت كل من محافظ دير الزور محمد قدور العينية وأمين فرع دير الزور لحزب البعث العربي الاشتراكي حمادي الحساني خلال مداخلتهما في الندوة إلى جهود لجنة المصالحة الوطنية في تصحيح وضع من غرر بهم وعادوا إلى وطنهم يدافعون عنه مؤكدين أن المصالحة الوطنية لن تكون مع الأعداء الإرهابيين الذين يدمرون الوطن ويقتلون الأبرياء بل هي تصحيح وتسوية أوضاع بعض المواطنين.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية