|
|
بمناســــبة صـــدور الأعمــــــال الكاملــــــة.. قمـر كيلانـي.. أبحـرت في عالم المـرأة.. فأبدعـت.. ثقافة
قمر كيلاني أديبة قصصية، روائية قدمت فيضا من المجموعات القصصية والروايات حتى اصبحت احدى أهم الروائيات العربيات في سورية. جعلت قمر كيلاني المرأة محور ابداعها الروائي لأن الرواية تتيح لها بمساحتها المفتوحة أن تعرض بحرية رؤيتها للمرأة العربية كما هي في الواقع، أوكما تريدها أن تكون، فاهتمت بالشخصيات النسائية وأسندت اليها البطولة المطلقة في رواياتها كلها، وحملتها افكارها ومشاعرها ودخلت نفوس بطلاتها لتخرج مكنوناتها، فكانت معظم شخصيات رواياتها نسائية حتى لتكاد تحتل مساحة الرواية كلها تقريبا، وظل الرجل عاملا مساعدا على تطور الشخصية النسائية سلبا أوايجابا، وكأنها بهذا الاهتمام الكبير بالمرأة تعيد اليها مكانتها المهدورة روائيا. وقالت في ذلك: يقول النقاد إن أغلب شخصياتي الروائية هن من النساء، هذا لم أكن اتعمده قط، ولم أفكر فيه، ولكنه جاء هكذا، وأنا لا أنفي هذه النظرة أوالمقولة وإنما أعني أن العمل الابداعي يفرض نفسه، وأنا... ألست امرأة وأقدر على تقصي مشاعر المرأة وتوجهاتها والحكم على تصرفاتها في الرواية.. بل ألست الاقدر على فهمها ووضعها في مكانها المناسب؟. في روايتها «بستان الكرز» تعالج الكاتبة الحرب الاهلية اللبنانية معالجة أدبية تخلط فيها السياسة بالفكر والواقع بالخيال، كما تستخدم الاسقاط والاستبطان تارة والمباشرة والخطابية تارة اخرى. بطلة الرواية فتاة جامعية برجوازية، أبوها رجل أعمال مسلم وأمها من أسرة مسيحية مرموقة، جميلة ومثقفة ترتبط بعلاقة حب مع زميلها الفلسطيني في الجامعة «سامي». حددت الكاتبة تاريخ وقائع الرواية ومكانها وطبيعة المرحلة التي عاشتها البطلة في افتتاحية الرواية فبدأتها بقولها: «الحر يسقط في شوارع بيروت مع القلق، إنه شهر تموز والعام 1975 والتوتر يخفق في الهواء، سونيا وسامي لم يعودا قادرين على أن يلتقيا «. ومن روايتها الهودج نقتطف: «ولكن حلم الهودج قد ضاع يا حسن، ضاع إلى الابد، لم يضع شيء يا حبيبتي، الهودج هنا في اعماقنا، في قلوبنا، في نفوسنا... هل تظنين أن أماني شعب يمكن أن تضيع هذا بين دخان وغبار وترويع وتخويف، نحن أمة اصيلة يا نوف، لتكن ثقتنا بهذه الأمة كبيرة على قدر أصالتها». هذا الحوار يمثل الصراع بين الأمنية المشروعة وقوى الاحباط، هذا الصراع هومحور الرواية، فالهودج ببعيره هورمز الامنية، رمز المحاولة للنهوض من هجمة العبودية التي طالت، بينما يقف السيد المطلق عن كثب في وجه عثماني وبريطاني تارة وثوب العنصرية مرة اخرى، في صورة الفقر حينا والجهل حينا آخر. المجلد الأول من الاعمال الكاملة يقع في 744 صفحة من القطع الكبير وهومن اصدار الهيئة العامة السورية للكتاب 2014، ضمن سلسلة الاعمال الكاملة، وهذا المجلد في اهدائه تقول الاديبة: «إلى الذين امطرتني عيونهم حنانا، وأنا على ارض الغربة، إلى اصدقائي في المغرب وهم قلة، إلى الانسان الحقيقي في اعماقهم... في اعماق كل منا».
|
|||||||||||||||||||||||||||
