لا تخلو من الوقاحة أحيانا هذه الحياة وهذا السلوك بمسبار غير نظيف لخلق نوع من التشويق لدى المتفرج المتعطش لمعرفة التفاصيل الشخصية بما تتضمنه من المغامرات الطائشة اجتماعيا.
ينزع البرنامج ورقة التوت عن جسد ضيفه ويعرضه لشتى المساءلات,فيتركه نهبا للدموع أو الإحراج أو الصراخ أو الخروج على الأدب!!.
يحدث أحيانا أن يتبرع شخص منافق عضروط صغير كالدبوس بسرد تفاصيل عمله الفني فيستغرق في السرد.. يذكر الوقائع والأسماء وردود الأفعال, ويضيف ما يشاء من التوابل-أيضا للتشويق- كي يجرد من يتحدث عنه من ثيابه-وأحيانا- من حيائه...وأخلاقه.
وقبل أن ينهي فنجان قهوته واعداً بالمزيد من الإثارة يطالب الحضور بسرية روايته وأمانة المجالس ثم يمضي إلى مكتب بطل الواقعة ليخبره أن الشباب ينصبون له فخا... أو يرمون في طريقه قشرة موز أو يبرون له خازوقا سيجعله يطير عن كرسيه الهزاز كرقاص الساعة!!.
ويحدث لأحدنا-أحيانا- أن يصدق أن الهامش المتاح حقيقي وليس خلبيا أو انتقائيا فيبادر بإخلاص إلى قول ما يشبه الحقيقة فتنصب له الأفخاخ.
يحاول أن يؤكد-مرة بعد مرة-أن العبث بمقدرات الموقع-أي موقع- وأن انتفاخ المدير-أي مدير- حد الانفجار وأن الانتهازية المتفشية حد البكاء ولعق ....مسائل تضر بالمصلحة العامة وتهدد بانتشار أوبئة ليس من السهل مكافحتها إن تمكنت من النفوس والأجساد ...ولكنه يصطدم برغبات إدارية تمنعه من الإدلاء بشهادته فيصبح ...فقط!
لأسباب مدرائية يتغافل بعضنا عن القول المناسب في الرجل غير المناسب وربما لأسباب تتعلق بوحدة المصير... وتدرج في خانة المشاركة الوجدانية يمتنع هذا البعض عن التصريح مكتفيا ...بملامسة الأشياء من بعيد!!
ويحدث غالبا أن ننحني ونقبل بتهديدات وإغراءات هذا المدير أو ذاك حفاظا على لقمة العيش أو مراعاة لهيبة الموقع أو خضوعا لأوامر المسؤول فيعم ...الطاعون.
ولأن لكل منا قلبا واحدا معرضا للاحتشاء أو السكوت التام ولأن أحدنا مكشوف الظهر أمام كل الرياح باستمرار لأنه مجرد قشة ....يصبح وللحفاظ على السلامة والنوع,اللجوء إلى ( أبغض الحلال) هو الممر الإجباري ..للنجاة.
ولأن ما يحدث أحيانا أو غالبا لا بد أن يحدث-مع الوقت- دائما تصح القاعدة الشرعية التي تقول:( معاملة بمعروف أو تسريح بإحسان) هي الفيصل في الخلاف الزوجي-المهني,ويصبح كسر الدف ومغادرة الغناء فرض عين لا فرض كفاية...وكفاية..وتوبة!.