تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دراما (العريس) بأبيضها وأسودها.. سيرة الأرشيف .. الإسعافي وبعد

فضائيات
الخميس 10/5/2007
ماهر منصور

-1- سأبدأ هكذا:فاض يوم السادس من أيار, بما حملته السهرة التلفزيونية (العريس), التي بثتها الفضائية السورية في اليوم ذاته,‏‏

من أسئلة مبهمة وغريبة, ربما كان أكثرها إلحاحاً, إشارة استفهام حائرة لصديق عزيز, سألني: (لماذا يصر دوماً يوم السادس من أيار أن يفاجىء العاملين في التلفزيون ويأتي في السادس من أيار..?!).‏‏‏

قلت: (ربما كي لا يفاجئهم إن جاء في غير موعده, وعندها ستنهض الحجج لتقول إن الحق على شهر أيار, وإن برامجنا كانت على أهبة الاستعداد لو أنه جاء بموعده).‏‏‏

‏‏‏

أما وقد جاء أيار هذا العام في موعده, وفعلها كعادته وفاجأ الجميع, فلا بديل من سيارة الارشيف الاسعافية, وما يتكرم به قسم الترويج على عجل من بروموشينات مناسباتية, وعبارة خجولة تلتصق تحت لوغو الفضائية تشهد أن اليوم هو يوم الشهداء.‏‏‏

-2-‏‏‏

سهرة (العريس) التي انتشلتها الفضائية السورية من زمن أبيض وأسود بدت جاهزة دوماً للمناسبة, تختبىء في أشرطة الارشيف ولا تخرج منه إلا في عرس الشهداء, وما صنعوه من مجد للبلاد في تشرين, إلا أن سؤالاً بدا ملحاً أيضاً ينهض في كل مرة ننفض الغبار عنها: ألا تستحق المناسبة بكل ما تحمله من الخصوصية السورية أن تكرس لها الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون ومديرية الإنتاج التلفزيوني العتيدة فيها, سهرة تلفزيونية كل عقد من الزمان على الأقل لتخليد المناسبة..?!‏‏‏

السؤال على هذا النحو سيترك الأبواب مشرعة على مناسبات أخرى, ندرك أن أرشيف التلفزيون لن يكون قادراً على سد احتياجاتها في كل مرة, وإذا كانت مديرية الإنتاج التلفزيوني ممثلة بمديرها عماد ياسين قد أدركت النقص الحاصل بدراما الجولان المحتل فسارعت لسده بالإعلان عن مسابقة في هذا الخصوص, فترى كم من المناسبات ستنتظر من يدركها قبل أن تداهمنا على نحو مفاجىء في وقتها..?!‏‏‏

‏‏‏

-3-‏‏‏

بالعموم حملت سهرة (العريس) بأبيضها وأسودها كثيراً من ذكريات جميلة أيضاً, ولاسيما ذلك العبق الحقيقي للفن الدرامي السوري, يوم كانت الدراما وصناعتها أكثر إخلاصاً للخصوصية السورية, جمهوراً وشاشة وقضايا محلية.‏‏‏

فكان في سهرة (العريس) معنى الفن للفن الذي لم نعد نفهمه اليوم, وفي السهرة أيضاً كانت حكمة (من فات قديمه..) تذكرنا بنجوم الأمس إذ نغيبهم عن شاشاتنا أحياء وأمواتاً.‏‏‏

وفي عبق الذكريات, كما حملتها سهرة (العريس) كانت استعادة جميلة للفنان الكبير المرحوم صلاح قصاص, وسؤال عن جيل الرواد من الفنانين في أي ركن مهمل من حياتنا نسيناهم..?!‏‏‏

وفي سهرة (العريس) كانت ذكرى لطيفة لا تخلو من غصة الفقد للراحلة عن حياتنا قبل قليل الفنانة هالة شوكت, مع سؤال رحيلها الذي غاب عنه نجوم الدراما.‏‏‏

-4-‏‏‏

عند هذا الحد تنتهي فضيلة من إعادة بث سهرة (العريس) بالأبيض والأسود في ذكرى يوم الشهداء عام ,2007 لتعود بعدها إلى علب الأرشيف, تنتظر أن يفاجئنا يوم السادس من أيار في السادس من أيار, وحينها لن نجد بديلاً من نفض الغبار عنها, وإحيائها مجدداً على شاشتنا على أنها احتفالنا السعيد بذكرى عيد الشهداء وأمجادهم.‏‏‏

الحكاية ليست حكاية تقصير اليوم, الحكاية سيرة تقصير طويلة عاشها التلفزيون, ما زال حتى الساعة يتخبط بآثارها, ربما هي دعوة للإدارة, بكامل مفاصلها, أن تتخذ قرارها الجريء بوضع نقطة آخر سطر التقصير, لتبدأ العمل مجدداً على طريقة (رأساً على عقب), وإلا فإن التلفزيونات الناشئة ستغلب التلفزيون السوري المخضرم وبالضربةالقاضية.‏‏‏

manmaher@hotmail.com‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية