وأشار الدكتور بلال في حديث خاص لقناة (المنار) الفضائية امس ان لا سورية ولا ايران قبلتا التعليمات ولا الأوامر الآتية من وراء الاطلسي وعملتا حسب ما تقتضيه سيادة كل منهما.
وحول لقاء وزير الخارجية وليد المعلم مع كونداليزا رايس قال الدكتور بلال ان الاجتماع كان هاماً وصريحاً لدرجة لافتة وتحدث حول الوضع في العراق والعلاقات الثنائية خاصة السياسية وتبادل وجهات النظر منوهاً الى ان رايس كانت متجاوبة خلال اللقاء والحوار وهذا لايعني ان اختراقاً كبيراً حدث في علاقة البلدين او عهداً جديداً بل هناك نافذة فتحت وبداية لحديث وحوار مباشر قد حصل.
واضاف وزير الاعلام ان سورية دائما تطرح الحوار بدل التوتر والتهديد وموضوع تجاوز الشعوب والمنطق والشرعية يمكن ان يحدث ويسلب لفترة ولكن لايستمر.
ونوه الدكتور بلال الى اننا في سورية نتحدث الى الناس دوما بلياقة وتهذيب والاخرون اذا كانوا يتحدثون بلغة القوة والقنابل هذا أمرهم ولكن نحن منذ آلاف السنين تربينا على قيم واسلوب في التعامل مع الناس وهذه الآداب تدرس منذ الصغر ونستمر بممارستها . مشيرا الى ان الادارة الاميركية ادارة صعبة يتملكها المحافظون الجدد ووضعهم ومنطقهم منطق التعالي على الناس والشعوب حتى مع حلفائهم الاوروبيين. الولايات المتحدة في ورطة كبرى في العراق ووصلوا الى الحائط المسدود وفشل حقيقي لايعترفون به.ونحن على كامل الاستعداد ان نقدم مساهمتنا من اجل العراق وليس ارضاء لاحد آخر, ونحن مع خلاص العراق وانقاذه من الاحتلال ولذلك نطالب بجدولة انسحاب القوات الاجنبية منه وهذا الطرح لاقى صدى في واشنطن من خلال دعوات الديمقراطيين وحتى الجمهوريين.
من جهة ثانية سلطت الجلسة الحوارية الاعلامية التي عقدت في مبنى التلفزيون أمس الضوء على الوضع في المنطقة ومستجدات الاحداث فيها وصوابية الموقف السوري في التعامل مع التحديات التي يتعرض لها العرب جميعا وخدمة المصالح القومية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وتحدث الدكتور محسن بلال وزير الاعلام عن دور الاعلام واهميته في معركة الامة لمواجهة التحديات التي تحيط بالمنطقة.
كما تحدث الاعلامي بلال الحسن عن مؤتمر شرم الشيخ حول العراق وفوز نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية الفرنسية وتاثير ذلك على القضية الفلسطينية والقضايا العربية.
وأشار الحسن الى أن الادارة الاميركية الحالية غير جاهزة للتسوية في منطقتنا وأن موقفها من مبادرة السلام العربية كان قاطعاً وجازماً بعدم التعامل معها مشيراً بذلك الى موقف وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الرافض للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس بذريعة الأزمة في اسرائيل.
وأضاف الحسن حول مؤتمر شرم الشيخ: لو دققنا في جوهر المؤتمر المذكور لوجدنا أنه يطبق حرفياً توصيات لجنة بيكر هاملتون التي رفضها بوش في البداية ثم عاد واقرَّ بها وقال إنه سوف يتعامل معها في دلالة واضحة الى أن البيت الأبيض يريد مخرجاً لمأزقه في العراق ولكن بشكل يحفظ لأميركا مصالحها وترتيباتها الأمنية والسياسية والعسكرية في العراق.
وحول الانتخابات الفرنسية قال الحسن إن فوز ساركوزي ستكون له نتائج سلبية على المنطقة العربية لأنه أكد على علاقات مميزة مع اسرائيل والولايات المتحدة ولأنه يستند الى قوى سياسية واقتصادية لها ارتباطاتها المصلحية مع فريق المحافظين الجدد في الولايات المتحدة.
وشهدت الجلسة الحوارية مداخلات تناولت العديد من القضايا العالقة في المنطقة وصورة الوضع الاقليمي والدولي ودور الاعلاميين في الدفاع عن القضايا العربية وايصال الصوت العربي إلى الرأي العام المحلي والعربي والدولي.
وأوضح الدكتور بلال أن الاولويات لسورية استعادة الجولان المحتل كاملاً الى السيادة السورية وانسحاب اسرائيل الى خط الرابع من حزيران .1967
واكد الدكتور بلال ان سورية لا تستجدي أحداً ونحن نعرف حقوقنا ونعرف الطريق لاستعادة حقوقنا ونحن بصدد انتزاع هذه الحقوق اما سلميا وبالتفاوض حسب قرارات الشرعية الدولية او عبر المقاومة التي تؤدي لتحرير الارض.
واشار الدكتور بلال الى ان الولايات المتحدة الاميركية قد تخلت عن دورها كراع في عملية السلام وقادت الحرب في المنطقة تحت عنوان الحرب على الارهاب, وتحاول بشكل دائم لصق الارهاب بالاسلام.
وحول ماتشيعه بعض وسائل الاعلام حول العلاقة السورية الايرانية قال الدكتور بلال ليس هناك اي توتر او امتعاض واللقاء الذي جمع وزيرا خارجية البلدين مع رايس لايرقى الى مستوى التحدث به كاختراق ويحق لكلاينا ان يقدم تحليلات عن خطوة اوضح وهذا لا يمكن ان يغير من العلاقات الاستراتيجية العميقة بين البلدين والشائعات الاعلامية هي محاولات لغمز من تلك العلاقة وهي مغرضة لا وزن أو أثر لها على ارض الواقع.
وحول الوضع في لبنان اكد الدكتور بلال أن سورية مع لبنان الواحد السيد المستقل ذي الوحدة الوطنية التامة ونحن باعتزاز وعلانية مع المقاومة الوطنية اللبنانية الشريفة سياسياً واعلاماً وعاطفياً.
وأضاف الدكتور بلال نحن معنيون بوحدة لبنان وباجماع الشعب اللبناني ولا يمكن لسورية أن تدخل باسم شخص الرئيس اللبناني إلاّ اذا دعيت من كل اللبنانيين للمساهمة بالحل العام الشامل.
وحول مبادرة السلام العربية قال الدكتور بلال: ان المبادرة تحظى باجماع عربي وتم التأكيد عليها في قمة الرياض مشيراً الى ان سورية اختارت طريق السلام العادل والشامل في المنطقة المبني على قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام.
وأكد الدكتور بلال ان الوحدة الوطنية السورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد ورؤيته الثاقبة والتفاف شعبنا حول قيادته السياسية هي كانت السلاح الأمضى في وجه التحديات وقد تجاوزت سورية الاعصار وتجاوزت النوايا التي كانت تريد بها شراً, والآن الكل يريد مشاركة سورية بالحلول في المنطقة.