وأشار الدكتور أديب عقيل إلى هموم المثقف العربي ووضعه وأهمية دور الإعلام في تعزيز القيم الثقافية من خلال توظيفه بالشكل الصحيح وضرورة العودة والنهوض بالواقع الثقافي ولاسيما بعد الدور الذي قامت به بعض القنوات الإعلامية من تضليل وتحريض وتزييف للحقائق وآثارها السلبية التي تجلت في إعلاء قيم المصلحة الفردية على المصلحة العامة وتدمير عقول الجيل الشاب والناشئة ومحاولة إلهائهم بالعلاقات الاجتماعية والترفيهية، ايقاظ النعرات الطائفية والإقليمية الضيقة وتمزيق الهوية الوطنية، خلق شخصية انعزالية, ازدياد ظاهرة العنف والعدوان.
ودعا عقيل لمواجهة ذلك وانه لابد من وجود إعلام عربي يؤكد على ثقافة مجتمعاتنا العربية وقيمها ويحاول النهوض بالوعي والتراث الشعبي ووجود قنوات فضائية ذات سياسة مدروسة والاهتمام بالتقنيات والتكنولوجيا الحديثة لرفع سوية الإعلام العربي والاستعانة بالخبراء من علم النفس والاجتماع والإعلام لمواجهة الإعلام المعادي الخطير الذي نعاني منه اليوم يساوي ماعانيناه من مخاطر كل الاستعمار الذي مر علينا في الفترة الماضية.
وأشارت رحاب صافي لثقافة السلوكيات لدى المجتمعات وضرورة إعطاء العملية التربوية أهمية تثقيفية من خلال تقديم النص الأخلاقي القانوني وإبراز أهمية الأسرة ودورها في تنشئة الجيل والتوجيه السليم لأبنائنا وحمايتهم من الجريمة والفساد وتعاطي المخدرات وغرس قيم المحبة والصدق والتفاؤل فيهم.
بينما تناول الدكتور صالح شقير قراءة سريعة في الثقافة العربية ودلالاتها مستعرضا المراحل التي قطعتها منذ 150 عاما وأطروحاتها في عهد النهضة العربية مقدما أطروحات وإخفاقاتها في العهد الحديث بسبب تردي الواقع العربي.
تخلل الندوة العديد من المداخلات فيما يخص الثقافة العربية ودور المثقفين في إنمائها وأهمية اللقاءات والحوارات التي تتناول هموم وشجون الثقافة والمثقفين وتوجيه جيل الشباب لاكتساب المعرفة من خلال القنوات السليمة والصحيحة.