وإذا كانت مدارسنا قد التزمت بالموعد المحدّد لافتتاح العام الدراسي الجديدة في 15 أيلول من هذا العام. إلا أن استقرار العملية التعليمية بدأ يواجه تحديات على أكثر من صعيد.
إذ رغم ما بثّ عبر الشريط الإخباري من ضرورة التساهل في التقيد باللباس المدرسي ، غير أن العديد من الأسر لم تتمكّن بعد من توفير ( القرطاسية)
والكتب للعديد من أبنائها ، بسبب الغلاء الفاحش في أسعار الدفاتر والأقلام وعلب الهندسة والتلوين فمن كان يصدّق أن يصل سعر الدفتر (200) طبق إلى (400) ل.س، وسعر دفتر الرسم إلى (500) ل.س ناهيك عن تذبذب أسعار ما تبقى من اللوازم المدرسية أمام تلاعب التجار، وعدم توفر الخيار أمام ذوي الطلاب والتلاميذ الذين كانوا يستجرون لوازمهم المدرسية من صالات التجزئة التي لم تأخذ هذه المهمة على عاتقها كما يجب هذا العام.
وكان الأجدى لو وزعت هذه المواد بأسعار اقتصادية مدروسة عبر ( كّوة) داخل كل مدرسة أو مع الكتب المدرسية... ويبقى هذا مجرد اقتراح...
وفي زيارة قمنا بها إلى أكثر من مدرسة في محافظة آمنة كاللاذقية مثلاً ... لم نجد مؤشرات لاستقرار وضع الطلاب والكادر التدريسي فيها، ونحن نعبر الأسبوع المدرسي الثالث وربّما الرابع..
وهذا طبيعي أمام توافد أعداد لا بأس بها من الطلاب والتلاميذ المهجّرين من بؤر التوتر الساخنة بحيث بات من الطبيعي أن يفوق أعداد الطلاب في الشعبة الواحدة بكثير الرقم الافتراضي الموضوع أو المسموح به عند افتتاحها...
هذا عدا عن عدم الاستقرار النفسي والتوازن الانفعالي عن العديد من الطلاب والتلاميذ الوافدين الذين فقدوا بيوتهم إضافة إلى مدارسهم. وباتوا يرضخون مع عائلاتهم إلى ظروف مراكز الإيواء القاهرة ، وتنقلاّت عقود الإيجار الموسمي ، أو الحلول - ضيوفاً- عند الأقارب ... هذه التحديات وسواها, قد أرخت بظلالها على سير العملية التعليمية لهذا العام ، إذ بدأ العديد من المعلمين والتلاميذ والطلاب يشتكون بل ويعانون من ضغط عودة الدوام النصفي لعدد كبير من المدارس ، وعدم كفاية الكادر التدريسي في التعامل مع مستجدات الظروف الراهنة ... وأمام هذه التحديات وسواها يطرح السؤال:
هل يتم تفعيل كل ما من شأنه إعادة - التكّيف المدرسي- مع مستجدات الظروف الراهنة في مواجهة تحديات العام الدراسي الجديد.
وبما يكفل عود ةانتظام العملية التعليمية في مسارها الصحي والطبيعي.
ربّ قائل ان التكيف مع مجمل هذه الظروف القاهرة يتطلب وقتاً وجهداً استثنائيين من جميع المعنيين بإنجاح سير العملية التعليمية بدءاً من الأسرة مرورا بالمجتمع والمدرسة والتربية.. وإذا كانت وزارة التربية قد بذلت وتبذل الآن أقصى طاقاتها في توفير مستلزمات العام الدراسي الجديد.بيد أن المهمة لم تعد منوطة بها لوحدها في هذا الظرف الاستثنائي وعلى جميع الوزارات والجمعيات والهيئات مؤازرتها في الاضطلاع بهذه المهمة الكبيرة ،فلا نشهد تلك “ الغصة” التي آلمتنا عندما شهدنا ذلك الطفل الذي عاد من مدرسته ليجد بيته منهاراً في حي نسرين بالتضامن بتأثير تفجير انتحاري ..
فمن يقدر حجم الخراب والخواء الذي تخلفه هذه الأعمال الإرهابية في سيكولوجية أطفالنا الذين يواجهون مؤامرة قذرة لسلبهم مستقبلهم وغدهم .....