حتى يتمكن الطفل أو اليافع التنقُّل عبر مواقعه الرقميّة. ويمكن تعليم هذه المهارة بشكل مباشر، خاصة وأن أطفال هذا الجيل في حاجة ماسة إلى المعرفة الرقمية، ويتوقون بشدّة إلى تعلُّم هذه المهارة، لأنها بإمكانها مساعدتهم على تعلم الكثير بذكاء أكثر، وتجعل استخدامهم التكنولوجيا أكثر فاعلية وأمناً، وهذا ما نريده لأطفالنا. بعيدا عن مخاطرالعالم الرقمي.
لكن بذات الوقت يشتكي الأهل من انشغال أبنائهم الدائم بالعالم الرقمي، وتصل الشكوى أحيانا لدرجة القول بأن أفراد الأسرة لا يتواصلون داخل المنزل، وأن العالم الرقمي يسيطر على الأبناء وينمون ويكبرون فيه.
ومهما اشتكى الأهل فانهم لا يستطيعون أن يفصلوا أطفالهم أو نفسهم عن التكنولوجيا، كما لا يمكنهم ولا يُريدون أن يمنعوهم من دخول العالم الرقمي واستخدام أجهزته المتعددة، من “آي فون” و”آي باد” وكمبيوتر وغيرها. لكن ما يمكنهم فعله هو اتخاذ القرارات والإجراءات المناسبة عند نقطة تقاطُع التكنولوجيا مع عالم الطفل.
لذلك على الأم والأب تثقيف أنفسهم في هذا المجال، حتى يتمكنوا من حماية أطفالهما من الجوانب الضارة للتكنولوجيا، إلى أن ينضج الابن ويصبح قادراً على استخدام هذه الأشياء الرائعة المدهشة، وفي الوقت نفسه تجنّب مخاطرها العديدة. لأنه من الممكن أن يتعرض الطفل لمخاطر أثناء تنقّله بين موقع وآخر عل شاشة الكمبيوتر. وقد لا تكون مضار التكنولوجيا فوريّة، لكنها لا تقل أهمية عن مخاطر قد يتعرض لها في الشارع. نتيجة لذلك، يجب أن يضع الأهل الحدود المناسبة لتجارب أطفالهم مع هذا العالم الجديد المجنون، لحمايتهم نفسيّاً وعاطفياً وفكريّاً واجتماعياً. وأن يغرسوا في طفلهم القيَم والمواقف والمعرفة والمهارات، لتحضيره لدُخول عالم سيبقى التغيير التكنولوجي هو السائد فيه.