تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


القرار 2118 .. انتصار الدبلوماسية وهزيمة العملاء والمأجورين

شؤون سياسية
الثلاثاء 1-10-2013
محرز العلي

بعد جهد كبير بذلته الدبلوماسية الروسية بالتنسيق مع الدبلوماسية السورية وإجراء محادثات ماراثونية بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية التي سبق ان أرعدت وأزبدت وهددت بشن عدوان على سورية تم التوصل إلى القرار 2118

الذي صدر عن مجلس الامن الدولي بالإجماع حيث يشكل هذا القرار بداية انفراج في المنطقة وخطوة أولى نحو عقد مؤتمر دولي لإيجاد حل للأزمة في سورية عبر الحوار وبالتالي إبعاد شبح حرب كارثية عن المنطقة لااحد يستطيع أن يتكهن بتداعياتها الخطيرة فيما لو حدثت، ما يعني أن الدبلوماسية الروسية والسورية قد حققتا نجاحاً كبيراً اثار غضب وانزعاج القوى المعادية للشعب السوري التي كانت تنتظر العدوان الامريكي على سورية بفارغ الصبر .‏

لقد سحب القرار الاممي ذريعة استخدام القوة من قبل الولايا ت المتحدة الأمريكية ضد سورية نتيجة الاستخدام المزعوم للسلاح الكيماوي عبر تجنب وضعه تحت الفصل السابع كما طالب العملاء في الدول العربية ولا سيما قطر والسعودية والدول الاقليمية بالكف عن دعم الجماعات الارهابية المسلحة التي ترتكب المجازر والجرائم بحق السوريين والتي استخدمت السلاح الكيماوي ضد المدنيين وافراد الجيش العربي السوري في خان العسل والغوطة الشرقية ما يعني اسقاط كذبة السلاح الكيماوي التي كانت تستخدم من قبل أذناب العملاء من اجل اتهام الحكومة السورية بغية استدراج التدخل العسكري ضد الشعب السوري وذلك لتحقيق أجندات عدوانية في الكيان الصهيوني ودول الغرب الاستعماري وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الامريكية التي راوغت وضللت كثيرا من اجل التوصل الى مبتغاها العدواني .‏

نجاح الدبلوماسية الروسية بإقناع الولايات المتحدة الامريكية بالانكفاء عن شن عدوان على سورية عبر المبادرة الروسية التي تم بموجبها صدور قرار من مجلس الامن لوضع الاسلحة الكيماوية بعهدة المجتمع الدولي وانضمام سورية الى معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية واستجابة القيادة السورية التي اعلنت موافقتها على المبادرة الروسية والتزامها بما يتوجب عليها نتيجة انضمامها الى معاهدة حظر الانتشار الكيماوي شكل صفعة قوية للعملاء المتربصين شرا بالشعب السوري وانتصارا لمحور الخير والممانعة على محور الشر الذي يدعم الإرهاب ويتستر على جرائم الإرهابيين من اجل تنفيذ مخططات عدوانية تخدم التفوق الاسرائيلي والنفوذ الامريكي في المنطقة .‏

ما حصل من توافق دولي حول ضرورة التوجه نحو عقد مؤتمر دولي لحل الازمة في سورية عبر الحوار استقبل بامتعاض شديد من قبل بعض المستعربين، ولاسيما في السعودية وكأنهم يسبحون عكس التيار أو أنهم كمن يركب البعير ويدخل حلبة السباق بوجود أحدث أنواع السيارات، ليعبروا بذلك عن تخلفهم وتمسكهم بأوهامهم وقناعاتهم البالية والتي يعتقدون من خلالها بأنهم يستطيعون فعل أي شيء بأموال النفط التي يملكونها وليؤكد ذلك مدى حقد بعض امراء ومشايخ البتر و دولار على الشعب السوري وتورطهم بسفك دماء الأبرياء غير مدركين أنهم مجرد أدوات سيتم التخلص منها عند انتهاء دورها في تنفيذ مخططاتهم العدوانية كما كانت نهاية الحمدين القطريين الصغير والكبير .‏

ان القرار الذي صدر عن مجلس الامن والذي اسقط لغة العدوان أو التدخل العسكري في شؤون الدول الأخرى كرس صعود أقطاب جديدة على الساحة الدولية، وأكد أن المرحلة التي كانت فيها الولايات المتحدة الامريكية تسيطر على الامم المتحدة ومجلس الامن وغيرها من المنظمات التابعة لها وتقرر شن العدوان على الشعوب متلطية بذرائع كاذبة ومعلبة هذه المرحلة قد ولت إلى غير رجعة، مع ظهور قطب جديد يتمثل في روسيا والصين اللتين عملتا خلال الازمة في سورية على اعادة التوازن الى مجلس الامن والحفاظ على القوانين والشرائع الدولية من خلال تصديها لمحاولات الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وبريطانيا استصدار قرارات تجيز لهم التدخل العسكري في سورية على غرار ما حصل في ليبيا، وفي ذلك انتصار للمحور الذي يحترم سيادة الدول ويعمل على اقامة شراكات بين الشعوب تحقق مصالح الجميع على المحور الآخر الذي اعتاد على استخدام القوة العسكرية والإرهاب لتحقيق مصالحه على حساب مصالح الشعوب .‏

في المحصلة فإن القرار ابتعد عن الفصل السابع، ولاشك أن الدبلوماسية الروسية والسورية قد حققتا انتصارا كبيرا لجهة ابعاد شبح الحرب عن سورية والمنطقة، والقيادة السورية أعلنت التزامها بما يترتب عليها من اجراءات لتنفيذ القرار، وبالتالي فان المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته لاسيما فيما يتعلق بمطالبة الدول بعدم تقديم الدعم للعصابات الإرهابية التي تحاول استحداث أسلحة الدمار الشامل ومنها الكيميائي وبالتالي تجفيف منابع الإرهاب وإلزام الدول الشريكة بالعدوان على سورية بالكف عن إرسال المال والسلاح إلى الجماعات التكفيرية التي تسفك الدم السوري وتقوم بأعمال وحشية من شأنها تصعيد العنف في المنطقة وفي ذلك خطوة مهمة تمهد لإيجاد حل سلمي عبر حوار سوري سوري يحقق تطلعات السوريين في بناء مستقبلهم دون تدخل خارجي وبعيداً عن الحروب التي رفضتها معظم دول العالم على المستوى الشعبي والرسمي .‏

mohrzali@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية