وأهلنا عندما يؤكدون ذلك إنما يؤكدون على أن كل الإجراءات القمعية التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني لن تثنيهم عن انتمائهم للوطن الأم.. هم متمسكون بهويتهم الوطنية، على الرغم أن هذا الاحتلال يمارس كل أعمال العنف والقتل والتعذيب والسجن واقتلاع الأشجار ونبش القبور وسرقة المياه، وكل ذلك يزيد أهلنا إصراراً على المقاومة كون هذا المحتل لايمتثل لأي قانون دولي أو إنساني أو أخلاقي.. هو عصابة إرهابية تمارس القتل والدمار والتهجير وإفراغ الأرض من أصحابها، وزاد فوق كل ذلك فقد أخذ هذا العدو الإرهابي في دعمه للعصابات الإرهابية التي جاءت من كل أصقاع الدنيا لتخرب أرض سورية وتقتل شعبها.. هذه الأرض وهذا الشعب الذي باركه الله لأن أرض سورية أرض المقدسات وتوجب على الجميع الدفاع عنها لأن المأوى الذي يلوذ إليه كل الشرفاء والوطنيين والأحرار في العالم.. أهلنا في الجولان المحتل يحتفلون بعد أيام بذكرى حرب تشرين الانتصار فهم وفي كل احتفال وطني يذكرون الانتصارات التي حققها ويحققها جيشنا العربي السوري.. هذا الجيش الذي يخوض معركة بناء سورية المعاصرة المتجددة وهو يواجه العصابات الإجرامية المرتبطة بأجندات خارجية صهيوأميركية والجيش العربي السوري البطل الذي نذر نفسه دفاعاً عن الحق العربي يستشهد اليوم جنوده البواسل بيد أخ وشقيق هذا الأخ والشقيق الذي استنجد بعصابات تكفيرية من كل دول العالم هذه العصابات ومعها هذا الأخ والشقيق في تدمير كل مابناه شعبنا عبر سنوات طويلة.. أخذت هذه العصابات بقتل الناس الآمنيين في بيوتهم دونما رادع إنساني أوأخلاقي..
فبدلاً من أن يستشهد حماة الديار من أبطال جيشنا الأبي في مواجهة العدو الإرهابي الصهيوني هم يستشهدون اليوم في داخل الوطن وممن..؟! من عصابات إرهابية تريد أن تجعل أرض سورية تابعاً لدول تآمرت علينا هذه الدول تريد من خلال تجنيدها لتلك العصابات حرفنا عن الذي ارتضيناه لأنفسنا منذ فجر التاريخ مدافعين عن الحقوق التي اغتصبها محتل غادر.
إن ذكرى حرب تشرين التحريرية التي سنحتفل بذكراها الـ/40/ بعد أيام قليلة تمر على أهلنا في الجولان المحتل وهم يعلنون ولاءهم المطلق لوطنهم الأم سورية رافضين كل الإجراءات الصهيونية الإرهابية مهما كلفهم ذلك من أثمان وهاهم يستعدون للاحتفال بذكرى الانتصار انتصار تشرين يتوجهون لجيشنا الباسل ويقولون له: كما صنعت انتصارات تشرين فإننا ننظر إليك لتخلص وطننا الأم من تلك الشرذمة الظالمة من تلك الجماعات التكفيرية التي جاءت لأرض سورية من كل حدب وصوب.. فياجيشنا البطل يامن ننحني إجلالاً لتضحيات شهدائنا الأبرار نناشدك أن تنهي تلك الحالة التي أراد من خلالها المتآمرون الانقضاض على موقف قيادتنا وشعبنا من خلال النهج الذي انتهجه بلدنا في المقاومة والممانعة ضد أي مشروع يستهدف وجودنا كأمة لها ماضيها المجيد وحاضرها ومستقبلها الواعد المشرق الذي أراد أن يبنيه السيد الرئيس بشار الأسد بشكل عصري منفتح متطور يجعل من سورية الحضارة البلد الأنموذج في العالم.
والجولانيون بمناسبة الذكرى الـ/40/ لحرب تشرين التحريرية ذكرى حرب الانتصار يرددون اليوم وكل يوم ويقولون لجيشنا البطل: لقد أرادوا أن يتحول جيشنا عن مواجهة العدو الجاثم على صدورنا وفوق تراب الجولان الغالي فبدلاً من أن تكون دماء شهداء هذا الجيش البطل على أرض الجولان وفلسطين أرادوا أن تراق هذه الدماء بيد الأخ أو الشقيق الذي ارتبط بالعمالة والخيانة مع الخارج، لكن يقولها أبناء الجولان المحتل ومعهم كل السوريين: إن الجيش الذي صنع انتصارات تشرين لن يحيد عن الهدف الذي نذر نفسه من أجله، وإن حاول البعض ممن ارتموا في أحضان إسرائيل وأميركا والغرب وبعض العربان مقابل حفنة من الدولارات في حرف هذا الجيش الأبي عن هدفه فهاهو جيشنا يحمي الديار يصون العرض ويمضي في انهاء من حالوا إعادة سورية إلى الحالة الاستعمارية القديمة متناسين التضحيات التي قدمها السوريون من أجل الحرية والاستقلال .
إن قرار أهلنا في الجولان المحتل كان ومازال هو مقاومة الاحتلال الإرهابي الصهيوني جنباً إلى جنب قواتنا المسلحة حتى يزول الاحتلال ويعود الجولان إلى الوطن الأم سورية.. وأبناء الجولان المحتل عندما يقولون ذلك يدركون جيداً أن الجولان في قلب وعقل كل سوري، بل هو في القلب الذي ينبض حباً وإيماناً بالأرض.. وقلب سورية الطبيعية هو الجولان الذي تغذي شرايينه ماء الحياة الممتدة من الحصاباني والوزاني ونهر الأردن فمنه الحياة ولأجله نضحي بالحياة.. وعندما نقول ذلك لأن مقاومة الاحتلال هي من صميم عقيدة أبناء سورية، وأبناء الجولان هم من صلب هذه العقيدة..
إن ذكرى حرب تشرين التحريرية التي ستحل علينا بعد أيام قليلة إنما هي مفخرة لكل مناضل شريف فماقدم من تضحيات في هذه الحرب وماتلاها وماسبقها إنما يؤكدون أن الأرض غالية ولن نتنازل عن شبر واحد منها فهي كما قلنا شريان الحياة الذي يعيش منه كل سوري.. وواهم من يظن أن سورية ومن خلال الأزمة التي تمر فيها قد تتفاوض أو تتنازل عن حبة تراب واحدة من أرض الجولان لأن الجولان يسكن في أعماق السوريين شعباً وجيشاً وقيادة وليعلم العدو الإرهابي الصهيوني ومن معه من دول الغرب وأميركا والعثمانيين الجدد وعربان الخليج أن الجولان سيعود إلى الوطن الأم طال الزمن أو قصر.. أرضه عربية سورية.. وأهله عرب سوريون يفخرون بأنهم يحملون هوية وطنهم الأم سورية.. ويفخرون أيضاً بانتمائهم الوطني هذا الانتماء الذي يشرف كل وطني حر شريف في هذا العالم...