القرار الدولي رقم 2118 بشأن الأسلحة الكيماوية السورية حرق الأوراق السعودية التركية التي تلهث وراء العدوان، ليؤكد أن التسويات صارت أمراً واقعاً.. وكان مرضياً للجميع باستثناء هؤلاء، وفتح الباب لطريق معبد أمام الجميع للذهاب إلى مؤتمر جنيف دون شروط مسبقة.
هذا في نيويورك أمّا في جنيف فالطقس السياسي صافٍ، رغم أنّه يتجه نحو الشتاء وجنيف ما زالت أبوابها تنتظر مؤتمِرين لم يعرف البعض بعد السبيل إليه، ولم تكتمل حلقاته والسبب غياب ما سُمّي المعارضة السورية.. لا لشيء بل لأن هذه «المعارضة» التي أُغدِق عليها المال والسلاح والاعتراف من كلّ حدبٍ غربيّ وصوبٍ خليجي إلا من الشعب السوريّ ومن يساند سورية في مواجهة هذه المؤامرة، لأن هذه «المعارضة» مفكّكة حتى أصبحت «معارضات» لكل منها أجندتها وارتباطاتها وبالتالي لا يمكن أن تلتقي على أهداف سامية.
يبدو أننا نشهد مرحلة بداية الحلول، ولكن الدرب سيبقى محفوفا بالألغام، ففي طريق الحلول السلمية تكثر تفجيرات «المعارضة» لتقوية موقعها على مائدة جنيف.
ولكن «المعارضة السورية» منفرطة العقد فهي تقتل المدنيين وتنهش بعضها, والشعب السوريّ واعٍ تماماً بمدى ارتباطها بالغرب وبــ «إسرائيل» فأيّ عاقل في العالم يمكنه أن ينتظر من كائنات كهذه أن تجلس إلى طاولة مؤتمر وأن تناقش مستقبل بلادٍ تدمّرها هي.. إنّ المرتهن لقوى خارجية لا يمثّل أحداً ولا يتكلّم باسم أحدٍ لا لشيء بل لأنّه لا يملك قرار نفسه.
ومن خلال معرفتي المتواضعة أقول، إن المُضيف هو من يطلق إحدى وعشرين طلقة استقبالاً لضيفه، لكنْ في الحالة السورية أطلق المضيف والضيف «روسيا وسورية» الطلقات الاحتفالية معاً، وأقامتا الاحتفال بكبح وكبت النيّات العدوانيّة الأميركية وبعض العربية والتركية وإجبارها على تجليس موقفها لتجلس على طاولة «حلول» ستكون هي وحلفاؤها الخاسر الأكبر فيها.
daryoussi@hotmail.com