وفي هذا الصدد أكد عميد الاسرى المحررين العرب سمير القنطار أن محور المقاومة التى تلعب سورية دوراً أساسياً وثابتاً وفاعلاً فيه يخيف ويقلق العدو الصهيوني الذى يعتبر وجود هذا المحور تهديداً لوجوده.
واعتبر القنطار فى حديث مع التلفزيون العربي السوري أن سياسة القتل والتكفير والاستباحة والفوضى التى ينتهجها الارهابيون هى ثقافة تدميرية وظلامية بشعة وإيديولوجية تهدف الى تدمير الاجيال عبر الفكر الديني وهى عامل جذب لكل من لم يتفقه الدين بالشكل الصحيح.
وقال القنطار ان الانتصارات الاستراتيجية التى حققها الجيش العربي السوري هى عامل مهم فى تحديد مجريات الاحداث مبينا ان الارهابيين ينهزمون فى أكثر من مكان و أن صمود الشعب السوري شكل مفخرة للعالم وان صبره الطويل سيثمر نصرا كبيرا.
ورأى القنطار أن الغرب واستخباراته تخلصوا من «حثالة مجتمعاتهم من الإرهابيين» حيث جاؤوا بهم الى سورية بهدف التخلص منهم من جهة وقتل أكبر عدد ممكن من السوريين لإضعاف النسيج الاجتماعي السوري وتقسيمه وتفكيكه من جهة أخرى لجعل سورية القوية المتماسكة والعقبة الاساسية فى وجه المشروع الأميركي الاسرائيلي الغربي فى المنطقة مفتتة ومشتتة ومركزا لإيواء الارهابيين.
وأشار القنطار الى أن معركة البناء بعد الانتصار هى أصعب بكثير من معركة الانتصار اذ ان هناك الكثير من الرواسب والتشوهات فى العقول من الافكار الايديولوجية الملوثة التى زرعها الارهابيون وهو ما سيترك بصمة على نفوس الناس والأطفال والأجيال الصاعدة مشدداً على أهمية دور الدولة والمجتمع الاهلى والمثقفين فى تنظيف هذه العقول من الفكر الارهابي.
الشيخ عنتير: انتصار سورية قاب قوسين أو أدنى
بدوره أكد الشيخ سليمان عنتير رئيس الفعاليات الوطنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 أن انتصار سورية على المؤامرة التي تستهدف وجودها كدولة مقاومة في وجه الكيان الصهيوني قاب قوسين أو أدنى مبينا أن هذا الانتصار سيكون بمثابة انتصار لكل المقاومين والشرفاء في العالم.
ولفت الشيخ عنتير في اتصال هاتفي مع التلفزيون العربي السوري أمس إلى أن انضمام سورية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ونجاحها في تفادي العدوان الأميركي ضدها اجبر الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى النزول من أعلى السلم وخاصة بعدما سمع صراخ الصهاينة جراء خشيتهم من محور المقاومة السوري والإيراني وبعدما علم أوباما أن الكيان الصهيوني أصبح في خطر وبات يحمل نعشه.
النائب السابق لحود:
الصمود السوري أحبط المشروع الأميركي
من جانبه أكد النائب اللبناني السابق اميل اميل لحود أن ما يحصل في سورية هو مؤامرة كونية أدواتها آلاف المسلحين الارهابيين المدعومين من أميركا والدول الغربية وعملائها وأدواتها في بعض الدول العربية الخليجية وقال إن صمود سورية قيادة وجيشا وشعبا أحبط المشروع الأميركي في المنطقة.
وأشار لحود في بيان له أمس إلى أن المغامرة الاسرائيلية الفاشلة كانت من خلال الرهان على سقوط سورية بسرعة وبأقل خسائر ممكنة موضحاً أن الأزمة في سورية باتت في فصلها الأخير ومن أبرز الدلالات على ذلك القتال الداخلي بين فصائل الإرهابيين والمتصل بمصالح هذه الفصائل المتناحرة.
إلى ذلك اعتبر مسؤول وحدة الإعلام الإلكتروني في حزب الله حسين رحال أن ما فعله ويفعله المسلحون الإرهابيون التكفيريون في سورية بدعم من الذين يمولونهم في لبنان والمنطقة والعالم هو أفظع بكثير مما حصل في التاريخ الأسود لكل الشعوب ويشوه صورة المسلمين والإسلام في العالم.
محلل سياسي تشيكي:
التهديدات الأميركية ضد سورية جريمة حرب
من جهته أكد المحلل السياسي التشيكي «كارل كلوز» ان الحرب التي كانت تحضر لها الولايات المتحدة ضد سورية هي بحد ذاتها جريمة حرب كما ان خلق مبررات لها من خلال الادعاء بالحاجة إلى التدخل الإنساني وتقديم الأمر للبشرية على انه قضية عادلة يعتبر جريمة بنفس القدر أيضا.
وقال كلوز في تحليل نشره أمس على موقع اتحاد الشباب الشيوعي ان الإرهابيين المدعومين من قبل الولايات المتحدة هم الذين يقفون وراء استخدام السلاح الكيميائي في غوطة دمشق كي يتم الضغط على العالم لدعم هذه الحرب الإجرامية على سورية.
وأشار إلى أن جهاز المخابرات التابع للجيش الأميركي ساهم في التحضير للهجوم الكيميائي الأمر الذي كشفت عنه مراسلات بالبريد الالكتروني تم الدخول إليها من قبل قراصنة كومبيوتر بين العقيد في المخابرات العسكرية الأميركية أنتونين ماك دونالد وصديق له قام بتهنئته على هذا العمل المنفذ بشكل جيد وأيضا يستدل من هذه المراسلات ان المخابرات المركزية الأميركية هي التي نظمته.
كما أكد انه عند التطلع إلى الطريقة التي رد فيها البيت الأبيض والحلفاء الغربيون على الهجوم وعلى أشرطة الفيديو المفبركة التي بثت فإن ذلك يدل على وجود اتفاقات سرية في هذا الشأن.
كما أشار إلى وجود معلومات موثقة أيضا عن ان أجهزة المخابرات السعودية والإسرائيلية والتركية ساهمت في هذا العمل من خلال تقديم الغازات السامة للإرهابيين وأن هذه الأجهزة تتعاون أيضا مع مخابرات فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.
كاتبة مصرية: الولايات المتحدة وحلفاؤها
مصرون على نواياهم الخبيثة تجاه سورية
وأثناء ذلك أكدت الكاتبة والإعلامية المصرية سناء السعيد انه وعلى الرغم من صدور قرار بالإجماع حول تفكيك الاسلحة الكيميائية في سورية دون أن ينص على استخدام القوة تحت الفصل السابع إلا ان النوايا الخبيثة لأمريكا وبريطانيا وفرنسا تكشفت قبل صدور هذا القرار وسعيهم إلى وضعه تحت هذا الفصل لاستهداف سورية عسكريا بما يلبي طموحات المجموعات المسلحة وداعميها الذين يريدون إسقاط الدولة في هذا البلد.
وأوضحت الكاتبة في مقال نشرته صحيفة «الأسبوع» المصرية ان سعي أمريكا لوضع القرار تحت الفصل السابع ظهر جليا في محاولاتها الإطاحة بالاتفاق الإطاري الذي تم في جنيف بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري منتصف الشهر الحالي والذي نص على وضع السلاح الكيميائي تحت رقابة دولية تمهيدا لإزالته وهو الاتفاق الذي سحب الذريعة التي كانت أمريكا تتعلل بها لشن هجوم عسكري على سورية.
واستغربت الكاتبة مواقف هذه الدول وسعيها إلى استهداف سورية عسكرياً رغم المواقف الجادة والمنطقية من قبل الحكومة السورية ومسارعتها للانضمام إلى معاهدة حظر السلاح الكيميائي بشكل عزز مصداقيتها وأثبت تنفيذها لأي التزامات تتطلبها المرحلة مستنكرة الحرص الأميركي على قرار يرتكز على الفصل السابع رغم التزام سورية وتنفيذها لقرارات منظمة الأسلحة الكيميائية في الوقت الذي يتم فيه تغييب الطرف الآخر المدان من المسلحين الإرهابيين الذين تجزم كل الأدلة انهم الطرف الذي استخدم السلاح الكيميائي لإلصاق التهمة بالحكومة في محاولة لاستدراج الغرب للتدخل العسكري.
وقالت :إن ما غاب عن الغرب انه لا يمكن اللجوء هنا إلى الفصل السابع في أي قرار يتخذه مجلس الأمن في ظل التزام سورية بما تعهدت به بالإضافة إلى ان الغرب يفتقر إلى الدليل الذي يبرر إلصاق الاتهام بالحكومة بانها من استخدم السلاح الكيميائي في الغوطة ذلك ان جميع هذه التهم الباطلة يمكن دحضها بأسباب جوهرية تتصدرها الأدلة التي قدمها لافروف لنظيره الأميركي كيري والتي تثبت ان «المعارضة» هي من استخدم الكيميائي في تلك المنطقة.
وأكدت الكاتبة ان الدافع الوحيد من وراء إثارة مجموعة الذرائع التي تفتقر للمنطق والدليل التي مافتئت أمريكا تقدمها هو تنفيذ ما تطمح إليه المجموعات المسلحة وما يسمى بـ»الائتلاف المعارض» التي عارضت اتفاق الإطار بين وزيري خارجية روسيا وأمريكا لكونها تريد إسقاط الدولة والدفع بالغرب لتبني الخيار العسكري لتحقيق ذلك غير مبالية بما قد يجلبه هذا التدخل من تداعيات وخيمة على سورية الوطن.
«نوفيل أوبزرفاتور» الفرنسية:
أوباما فاجأ هولاند بقرار تأجيل العدوان
في غضون ذلك كشفت مجلة نوفيل اوبزرفاتور الفرنسية أن قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بتأجيل العدوان العسكري على سورية قبل ساعات من موعده دون سابق انذار فاجأ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي كان مستعدا لتوجيه ضربة الى سورية فجر اليوم الاول من أيلول الجارى .
وقالت مجلة نوفيل اوبزرفاتور إن الامر نتج عن عدم تفاهم بين الادارتين الاميركية والفرنسية حيث طلب البيت الابيض اتصالا بالرئيس هولاند مساء السبت 31 اب الماضي وذلك عبر خط امن واعتقد الرئيس الفرنسي أن أوباما كان يعتزم أن يبلغه بقراره توجيه ضربة الى سورية بشكل عاجل ولذلك أمر بدوره بعقد اجتماع عاجل يحضره وزراء الدفاع والداخلية والخارجية بالإضافة الى رئيس الاركان ورئيس وكالة الاستخبارات.
وأضافت المجلة ان هولاند أمر بوضع القوات الجوية والمقاتلات من طراز «رافائيل» المنتشرة فى البحر الابيض المتوسط فى حالة الاستعداد القصوى تمهيدا للضربة التى كانت لتبدأ فى الساعة الثالثة صباحا وكان من المخطط أن تقوم المقاتلات بتدمير البطاريات الصاروخية ومركز القيادة لعدد من وحدات الجيش السورى مشيرة الى ان هولاند اضطر للتراجع عن هذه الخطة بعد ان ابلغه اوباما فى مكالمة هاتفية تأجيل العمل العسكري ضد سورية حتى موافقة الكونغرس الأميركي على ذلك .