وفي موقف يعكس عمق الانتماء لسورية أكد الأطباء السوريون العاملون في العاصمة الروسية تضامنهم ووقوفهم لجانب الوطن الأم بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد في مواجهة جرائم المجموعات الإرهابية المسلحة وأعمال القتل والتدمير التي ترتكبها على الأرض السورية.
وأعرب الأطباء السوريون من مختلف الاختصاصات خلال لقاء مع السفير السوري في موسكو الدكتور رياض حداد في مقر السفارة عن اعتزازهم وفخرهم بالبطولات والتضحيات التي يقدمها شعبنا الأبي وقواتنا المسلحة الباسلة ضد الإرهابيين والمرتزقة وعن استعدادهم لوضع كل ما يملكونه من خبرة وإمكانيات طبية وعلمية ومادية في خدمة المواطنين السوريين من مدنيين وعسكريين يتعرضون لإصابات وجروح نتيجة لجرائم الإرهاب في سورية.
وأشار الأطباء إلى أنهم ينطلقون من مواقف وطنية وإنسانية عامة في معالجة الجرحى والمرضى وهم مستعدون لتشكيل فرق من الأطباء السوريين المتطوعين وزملائهم وأساتذتهم الروس للقيام بزيارات دورية إلى سورية لمساعدة زملائهم في الوطن الأم لإجراء عمليات جراحية لمن يحتاج إليها وإرسال التجهيزات والمعدات الطبية والأدوية اللازمة والعمل في المشافي العسكرية والمدنية وتنظيم حملات تبرع مالية لسد بعض الاحتياجات الطبية العاجلة كما أنهم مستعدون لاستقبال المصابين لتلقي العلاج في المشافي الروسية.
من جانبه أعرب السفير حداد عن الاعتزاز بالأطباء السوريين في روسيا الذين يجسدون نخبة الشريحة الوطنية المثقفة ويشغلون مكانة علمية وطبية جديرة بهم في المجتمع الروسي مؤكدا أن سورية بحاجة اليوم إلى جهود جميع أبنائها في الداخل والخارج.
وقدم السفير حداد عرضا سياسياً مفصلاً للوضع في سورية وحولها لافتا إلى أن ما يجري هو مؤامرة قديمة جديدة وأن ما يسمى بالربيع العربي ما هو سوى لعبة لبسط الهيمنة على الشرق الأوسط وبالدرجة الأولى على سورية وإشاعة القتل والخراب والتدمير فيها بما يتماشى مع مصالح إسرائيل.
كما أشار السفير إلى صمود سورية وشعبها وقواتها المسلحة الباسلة بالرغم من الحصار الاقتصادي والمالي والعقوبات الجائرة التي فرضتها أمريكا ودول الغرب وأتباعها في تركيا والسعودية وقطر على سورية وحجب الإعلام السوري عن الأقمار الصناعية لمنع الحقيقة وممارسة سياسة التهجير وتفجير البنى التحتية وتفكيك وسرقة المعامل وقطع طرق المواصلات البرية والحديدية وحرق محاصيل القمح لحرمان المواطنين من أبسط مقومات المعيشة .
وأشاد السفير حداد بالمواقف المبدئية الثابتة التي يتبناها أصدقاء سورية وخاصة روسيا الاتحادية التي نثمن عاليا دورها وفهمها الدقيق لما يجري وسعيها لإيجاد حل سياسي ودبلوماسي ومنعها لأي سيناريو للتدخل بالقوة في سورية مؤكدا أن القضية السورية ليست محلية أو إقليمية بل هي قضية كونية يتوقف على حلها مصير القانون الدولي والعلاقات الدولية في العالم المعاصر.
وبنتيجة النقاشات والمداخلات قدم الأطباء المشاركون في اللقاء جملة من الاقتراحات العلمية لتنفيذ الأهداف المطروحة ومنها تفعيل جمعية الأطباء السوريين في موسكو وفتح حساب باسمها في مصرف سورية المركزي ليتم عبره تقديم المساعدات المالية إلى الجهات الطبية المختصة والاتصال بإدارة الخدمات الطبية في الجيش العربي السوري ووزارة الصحة والمشافي المعنية مباشرة لمعرفة ما تحتاجه من معدات وتجهيزات وأدوية كما اتفقوا على عقد لقاءات شهرية في مقر السفارة لمتابعة هذه الأمور.
وفي مقابلات مع مراسل سانا في موسكو قال الدكتور نضال حسين وهو طبيب جراحة عصبية «لقد كان لقاء اليوم ممتازاً جداً والاقتراحات كانت بناءة وأن الوضع بحاجة لطاقات جميع الأطراف ونحن كأطباء مستعدون للمساعدة».
من جهته قال حسين حسين علي وهو طبيب جراحة بولية «سنكون مقصرين جدا ما لم نقدم كل ما نستطيع خدمة للوطن وشعبنا والمصابين ونحن في موسكو نستطيع تقديم مساعدات بالتجهيزات الطبية والأدوية واستقبال المرضى وتشكيل فرق طبية لزيارة الوطن ومعالجة المصابين أو الإسهام في معالجتهم».
بدوره أكد الدكتور عبد الكريم حسن طبيب جراحة عينية إن الأطباء السوريين يشكلون عددا لا بأس به في موسكو وهو يتجاوز السبعين طبيبا وهم قادرون على تقديم الكثير.
وفي واشنطن التقى وفد من المنتدى السوري الأميركي مؤخرا بعدد من وزراء الخارجية والمسؤولين المشاركين في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك لدعم الحل السلمي للأزمة في سورية.
وقال المتحدث باسم المنتدى الدكتور غياث موسى.. «إن الهدف من هذه اللقاءات هو حث المسؤولين الدوليين على المضي قدما بدعم التوجه النامي في الاتفاقات الروسية الأميركية فيما يخص الحل السلمي للأزمة في سورية إذ شددنا في هذه اللقاءات على ضرورة انعقاد مؤتمر جنيف 2».
وأضاف موسى.. «لقد شدد الوفد الذي ترأسه الدكتور ناصر عاني رئيس المنتدى وأعضاء آخرون في مجلس إدارته على أن أسس الحل الحيوية تتمثل في ضرورة تبني إجراء دولي يجبر الدول والمجموعات على وقف تسليح المجموعات الإرهابية وسحب كل المقاتلين الأجانب من سورية» مشيراً إلى أن اللقاءات ركزت أيضا على أهمية سيادة سورية ووحدتها وأكدت للمسؤولين الأجانب أن السوريين لن ينسوا أنهم إخوة وأبناء وطن واحد.
ولفت موسى إلى مطالبة أعضاء الوفد المسؤولين والوزراء الذين التقوهم في نيويورك بوقف «أعمال بذر الفتنة والطعن» لأن الإنسان السوري سيبقى وفياً لأخيه السوري فيما «لن يكون الأجنبي وفياً لمن غرر به».
واختتم موسى بالقول.. «لقد لاحظنا أن العديد من أعضاء الأمم المتحدة أصبحوا على يقين بأن الصورة الواهمة التي رسمت لهم في بداية الأزمة لم تكن صحيحة وأنهم يحاولون الآن قدر المستطاع إصلاح ما قاموا به وذلك حسب قول احد الوزراء الذين قابلناهم».
وأشار موسى إلى أن المنتدى مستمر في لقاءاته الدبلوماسية حتى الأسبوع المقبل حيث سيتضمن لقاءات أساسية في العاصمة الأميركية واشنطن لدفع الإدارة الأمريكية والكونغرس إلى ترسيخ نهج الحل السلمي والتخلي عن دعم المجموعات الإرهابية المسلحة.