تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سورية في بيان أمام الاجتماع الوزاري لدول الجوار: التعامل مع المهجرين بإنسانية وعدم المتاجرة بمعاناتهم وآلامهم لجمع التبرعات المالية

جنيف
سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الثلاثاء 1-10-2013
اكدت سورية على وجوب قيام المنظمات الدولية والدول المستضيفة للمهجرين السوريين بالتعامل معهم بانسانية وبما يتوافق مع القانون الانساني الدولي وعدم المتاجرة بمعاناتهم وآلامهم وعدم اثارة الصخب الاعلامي حول هذه المعاناة لجمع التبرعات المالية.

وقال الدكتور فيصل الحموي مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة في جنيف في بيان القاه باسم سورية في الاجتماع الوزاري لدول جوار سورية الذي تعقده المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان سورية تؤكد على ضرورة ألا يتم التعامل مع الازمة من منظور انساني فقط وانما علينا ان نأخذ بالاعتبار البعد السياسي لان حل هذه الازمة يتطلب جهودا صادقة من الجميع وفي مقدمتها وقف التدخلات الخارجية ومنع ادخال السلاح والمرتزقة إلى سورية والمساهمة في حوار سياسي بناء بين السوريين وحدهم كما يتطلب الرفع الفوري للعقوبات غير الشرعية التي اتخذت بحق الشعب السوري وعندها سنرى عودة الغالبية الساحقة من المهجرين إلى ديارهم.‏

سورية كانت وفي كافة العصور ملاذاً آمناً لكل لاجئ أو مهجر من بلاد يسودها العنف أو العدوان‏

واضاف الحموي ان سورية كانت وفي كافة العصور ملاذا آمنا لكل لاجئ او مهجر من بلاد يسودها العنف او العدوان العسكري او انعدام التسامح الديني كما كانت ثالث اكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم عاملتهم باسلوب انساني تام وفي فضاء من الامان والحرية الدينية والمساعدات المتعددة على الرغم من انها لم تنضم إلى اتفاقية اللاجئين لعام 1951.‏

واوضح ان سورية لم تنشئ في تاريخها مخيمات لاستيعاب اللاجئين او المهجرين ولم تطلق اي نداء استجداء او اشارة تذمر على الرغم من محدودية امكاناتها وان المفوض السامي غوتيريس كان يكرر وفي كل مناسبة اشادته بكرم وسخاء الحكومة السورية وشعبها في تحمل اعباء تلك الاستضافة.‏

وتابع الحموي.. انه نتيجة للاحداث المؤسفة التي حصلت في بلدي اضطر عدد من المواطنين إلى النزوح هربا من جرائم المرتزقة والجهاديين وتدميرهم للبنى التحتية وكذلك نتيجة لقسوة العقوبات الظالمة التي فرضتها بعض الدول والمنظمات الاقليمية والتي استهدفت غذاءهم وصحة اطفالهم وتحصيلهم العلمي كما ادت إلى توقف العديد من المشاريع والصناعات المحلية وانتشار البطالة الامر الذي اضطرهم إلى النزوح.‏

وأشار الحموي إلى انه مع تصاعد الشكاوى من معاناتهم وآلامهم في بلدان اللجوء بادرت الحكومة السورية إلى مناشدة مواطنيها بالعودة إلى ديارهم وقامت بتجهيز ما استطاعت من الاحتياجات الاساسية وانشأت مراكز اقامة مؤقتة داخل سورية إلى حين عودتهم إلى مناطق سكنهم الاصلية كما قامت بترميم عدد من البنى التحتية والمرافق العامة ليجد المواطنون العائدون قسما هاما ومقبولا من الاحتياجات الاساسية في موطن اقامتهم يعتبر افضل بكثير من اللجوء والمعاناة والحرمان وكان اخر هذه الاجراءات قرار الحكومة السورية قبل اسبوع بتخصيص مبلغ 150مليون دولار امريكي لاعادة ترميم الاضرار التي لحقت بمساكن المواطنين والمدارس والاماكن الأخرى.‏

وبين ان الدولة اعلنت عن تقديم قروض ميسرة ودون فوائد لاعادة اعمار المنازل التي هدمها تخريب التكفيريين وتدميرهم لها ومنح تعويضات مالية عن الاضرار التي لحقت بالممتلكات الخاصة لتشجيع المهجرين على العودة.‏

بعض المنظمات الدولية‏

بالغت في أعداد المهجرين‏

واشار الحموي إلى عدد من النقاط السلبية التي ترافقت مع مشكلة المهجرين ومن ابرزها..قيام بعض المنظمات الدولية باللجوء إلى المبالغة في اعداد المهجرين من خلال البيانات الدورية التي تصدرها وتجاهلها ان الالاف من السوريين وبفعل عوامل القربى والجوار يتنقلون بشكل متواصل بين سورية ودول الجوار والعديد منهم يتم تسجيله لدي المفوضية ولا يشطب عند العودة إلى سورية ومنهم من يفضل الابقاء على تسجيله للاستفادة من المعونات او ربما طمعا في اعادة التوطين في بلد ثالث موضحا ان ما ورد عن وكالة الانباء الرسمية الاردنية بترا قبل اسبوع نقلا عن مصدر اردني مسؤول عن عودة 91 الف مواطن سوري دليل واضح على ما تقدم وانه مع ذلك لم تنعكس هذه المعلومات في بيانات المفوضية معربا عن امله من المفوضية ومن المنظمات الدولية المعنية مراعاة هذه الحقيقة في احصائياتها الدورية وعدم اللجؤ إلى المبالغة.‏

واوضح الحموي ان توارد الانباء عن تردي الوضع الاجتماعي والصحي والاقتصادي للمهجرين يدعو إلى القلق الشديد مشيرا إلى ان التقرير الذي صدر في المفوضية العليا للاجئين وتم تناقله في وسائل الإعلام كافة والذي يشير إلى ازدياد معدل الجريمة المنظمة والاغتصاب وعمالة الاطفال وانتشار البغاء وغيرها يعتبر مؤشرا خطيرا يستدعي من المفوضية وضع خطة عمل جادة وفورية للتوعية ولتحصين المهجرين من هذه الامراض الخطيرة وعدم الاكتفاء بتشخيص الحالة بل يجب تقديم العلاج لها.‏

وبين ان التحذيرات التي تصدر عن المفوضية العليا للاجئين والتي تدعو إلى عدم عودة المهجرين بحجة انعدام الامن ووجود اخطار حقيقية تتهددهم ومنها على سبيل المثال تقرير المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بتاريخ 26/6/2013 تحد كثيرا من حماستهم للعودة علما بان العودة الطوعية هي الحل الامثل لمشكلة اللاجئين.‏

المجموعات الإرهابية تسعى‏

إلى تحويل سورية العلمانية‏

إلى إمارة طالبانية‏

ولفت الحموي إلى ان المفوضية تتجاهل ان جزءا هاما من المهجرين السوريين في البلدان المستضيفة استطاعوا تامين المسكن والماكل لعائلاتهم وبالتالي لم يضع وجودهم اعباء على اقتصادياتها ولم يبق الا جزء صغير منهم بحاجة إلى المساعدة.‏

واعرب الحموي عن قلق سورية من التقارير التي تشير إلى سعي بعض الدول إلى اعادة توطين فئات محددة من السوريين لديها وتشترط انتماء دينيا أوعرقيا لهم الامر الذي يشكل خطرا كبيرا على التنوع الديني والعرقي الذي تفتخر به سورية ويخدم اهداف المجموعات الارهابية التكفيرية التي تسعى إلى تحويل سورية العلمانية إلى امارة طالبانية تنتهك فيها كل حقوق الانسان.‏

واختتم البيان بالقول ان سورية تشكر كل جهد مخلص وحقيقي يعمل معها لرفع المعاناة عن الشعب السوري وترجو للمؤتمر النجاح في تحقيق هذا الهدف.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية